النائب طارق الخولي: السيسي أكثر إيمانا بالشباب من الحكومة (حوار)
عادل زناتي
قال عضو لجنة العفو الرئاسية، النائب طارق الخولي، إن تمكين الشباب يجب أن يأتي بعد تأهيلهم، مشددا على أنه يجب تدريبهم قبل تولي المناصب التنفيذية.
وكشف في حواره مع “الرئيس”، عن أن لجنة العفو الرئاسية تعد القائمة الرابعة للعفو الرئاسي، كما أوضح أن اللجنة استحدثت نظاما يطالب بإدماج المفرج عنهم مجتمعيا بمعنى أن يعود الطلاب المفصولون إلى جامعاتهم وأن يعود الموظفون المفصولون إلى أعمالهم مرة أخرى، وهذا لرفع أي حالة من حالات الإحباط عن الشباب المفرج عنهم وحماية من عمليات الاستقطاب من أي أطراف تسعى للنيل من هذا الوطن.
وإلى نص الحوار:
القائمة الرابعة قيد الإعداد واللجنة عقدت اجتماعات خلال الفترة الماضية لنظر الحالات التي وردت إلينا في الفترة الماضية سواء التي وردت إلى اللجنة بشكل مباشر أو عن طريق الجهات التي تتعاون معنا في جمع البيانات مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان، وبعض الأحزاب والنقابات وأعضاء مجلس النواب من دوائر مختلفة، واللجنة تنقح الأسماء وتطبق المعايير التي حددتها من قبل وهي عدم الانتماء لتنظيم إرهابي وعدم ارتكاب أعمال عنف، ونحن قيد الإعداد للقائمة للرابعة، كما استحدثنا نظاما يطالب بإدماج المفرج عنهم مجتمعيا بمعنى أن يعود الطلاب المفصولون إلى جامعاتهم وأن يعود الموظفون المفصولون إلى أعمالهم مرة أخرى وهذا لرفع أي حالة من الإحباط عن الشباب المفرج عنهم وحماية من عمليات الاستقطاب من أي أطراف تسعى للنيل من هذا الوطن.
– هل هناك موعد محدد لإعلان القائمة الرابعة؟
لا يوجد موعد محدد فنحن ما زالنا في طور الإعداد ولا يمكن أن نضع كشفا محددا بالأسماء، ولا يمكن أن نسرب أسماء من الذين تشملهم دراسة اللجنة حتى لا نسبب أي ارتباك لأسرهم، فضلا عن أن القائمة تراجع من خبراء قانونين في مؤسسة الرئاسة للتأكد من كل حالة، لأن هناك حالات لا يحق للرئيس إصدار عفو عنها طبقا لأحكام القانون والدستور، مثل المحبوسين احتياطيا ومن قُبل طلباتهم أمام محكمة النقض لإعادة المحاكمة.
تستمر في أعمالها، والمعروف أن اللجنة كان لها سقف زمني 60 يوما ولكن عقب اجتماع أعضائها مع الرئيس وافق الرئيس على مد عملها حتى تنتهي من فحص آخر حالة سترد إليه.
حدث كبير ومهم واستثنائي وأمر جلل أن يعقد مؤتمر يضم ممثلين من شباب العالم يتحدثون في القضايا والمشكلات التي تهم العالم في هذه المرحلة ويضعوا لها تصورات وحلول من الممكن أن تواجه هذه التحديات وأن يتم هذا عبر جيل الشباب من مختلف أنحاء العالم، لأن الحوار أسمى السبل لمعالجة التحديات، والتعبير عن هدف الرئيس أن نتحد من أجل السلام، ونحتاج لأن نتحدث ونتحاور معا، وهذا المؤتمر سيعضد الحوار بين شباب العالم كمحاولة من هذا الشباب أن يصنع مستقبلا مختلفا عن الحاضر المليء بالصراعات والأزمات.
حتى هذه اللحظة رئيس الجمهورية هو الأكثر تحمسا للشباب، وعمل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ومؤتمرات الشباب الوطنية هو إيمان من الرئيس بالشباب، فهو يحاول أن يفتح لهم المجال ولكن مؤسسات الدولة والحكومة غير مؤمنة بالشباب بالحد الذي يمثله الرئيس السيسي، فما زالت هناك نظرة دونية وبها تشكك من الحكومة وبعض المؤسسات للشباب ولذلك أراد الرئيس السيسي أن يتجاوز كل هذه التعقيدات التي جرت على مدار عقود من الزمان.
