الجمعة 26 ديسمبر 2025 الموافق 06 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

علي ناصر محمد: الحل في اليمن يستلزم وحدة الصف.. وأحذر من تجار الحروب

الرئيس نيوز

قال علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، إن الحرب في اليمن دخلت عامها الحادي عشر دون حل، محذرًا من خطورة الانقسام الحالي على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.

وأضاف ناصر محمد خلال لقاءه مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": "اليمن أصبح مقسمًا اليوم، هناك رئيس في صنعاء ورئيس في عدن، حكومة في صنعاء وحكومة في عدن، برلمان في عدن وبرلمان في صنعاء، وجيوش قي الجنوب، هذا الانقسام خطر على الوحدة الوطنية ويجب أن يلتئم".

وأشار إلى أن الحل يكمن في "استعادة الدولة برئيس واحد، وحكومة واحدة، وجيش واحد"، مؤكدًا أن تجربته في السابق كانت دائمًا مع الوحدة: "أنا خرجت من أجل الوحدة، ورأيي أن الانقسام الحالي في المجتمع يمثل تهديدًا للوطن".

وعن توقعاته للحرب، قال ناصر محمد: "حين بدأت الحرب كان البعض يعتقد أنها ستنتهي خلال 45 يومًا، لكنني حذرت حينها أن الحرب ستطول ولن تحسم بسرعة، والآن دخلنا العام الحادي عشر من الصراع".

عقد مؤتمر شامل لإنهاء الحرب في اليمن وتحقيق الاستقرار الإقليمي

أكد علي ناصر محمد، على أهمية عقد مؤتمر شامل يضم كافة الأطراف اليمنية لوقف الحرب وتحقيق استقرار اليمن والمنطقة.

وقال ناصر: "قمنا بسلسلة من اللقاءات في القاهرة والخليج وعمان وموسكو، وقدمنا ورقة لجميع الأطراف نطالب فيها بعقد مؤتمر يمني شامل في اليمن، يحضره الجميع دون استثناء، سواء في الشمال أو الجنوب أو الأطراف الأخرى المعنية بالصراع، هذا المؤتمر يجب أن تحضنه دول المنطقة وتباركه لتحقيق استقرار اليمن واستقرار المنطقة بأكملها".

وأضاف: "الحرب اليوم ليست قرارًا يمنيًّا بالكامل، بل هناك تأثير لثلاث دول: السعودية والإمارات وإيران، لذلك نسعى للتعاون مع جميع الأطراف، أنا تواصلت مع أنصار الله في صنعاء، والإيرانيون، والخليجيون، والانتقالي في الجنوب، للمشاركة في هذا المؤتمر".

مشروع الوحدة في مؤتمر القاهرة 2011 نموذج لاستقرار اليمن والرخاء

وتطرق علي ناصر، إلى أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية، مؤكدًا: "ارتفعت أصوات اليوم تقول إن 30 نوفمبر لا علاقة لنا به، ونحن لم نعترف باستقلال الجنوب، نحن ضحينا من أجل 30 نوفمبر، وكان العالم، بما في ذلك مصر، قد اعترف بنا حينها، بعض من يتحدثون اليوم عن دولة الجنوب العربي، لا يمثلون من دخل الوحدة مع الرئيس علي عبد الله صالح، الذي كان مع علي سالم البيض يمثل دولة اليمن الديمقراطية الشعبية".

وأشار إلى أن الوحدة كانت مبنية على تلاحم بين الشمال والجنوب: "عندما دخل علي البيض صنعاء، تعانقت صنعاء وعدن إلى الأبد ثلاث مرات، وكان هذا موقفًا وطنيًا ووحدويًا، نحن نأمل أن يستمر هذا النهج، والحل ليس بالانفصال، لأن أي انفصال في الجنوب أو الشمال سيؤدي إلى تشظي اليمن، فالجنوب اليوم لا يستطيع أحد أن يحكمه، وفي الشمال هناك نفس الوضع".

وأكد ناصر محمد أن الحل يكمن في "استعادة الوحدة بدولة اتحادية برئيس واحد، حكومة واحدة، وجيش واحد"، مشيرًا إلى أن مشروع الوحدة في مؤتمر القاهرة 2011 كان يقوم على نظام اتحادي من إقليمين، شمال وجنوب.

