الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"كويكب الباز".. لماذا صعد اسم العالم المصري إلى الفضاء؟

الرئيس نيوز

أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اسم عالم الفضاء المصري، فاروق الباز، على كويكب مكتشف حديثا تقديرا لإسهاماته العلمية البارزة.

 وساهم الباز بدور فعال مع وكالة الفضاء الأمريكية بداية بمشروع "أبوللو" لاستكشاف سطح القمر في منتصف ستينيات القرن الماضي، مرورا بتصوير الأرض من المدار على رحلة أبوللو سيوز الأمريكية الروسية المشتركة.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم إطلاق اسم عالم مصري على كويكب بالسماء.

 وشارك الباز في برنامج أبولو من عام 1967 وحتى عام 1972 كمشرف على تخطيط العلوم القمرية في مؤسسة بيلكوم، وهي قسم من مؤسسة الهاتف والتلغراف الأمريكية التي تجري تحليلًا للأنظمة لصالح المكتب الرئيسي لناسا في العاصمة واشنطن.

وخلال هذه السنوات الستة، كان أمينًا عامًا للجنة اختيار مواقع الهبوط لبعثات أبولو، والمسؤول عن الملاحظات المرئية والتصوير، ورئيس مجموعة تدريب رواد الفضاء في فريق تصوير أبولو.

 

انضم الباز إلى موظفي ناسا، ليوضح لأفراد وكالات الأنباء نتائج البعثات القمرية، وكانت وكالات الإعلام تستشهد بملاحظاته في الإنجازات العلمية بشكلٍ منتظم أثناء بعثات أبولو.

بعد نهاية برنامج أبولو عام 1972، التحق بمعهد سميثسونيان في العاصمة واشنطن ليؤسس ويدير مركز دراسات الأرض والكواكب (CEPS) في المتحف الوطني للجو والفضاء (NASM).

انتُخب عضوًا في مجموعة عمل التسميات القمرية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي؛ كما أستمر بالمشاركة في تسمية معالم القمر المكتشفة من قبل بعثات التصوير القمرية.

كما انتُخب زميلًا في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، ورئيسًا للجمعية العربية لبحوث الصحراء. وقبل الشروع في رحلاته الميدانية إلى الصحارى القاسية، حلل فاروق الباز الصور الفضائية بتقنيات مبتكرة لاختيار مواقع رصد مفصلة

عام 1973، اختارته ناسا كباحثٍ مسؤول عن تجربة عمليات رصد الأرض وتصويرها في مشروع اختبار أبولو-سويوز، أول البعثات الأمريكية- السوفيتية المشتركة في يوليو عام 1975، حيث انصب الاهتمام على تصوير البيئات الصحراوية، وبشكلٍ خاص الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية..

كما قدم الدكتور الباز خدماته لمسقط رأسه كمستشار العلوم للرئيس المصري الراحل أنور السادات من العام 1978 وحتى عام 1981، وبسبب النمو السكاني وما يصاحبه من متطلبات الغذاء والألياف، آمن الرئيس السادات أن على المصريين ألا يبقوا متقوقعين في وادي النيل وأن عليهم استصلاح المزيد من أراضي الصحراء.

كُلف بمهمة اختيار المساحات الصحراوية التي سيتم تطويرها، دون الإضرار ببيئاتها، وسافر إلى زوايا بعيدة من مصر واصفًا الموارد الطبيعية لكل منطقة وكيف يمكن استخدامها بشكلٍ مناسب؛ واستمرت المشاريع العديدة التي بدأت خلال هذه الأعوام الأربع بمساعدة شعب مصر اليوم.

ومنذ عام 1982 وحتى العام 1986 شغل  الدكتور الباز نائب رئيس للعلوم والتكنولوجيا في أنظمة آيتيك البصرية في لينكسينغتون، ماساتشوستس. وأشرف على تطبيق البيانات القادمة من كاميرا المكوك الفضائي الكبيرة، وساعدت صور هذا النظام المتقدم بشكلٍ كبير في برنامجه لدراسة الصحراء من الفضاء.

طوّر فاروق الباز منهجيةً للتحقيق غير التدميري في غرفةٍ مغلقة تحتوي على قارب مفكك في قاعدة الهرم الأكبر في الجيزة، مصر. وأعلن عن نتائج هذا التحقيق الفريد في National Geographic و American Scientist، بالإضافة إلى العديد من المقابلات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية كما شارك في تحرير كتاب بعنوان "الاستشعار عن بعد في علم الآثار" مع زميله جيمس وايزم.

اقترح الدكتور الباز تطبيقًا بارزًا لتحليل صور الأقمار الصناعية لموقع موارد المياه الجوفية، في جنوب غرب مصر، وهو جزء من المنطقة الأكثر جفافًا على الأرض.

وقد تم اختيار مواقع لآبار الاستكشاف في سهل مغطى بالرمل كان يُعتقد أنه بحيرة سابقة في العصور الجيولوجية الماضية، وقد أثبت وجود المياه الحلوة بكميات هائلة لتوريد أكثر من 1000 بئر بعمقٍ أكثر من 100 متر لريّ القمح والحمص وغيرها من المحاصيل في منطقة شرق العوينات.

قام الدكتور الباز بتأليف وتحرير عدة كتب عن استخدام التصوير الفضائي لتحديد المعالم الجيولوجية، بما في ذلك: "القمر كما شوهد من قبل" (1970)، أ"بولو على سطح القمر" (1978)، و"ملاحظات رائد الفضاء من مهمة أبولو-سويوز" (1979 )).

ساهم في أكثر من 250 ورقة علمية للمجلات المهنية، وأشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا، وحاضر في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث في جميع أنحاء العالم.

ترأس الدكتور الباز عدة جمعيات علمية منها اللجنة الوطنية الأمريكية للعلوم الجيولوجية التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم، وجمعية جائزة تشارلز ستارك درابر للأكاديمية الوطنية للهندسة، واللجنة التوجيهية لمبادرة keck المستقبلية في علوم التصوير من الأكاديميات الوطنية. ويعمل في مجالس إدارة المتحف الوطني الأمريكي وجامعة المستقبل في الخرطوم، وأيضًا مركز الابتكار التكنولوجي والمؤسسة المدنية للبحوث والتنمية والمجلس الاستشاري ل إكسباك وشركة بترول أرامكو.

وفي عام 1999، أنشأت الجمعية الجيولوجية الأمريكية "جائزة فاروق الباز لبحوث الصحراء"، وهي جائزة سنوية تهدف إلى مكافأة التميز في دراسات الأراضي القاحلة من قبل الخبراء في جميع أنحاء العالم. وعقب ذلك "جائزة فاروق الباز للطالب" التي تقدم سنويًا إلى طالب واحد وطالبة من خريجي الدراسات العليا لتشجيع البحوث الصحراوية في جميع أنحاء العالم

فاز الدكتور الباز بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة الإنجاز لأبولو التابعة لناسا، وميدالية الإنجاز العلمي الاستثنائية وجائزة كارولين وتشارلز إيرلندا المرموقة لعام 2013 من جامعة ألاباما في برمنجهام.

كما أطلقت وكالة ناسا لعلوم الفضاء اسم العالم المصري فاروق الباز على كويكب تم اكتشافه حديثا، وتعد هذه المرة الأولى التي يتم تسمية كويكب باسم عالم مصري في عام 2019.