هذا العدد الكبير من الشباب “فئات متعددة” يتم تصنيفهم حسب اهتماماتهم، فهناك شباب مهتم بالشأن العام وشباب مهتم بالرياضة وشباب بالفن وشباب يهتمون بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية وشباب مبتكرون وشباب في الإعلام، واستثمار هذا العدد الضخم من الشباب يكون عبر فتح قنوات واضحة للشباب لبناء أنفسهم كل حسب مجاله ونضمن أن كل نوع من هذا الشباب يجد متنفسا للتعبير عن أنفسهم وبالتالي يفيدوا المجتمع ولا يدخلون في طور من الإحباط، كما أن الشباب المهتمين بالعمل السياسي نوجد لهم قنوات حزبية ونقابية واضحة تستطيع التعبير عنهم وأن يوحدوا ذاتهم فيها وكذلك الشباب المهتمون بالشأن الرياضي يستطيعون أن يجدوا من يعاونهم للترقي في الشأن الرياضي ومواجهة أي تحديات مالية، فالمسألة تحتاج إلى تضافر مجتمعي كبير لتذليل العقبات أمام كل فئة من فئات الشباب.
الأكاديمية أتت نتاجا للمؤتمر الأوّلي للشباب، وكانت من خلال طلب توجهت به إلى الرئيس السيسي خلال إحدى الجلسات بضرورة وجود كيان يستوعب الشباب من الناحية السياسية لأنه يشعر بالتيه ويريد المشاركة في الحياة السياسية والعمل العام ولكنه لا يجد القنوات الواضحة التي يستطيع أن تستوعبه بناء عليه كانت الأكاديمية إحدى التوصيات التي صدرت عن المؤتمر الوطني الأول للشباب، واعتقد أن اتخاذ إجراءات من شأنها تنفيذ هذه التوصية هو يعبر عن تنفيذ التوصيات التي تسفر عنها مؤتمرات الشباب وتعطي الأمل في وجود كيان لتأهيل الشباب.
من عضويتي السابقة في الحملة الرئاسية فإن معظم معاوني الرئيس ومساعديه في مؤسسة الرئاسة من جيل الشباب وبالتالي، وهذا يطمئني بشكل شخصي ويشعرني أن القائمين على الأمور من فئة الشباب وبالتالي يستطيعون أن يعبروا عن آمالهم.
هذه خطوة مهمة تعالج أمرين أولا تفتح المجال للشباب للوصول إلى المناصب القيادية والوسطى في الدولة للشباب وبالتالي فهذا يعطي فرصة للشباب للتنفيس عن إمكانياتهم والتعبير عن أنفسهم، الأمر الثاني استفادة الجهاز الإداري للدولة من فئة الشباب بوجودهم الذي يعطي روحا جديدة ومختلفة تستطيع أن تواجه الفساد والبيروقراطية وكل الأمراض التي وجدت على مدار عقود لكن هذا التمكين للشباب يجب أن يأتي بعد تأهيلهم لأن وضع هؤلاء الشباب كمساعدين ومعاونين هو اختبار لهذا الجيل فإن لم يستطيعوا الأداء بشكل مختلف وإعطاء بصمة مختلفة فهذا يعني أن التجربة ستفشل وتقتل في مهدها وقبل أن يتولى الشباب هذا المناصب التنفيذية لابد من تأهيلهم بشكل جيد واختيار العناصر الذين يعطون انطباعا لدى المجتمع أن الشباب لديهم أداء مختلف ومن ثم يعطي الشباب دفعة مجتمعية.
الشباب عازف إلى حد كبير عن الدخول في الممارسة الحزبية والنقابية والدليل على ذلك هو الأعداد القليلة الموجودة من الشباب فيها وبالتالي هذا يعبر عن ضرورة إجراء عملية إصلاح سياسية للنظام الحزبي، وكذلك إصلاح نقابي لتجديد الدماء بوجود قيادات شابة داخل النقابات المختلفة وهذا يحتاج لإرادة أعضاء النقابات وهذا يحتاج إلى حوار مجتمعي من الجماعة السياسية والحكومة، لوضع تصور في إعادة بناء الحياة السياسية والحزبية، لأنها الضمانة لتداول السلطة والديمقراطية والحفاظ على الدولة المصرية.