السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

انتقادات متشددي إيران تدفع "روحاني" لوضع شروط للقاء "ترامب"

الرئيس نيوز

بينما تتحدث تقارير إخبارية غربية وأخرى محلية عن انفراجة محتملة في الملف المشتعل بين أمريكا وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى، لا تزال كلمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقود جهود قوية للوساطة بين الطرفين، والتي تتحدث عن "هشاشة الوضع" إن لم تكن هناك خطوات جدية على الأرض لتدعمه، تشير إلى احتمالية خروج الأمور عن السيطرة في أي وقت.

وبعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لجنوب فرنسا حيث عُقدت قمة (G7)،  نددت صحيفة (جوان الإيرانية) المقربة من الحرس الثوري، اليوم الثلاثاء على صفحتها الأولى، بالزيارة، فضلًا عن اللقاء المحتمل بين ترامب وروحاني، معتبرة إياه "مناسبة لالتقاط صور".

ويبدو أن انتقاد خطوة اللقاء المزمع بين (روحاني وترامب) لا تقف عن حدود الصحافة؛ إذ اتهم 83 نائبا إيرانيا الرئيس الإيراني بمخالفة تعليمات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي؛ بإعطائه إشارات للرئيس الإمريكي بأن بلاده جاهزة للتفاوض. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية أنّ النائب أحمد أمير أبادي فراهاني، قرأ في جلسة مجلس الشورى اليوم الثلاثاء، بيانًا بشأن ذلك.

التحرك البرلماني في إيران جاء بعد ساعات من مهاجمة كبير المستشارين لقائد الحرس الثوري الإيراني، غلام حسين غيب بور، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بسبب زيارته المفاجئة إلى فرنسا، وقال غيب بور: “بعض الرحلات الخارجية إلى القمم الأجنبية تكون بدافع اليأس، ونأمل ألا يكون بعض مسؤولينا قد تعرضوا لهزيمة لا سمح الله”، بحسب وكالة أنباء “انتخاب” المحلية.

والمتابع للشأن الداخلي الإيراني، يدرك أن الجناح المتشدد، التابع للمرشد الإيراني علي خامنئي (الحرس الثوري) يرفض التفاوض مطلقًا مع واشنطن، ويحرض على المواجهة والصدام، وهو الأمر الذي يرفضه الجناح الإصلاحي، المحسوب على الرئيس روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف.

وحتى يحسم روحاني الجدل، المثار بشأن زيارة ظريف، واللقاء المزمع بينه وبين ترامب، أكد خلال كلمة له اليوم الثلاثاء، أثناء افتتاحه بعض المشاريع التنموية، أن "هذا اللقاء لن يتم من دون رفع العقوبات غير القانونية المفروضة من قبل واشنطن على طهران".

تابع روحاني قائلًا: "عليكم أن تقوموا بالخطوة الأولى وبدونها لن يفتح هذا الباب". وحض الولايات المتحدة على العودة إلى الالتزامات التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في إطار الاتفاق النووي. وتابع: "نريد حل المشاكل بطريقة عقلانية، لكننا لا نسعى لـ التقاط صور مع أحد. إلى كل من يريدون التقاط صورة مع حسن روحاني، هذا غير ممكن".

ويحاول الأوروبيون إقناع ترامب بالتخفيف من الحظر على النفط الإيراني مقابل عودة طهران لاحترام التزاماتها وبدء مفاوضات هادفة إلى توطيد اتفاق فيينا، ووضع قيود على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني.

وتم توقيع اتفاق فيينا في 2015، بين إيران والدول الـ5 الكبار، حول المشروع النووي الإيراني، وكان ينص على رفع العقوبات عن إيران مقابل التزام الإيرانيين بعدم حيازة أسلحة نووية، لكن الرئيس ترامب قرر الانسحاب الأحادي من الاتفاق؛ بزعم أنه لا يحوي الضمانات الكافية التي تحول دون امتلاك طهران قنبلة نووية. ومنذ ذلك الوقت فرض ترامب عقوبات اقتصادية صارمة على إيران تتعلق بصادرات النفط.

لكن طهران ردت على إعادة فرض عقوبات أمريكية مشددة تنهك اقتصادها، بالتخلي عن التزامات ينص عليها الاتفاق النووي، وتهدد بمواصلة التخلي عن التزاماتها إذا لم تحصل على مقابل يسمح لها بتفادي العقوبات.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران ستتخذ خطوتها الثالثة على صعيد خفض التزاماتها في اطار الاتفاق النووي في 6 سبتمبر المقبل.

ومن المرجح أن تدور خلال الفترة المقبلة مزيدًا من المباحثات بين الجانبين بوساطة فرنسية، فيما يتعلق بالشرط الإيراني برفع العقوبات الأخيرة، وتحديدًا المتعلقة ببيع مشتقات النفط. في مقابل إجراء مباحثات مع أمريكا بشأن العودة إلى مخرجات اتفاق فيينا.

تريد أمريكا أن تفرض المزيد من القيود على إيران، وتحديدًا فيما يتعلق بمشروع الصواريخ الباليستية، وهو الأمر الذي ترفضه إيران.

ومن المقرر أن يشارك روحاني وترامب في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر المقبل في نيويورك، وهو ما قد يشكل خطوة باتجاه عقدهما محادثات هناك.