مصالح الأطراف المتفرقة تهدد مستقبل اليمن الموحد

وأكد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق: "تواصلت مع أنصار الله، وهم يؤكدون دعمهم لعقد مؤتمر يمني شامل والتواصل مع الأطراف الأخرى، لكن أوضحت لهم أنه لا يمكن لهم حكم الشمال وحدهم، يمكن أن يكونوا شركاء في الحكم وليس حكامًا للشمال".

وأشار إلى دور المجلس الانتقالي في الجنوب، قائلًا: "قلت لعيدروس الزبيدي إنكم يمكن أن تكونوا شركاء في حكم اليمن، وهو الآن شريك في الحكم، وليس حكامًا للجنوب، نحن نريد يمن واحد"، مضيفا: "اليمن اليوم يعتبر موحدًا، لكن هناك 8 أعضاء في مجلس الرئاسة برئاسة رشاد العليمي، والبلد لا يتحمل ثمانية رؤوس، نحن بحاجة إلى رأس واحد لضمان استقرار اليمن، لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة بأكملها".

وعن اتجاه الوضع الحالي، شدد ناصر محمد على أن الوضع الراهن يقود إلى الانقسام في حال استمرار المصالح المتفرقة لبعض الأطراف: "أنا مع الوحدة، لكن هناك من شكلت له مصالحه ولا يريد الوحدة، وهذا يمثل خطرًا على مستقبل اليمن".

أحذر من "تجار الحروب" وأطالب بدعم دولي للوحدة

أكد علي ناصر محمد: "ناقشت مع الحوثيين إمكانية أن يكونوا شركاء في الحكم وليس حكامًا للشمال، وكذلك مع المجلس الانتقالي في الجنوب، جميع الأطراف أكدت دعمها لعقد مؤتمر يمني شامل، الذي يهدف أولًا إلى وقف الحرب، وثانيًا تشكيل حكومة انتقالية، وثالثًا رئيس وجيش واحد".

وأشار إلى أن "هناك مصالح قوية، أسميهم تجار الحروب، لهم مصالح لا يريدون الوحدة ولا وقف الحرب على الإطلاق"، مضيفا: "عندما كانت الحرب بين الملكيين والجمهوريين في الستينات، استمرت من 1962 إلى 1967 بسبب تدخل القوى الخارجية، حتى عقد مؤتمر حرض على الحدود السعودية اليمنية واستمر 15 يومًا لمناقشة جدول الأعمال، ولم يتم الاتفاق بسبب أن القرار كان بيد الخارج، عندما اتفق الرئيس جمال عبد الناصر في 1967، هدأت الأمور في ساعة واحدة".

وأكد ناصر محمد أن "الوضع اليوم مشابه، القرار ليس بيد اليمنيين فقط، لذلك نحن نطالب المجتمع الدولي والقوى الإقليمية بمساعدة اليمنيين".

اتفاق السعودية والإمارات وإيران مفتاح حل الأزمة اليمنية

أكد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، أن حل الأزمة اليمنية يرتبط بشكل مباشر بتعاون ثلاث دول رئيسية: السعودية والإمارات وإيران.

وقال ناصر: "إذا اتفقت هذه الدول أو تعاونت معنا، يمكن حل المشكلة بسرعة، كما حدث في حرب الملكيين والجمهوريين في الستينات، حيث حسم القرار في ساعة واحدة، اليوم، هناك مصالح لبعض الأطراف تمنع وقف الحرب، ولا يريدون الوحدة، بل يسعون لاستمرار الصراع".

وأشار إلى الدور الإقليمي والدولي في الأزمة اليمنية، مؤكدًا أن هناك أطرافًا تستفيد من استمرار الحروب في المنطقة: "إسرائيل هي المستفيدة من كل الصراعات في اليمن وخارجها، الصومال، سوريا، لبنان، فلسطين، السودان، كلها أمثلة على كيفية استفادة إسرائيل من النزاعات التي تزعزع الاستقرار وتضعف الدول، نحن نريد حلًّا سياسيًا، وكل ما يجرى في اليمن والمنطقة المستفيد منه إسرائيل".