الإثنين 29 ديسمبر 2025 الموافق 09 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

خطة جديدة لـ غزة.. التفاصيل الكاملة للقاء ترامب ونتنياهو في فلوريدا| عاجل

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

تحدثت تقارير مختلفة عما وسط زخم من التقديرات والتقارير والتسريبات الإسرائيلية عن ما جرى إعداده في تل أبيب للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في منتجع مار آلاغو في ميامي، المقرر يوم الاثنين.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" فقد اعتبرت مصادر سياسية إسرائيلية أن اللقاء بمثابة معركة مصيرية أخرى، يُبنى عليها مستقبل نتنياهو السياسي، ولكنها تنطوي على تمادٍ يجعله يحاول إقناع ساكن البيت الأبيض بلجم اندفاعه نحو تطبيق خطته السلمية في غزة.

وتبرز أزمة تباين في الأولويات بين طرفي اللقاء؛ إذ تقول مصادر سياسية إسرائيلية لموقع «والا» إن «الإدارة الأميركية منزعجة من نتنياهو وتتهمه بعرقلة خطة ترامب، لكن ترامب نفسه ما زال يؤمن به ويحتضنه وسيسعى إلى التفاهم معه وليس تأنيبه، وهو يضع قضية غزة في رأس أجندة اللقاء، رغم أن نتنياهو يحاول تغيير سلم الأولويات، ليبدأ بإيران.

وينقل المسؤولون الإسرائيليون عن نتنياهو أنه يعتقد أن توجيه ضربة أخرى إلى إيران، خصوصًا إذا كانت ضربة إسرائيلية - أميركية مشتركة، ستفضي إلى نتائج أفضل في الاتفاق النووي المستقبلي وربما تضعضع النظام في طهران.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن إيران توظف استثمارات هائلة في حزب الله وحماس حتى تجهض خطى ترامب. وتقول إن امتناعهما عن نزع السلاح يتم بتشجيع الحرس الثوري.

استبدال خطة غزة

ووفق المصادر نفسها، سيقترح نتنياهو خريطة طريق تبرد ملف غزة، وتوقف الاندفاع الظاهر لترامب نحو تطبيق خطته، وإبطاء وتيرة المسار، وحتى استبدال خريطة الطريق التي رسمت في البيت الأبيض بخريطة إسرائيلية تغير سلم الأولويات وتعدل الحدود.

وحسب صحيفة «معاريف»، تقترح الخطة الإسرائيلية التي ستعرض على ترامب: سيطرة إسرائيلية، حتى 75 في المائة من أراضي القطاع (هي تسيطر حاليًا حسب الاتفاق على 53 في المائة ومددتها إلى 58 بالمائة في الشهر الأخير)، إلى حين تتخلى (حماس) بشكل فعلي عن سلاحها.

بيد أن الرئيس ترامب يرى الأمور بشكل مختلف؛ فهو يرى أن التقدم في خطته في غزة سيعزل إيران ويشجعها على التقدم في الجهود الدبلوماسية.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، يعتبر ترامب أن قضية نزع السلاح مسارٌ يتم التقدم فيه رويدًا رويدًا، ويريد الانتقال فورًا إلى المرحلة الثانية مع التركيز على إعادة الإعمار، ويطلب من إسرائيل ألا تضع عراقيل في طريقه، والاستعداد لانسحاب آخر في غزة.

لهذا، تقول «يديعوت أحرونوت»، جند نتنياهو الجيش الإسرائيلي، الذي يخشى من أن تؤدي الاستجابة لمطالب ترامب إلى تآكل إنجازات الحرب. وسوف يصر على أن يوضع في رأس الاهتمام تثبيت الأمن الإسرائيلي القائم على مفهوم جديد، يتضمن إضافة إلى المبادئ القديمة، دفاعًا متقدمًا ووقائيًا أيضًا. وسيطلب من الأميركيين إبداء تفهم وتأييد سياسي وعسكري في تنفيذ هذه المبادئ في كل الساحات. كما سيُحاول نتنياهو، وفق الصحيفة، أن يُلطف في محيط ترامب حدة نفوذ تركيا وقطر اللتين لهما ولزعيميهما مكانة مفضلة ونفوذ في البيت الأبيض.

حسبنا تقول الشرق الأوسط فإن نتنياهو يدرك أن هذه الطروحات ستثير جدالًا بل وربما مواجهة بين نتنياهو وترامب وفريقه. ويكتب مراسل الشؤون الاستراتيجية في الصحيفة، رون بن يشاي، إنهم في القيادة الإسرائيلية يتذكرون المواجهة المهينة بين ترامب وبين رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض ويتحسبون من سيناريو محتمل ينقلب فيه ترامب على نتنياهو، ويتهم إسرائيل بنكران الجميل.

وتواصل الصحيفة: "يدركون أن الحاجة تتطلب حذرًا شديدًا في طرح المواقف الإسرائيلية، خصوصًا أن نتنياهو يحمل مطالب عدة في مجال العلاقات الثنائية، ومنها ضمان مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في إطار خطة المساعدات الأمنية المتعددة للسنوات المقبلة، والتي تجري حولها مفاوضات بين الدولتين، وعبر فرض قيود مختلفة على توريد أسلحة حديثة لدول المنطقة".

وفي الشأن الإقليمي، يرى الإسرائيليون أنه ما من شك في أن الموضوع التركي هو الآخر سيُطرح على النقاش في مار آلاغو. وفي حين سيقول نتنياهو إن هناك إجماعًا في إسرائيل على رفض أي تواجد عسكري تركي في غزة، وكذا في وسط وجنوب سوريا؛ لأن هذا التواجد يقيّد حرية العمل الإسرائيلية لإحباط التهديدات، فسيكون عليه أن يتوقع موقفًا معاكسًا من ترامب. ويكون جاهزًا لتخفيف معارضته.

ويقدر الإسرائيليون أنه في لقاء القمة في مار آلاغو، سيطلب ترامب من نتنياهو تنازلات؛ بما في ذلك تنازلات من شأنها في سنة الانتخابات أن تغيظ قاعدته الشعبية اليمينية. وعليه فمعقول الافتراض أن نتنياهو سيقاتل على كل نقطة. هذه لن تكون بالنسبة له نزهة على شاطئ البحر في فلوريدا.