الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بحرس شرف.. مصر تستقبل "ابنتها" سيدة غانا الأولى سنة 61 (صور نادرة)

الرئيس نيوز


في كرة القدم تكون المباريات بينهما محتدمة والتنافس ملتهب، أما في السياسة فالعلاقات تاريخية بامتياز، وشهدت محطات من التضامن والتعاون وصل لدرجة زواج رئاسي من مواطنة.
نتحدث عن غانا، أو "النجوم السمراء" بتعبير كرة القدم، وهي البلد التي يزور رئيسها نانا أكوفو أدو، القاهرة، وشاهد مباراة فريق بلاده أمام بنين بالأمس على ملعب ستاد الإسماعيلية.
وفي أجواء بطولة كأس الأمم الإفريقية، يستعيد "الرئيس نيوز" في السطور التالية قصة صغيرة من تاريخ العلاقات المصرية الغانية.
في ليلة رأس السنة لعام 1958، وصلت المصرية فتحية رزق إلى مدينة أكرا، بصحبة الزعيم الغاني كوامي نيكروما، الذي تزوجها في ذات الليلة، ليكلل – ولو بشكل شخصي – علاقة استثنائية مع مصر بالنجاح.بعد ثلاث سنوات من هذا التاريخ، جاءت "فتحية" إلى مصر مرة في إحدى الزيارات، لكنها كانت تحمل لقب اسم "فتحية نيكروما"، ولقب السيدة الأولى الغانية، وتلقى معاملة بروتوكولية رسمية على أرض بلدها.
كانت المناسبة هي زيارة رسمية لفتحية نيكروما لافتتاح خط جوي مباشر بين القاهرة وأكرا، في 13 فبراير عام 1961.
وفي مطار القاهرة، وقف الدكتور نور الدين طراف وزير الصحة المركزي، الذي أنابه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لاستقبال قرينة الرئيس الغاني.
ووصلت طائرة فتحية نيكروما إلى أرض مطار القاهرة، لتكون أول طائرة تعمل على الخط الجوي الجديد الذي يصل العاصمتين بشكل مباشر، وكان في استقبالها أيضا عدد من الوزراء ومجموعة من الجالية الغانية بالقاهرة.
جرى التعامل مع ابنة حي الزيتون بالقاهرة وفقا للبروتوكول الرسمي للدولة، فاستقبها نائب عبد الناصر عند سلم الطائرة، وأبلغها تحيات الرئيس وهنأها بسلامة الوصول.
بعد ذلك، عزفت الموسيقى السلام الوطني للبلدين وأدى حرس الشرف من الحرس الجمهوري التحية للضيفة، ثم فتشت فتحية نيكروما حرس الشرف، وبعد ذلك صافحت عددا من أفراد أسرتها الذين انتظروها في المطار وأعضاء بالجالية الغانية في القاهرة.
وفي مؤتمر لإعلان افتتاح الخط الجوي الجديد، ألقت فتحية نيكروما كلمة حيت فيها الرئيس جمال عبد الناصر وحكومة وشعب الجمهورية العربية المتحدة باسم زوجها وحكومة وشعب غانا، قائلة إن الخط الجديد بأنه "سيدعم الصداقة والإخاء بين الشعبين".
بعد ذلك بخمس سنوات، في فبراير 1966 أطاح انقلاب عسكري بكوامي نيكروما من رئاسة حكومة غانا، وقتها كانت فتحية قد أنجبت ثلاث أطفال، هم جمال وسامية وسيكو، فجاءت بهم إلى القاهرة في منزل أعد للأسرة خصيصًا بأوامر من الرئيس جمال عبد الناصر.
توفيت فتحية نيكروما في 31 مايو 2007، بينما سبقها إلى الرفيق الأعلى زوجها في عام 1972، وهو منفي في رومانيا. وإلى الآن يعيش ابنهما الأكبر جمال يعيش بالقاهرة، في دليل حي ومستمر على نصف قرن من العلاقات التاريخية بين بلد أبيه الغاني، وبلد أمه المصرية.