السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

من يدعم مصر في أزمة السد؟.. خبراء: موقف أمريكا لا يعوّل عليه.. وعلى الخليج اتخاذ موقف ضاغط

الرئيس نيوز


منذ 8 سنوات، وعقب شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة، دخلت الدولة المصرية في مفاوضات فنية ودبلوماسية شاقة قُوبلت بتعنت شديد، إذ تحاول أديس أبابا فرض سياسة الأمر الواقع، رغم المخاطر الكامنة المرتبطة بإنشاء السد، والتي ترقى إلى مستوى التهديد الحقيقي لوجود الدولة المصرية ذاتها.

ودأب الجانب الإثيوبي على المراوغة بشأن أزمة سد النهضة تتضح من خلال تتبع الممارسات والتصريحات الإثيوبية، سواء فيما يتعلق باسم السد، وتوقيت إنشائه، أو فيما يتعلق بإمكانياته، وجهات تمويله.

وعلق الخبير في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد عسكر لـ"الرئيس نيوز"، قائلا: "هناك بعض الملاحظات المتعلقة بتطورات أزمة سد النهضة، إثيوبيا مستمرة في مسلسل إرهاق مصر في مسار المحادثات وأسلوب المراوغة والمماطلة وكسب المزيد من الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع فيما يتعلق باستكمال بناء سد النهضة".

وأضاف أنه في الوقت الذي حاولت فيه مصر توضيح تطورات الأزمة للمجتمع الدولي خلال الفترة الأخيرة، دعت الخارجية الإثيوبية جميع الدبلوماسيين الأجانب على أرضها لتوضيح الأمور من وجهة نظرها أيضاً.

وأكد عسكر، أن  السودان ما بعد البشير لم تتغير كثيرًا ولم يتغير موقفها، أما بيان الولايات المتحدة الأمريكية لن يحرّك المياه الراكدة، فهو بيان تقليدي لا يحمل في مضمونه أي التزام من جانبها تجاه الأزمة أو أطرافها.

وتابع: "التعويل على تغير موقف الولايات المتحدة لصالح مصر على الأقل في الوقت الراهن خاطئ، فواشنطن لا زالت تعتمد بشكل كبير في استراتيجيتها في القرن الإفريقي على إثيوبيا كشريك إقليمي كفء ومطيع".

وقال: "أما بالنسبة للدول العربية لا سيما الخليجية، لا أدرى مدى قدرة مصر على فك الاشتباك بين تنامي الاستثمارات الخليجية في إثيوبيا والقرن الإفريقي وحمل دول الخليج على اتخاذ موقف ضاغط على أديس أبابا للعدول عن تشددها المستمر".

وطالب عسكر، بالتوقف فورًا عن الاستمرار في هذا المسلسل الإثيوبي الذي تجرّنا إليه اديس أبابا  طوال السنوات، ولابد من تصعيد مصري وتغيير جذري في موقف السياسة المصرية في هذا الملف الآن.

من جانبه قال الخبير السياسي بمجلة السياسة الدولية، مالك عوني، إذا كانت الولايات المتحدة والقوى الغربية الكبرى قبلت في عام ١٩٦٧ الحجة الإسرائيلية القائلة بأن إغلاق مضيق تيران وقطع المسار الملاحي عن ميناء إسرائيلي واحد يمثل إجراء عدائيا من قبل مصر يبرر لإسرائيل شن حربا تطال كل مقومات الدولة المصرية واحتلال أراضيها، فإن خفضا كبيرا وجوهريا وبشكل متعمد ومقصود في تدفق مياه نهر دولي مثل نهر النيل، بما يهدد حياة الملايين من سكان مصر، ويهدد مقومات الحياة والوجود البشري المتواصل منذ آلاف سنين في هذا البلد، لا يمكن أن يعد إلا عملا من أعمال الحرب التي تشكل تهديدا وجوديا لشعب بأكملة، مشدداً على أن ذلك تهديد يتعارض مع القواعد القانونية الحاكمة لاستغلال مياه الأنهار الدولية والتي يأتي على رأسها شرط عدم الإضرار بالمقومات الاقتصادية والاجتماعية القائمة بالفعل اعتمادا على مياه النهر الدولي.

وأضاف عوني، "بموجب هذا العدوان الصريح من قبل إثيوبيا على مقومات الحياة في مصر ووجود شعبها، فإن مصر يحق لها بموجب ميثاق الأمم المتحدة القيام بكل ما يلزم لرد هذا العدوان ورفع آثاره إلى حين نهوض مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته في هذا الصدد".

ويرى مستشار وزير الري الأسبق، ضياء القوصي، أن خيار المفاوضات الثلاثية التي أعلنت مصر مرة أخرى أنها بلغت طريقا مسدودا، عبثيا بشكل جلي منذ البدء، لكنه كان خيارا يتعين استنفاده حتى يمكن الانتقال إلى خيارات أخرى، مشيرا إلى أن التحكيم والقضاء الدوليين مرهونان بموافقة الأطراف ذات الصلة، وهو الأمر غير المتوقع أن تقبل به إثيوبيا من الأساس.

وأضاف القوصي، "خيار تدويل الأزمة شديد التعقيد متعدد السيناريوهات بحسب طبيعة التدويل الذي قد تقصده مصر والغايات النهائية المرجوة منه، لأن الاستعانة بطرف ثالث أو أطراف ثالثة للوساطة هو أمر لن يخلو من مساومات صعبة وربما خطرة قد تضطر مصر لمواجهتها في ظل السياقات الإقليمية التي تتسم بدرجة عالية من السيولة والضغوط القصوى لهندسة تغييرها، لافتا الى أن أمام مصر خيارات أخرى عديدة، ينبغي الشروع في تفعيل بعضها بالتوازي مع خيارات التدويل المتعددة، وإعداد الخيارات الأخرى لتوظيفها حين يلزم.