خالد الجندي: الشبهات بين الحلال والحرام تحتاج لحساسية دينية|فيديو
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن حديث النبي ﷺ: «الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس»، يُعد من أخطر الأحاديث التي يغفل عنها كثير من الناس، مشيرًا إلى أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الحلال الواضح أو الحرام الواضح، بل في تلك المساحة الوسطى التي تلتبس فيها الأحكام.
الخلط بين الحلال والحرام
وأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «dmc»، أن هذه المنطقة الرمادية بين الحلال والحرام تحتاج إلى وعي شديد وحساسية خاصة، إذ إنها تمثل مقام الورع الذي يتطلب دقة وحذرًا كبيرين، ولا يحتمل التسرع أو الاستهانة.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أن الخلط بين الحرام والعيب يعد من أخطر الأخطاء التي يقع فيها الناس، مؤكدًا أن ليس كل ما يُستقبح عرفًا يكون حرامًا، وليس كل ما سكت عنه الناس يكون مباحًا، وأن الشبهات تتكاثر حين يغيب الدليل الواضح أو يلتبس الفهم، وهنا يظهر معدن الإنسان ووجهته الحقيقية: هل تتجه نفسه إلى الله والآخرة، أم تنقاد وراء الشهوة والمصلحة الشخصية؟
مثال عملي على أهمية الورع
وضرب خالد الجندي، مثالًا عمليًا للتوضيح، حيث تحدث عن الطريق الذي يُقال إنه يحتوي على خطر محتمل، مشيرًا إلى أن العاقل لا يغامر بنفسه أو بأهله اعتمادًا على كلام غير موثوق، بل يختار الطريق الآمن الذي أجمع الناس على سلامته.
وأوضح خالد الجندي، أن هذا الموقف يمثل جوهر حديث النبي ﷺ: «فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه»، مؤكدًا أن الالتزام بالوضوح والابتعاد عن مواطن الشك يمثل أساس السلامة في الدين.
الورع والاحتياط طريق الاستقامة
وأكد الشيخ خالد الجندي، أن السلامة في الدين لا تتحقق بالمغامرة أو التهور، بل تأتي من خلال الورع والاحتياط وحسن التقدير، مضيفًا أن الإنسان الحكيم هو من يتعامل بحذر مع كل ما يقع في منطقة الشبهات، ويختار ما هو واضح الحِلّ، لتجنب الوقوع في الحرام أو الشبهات التي قد تهدد الدين والسمعة.

وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أن الشبهات بين الحلال والحرام ليست مجرد مسألة فردية، بل لها تأثير اجتماعي كبير، حيث أن التعامل الحكيم مع هذه المساحة الوسطى يحمي المجتمع من الانحرافات ويعزز الفهم الصحيح للدين، داعيًا المواطنين، خاصة الشباب، إلى الاهتمام بالمعرفة الشرعية والحرص على استشارة العلماء الموثوقين عند مواجهة المواقف الغامضة، لضمان اتخاذ القرار الصحيح الذي يرضي الله ويحقق الأمان الفردي والاجتماعي.


