الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 الموافق 03 رجب 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

كيف نحقق مقام المراقبة ونتدارك الذنوب فور وقوعها؟.. خالد الجندي يوضح|فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن النبي صلى الله عليه وسلم ربّى الأمة على مقام عظيم من مقامات الإيمان، وهو مقام المراقبة، موضحًا أن هذا المقام يتجلى بوضوح في قوله صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت»، أي في أي مكان وزمان، في السر والعلن، داخل البلاد وخارجها.

الواقعية النبوية في التربية

وأشار خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة DMC، إلى أن التقوى ليست مرتبطة بوجود الناس أو غيابهم، بل تتعلق بـ استحضار نظر الله الدائم للعبد، لافتًا إلى أن هذه الوصية النبوية تختصر معنى المراقبة الحقيقي، وهو أن يعيش الإنسان حياته وهو يشعر أن الله مطلع على كل أحواله، مما يرسخ شعور المسؤولية الروحية تجاه كل تصرف وفعل يقوم به.

وأضاف الشيخ خالد الجندي، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان واقعيًا في تربيته للناس، فلم يزعم أن البشر معصومون عن الخطأ، بل قال: «كل ابن آدم خطاء»، فضًلاعن أن الوقوع في الذنب أمر وارد على كل البشر، لكن الخطورة تكمن في تأجيل التوبة أو التسويف فيها، لأن الذنب إذا لم يُعالج فورًا يتراكم على القلب ويثقل الروح، مما يؤثر على حياة الإنسان الروحية والمعنوية.

معالجة الذنوب فورًا

وشدد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن توجيه النبي: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» يعد علاجًا عمليًا مباشرًا للذنوب، إذ ينبغي للإنسان أن يبادر فورًا بالعمل الصالح بعد الوقوع في الخطأ لمحو أثر السيئة، ضاربًا مثالًا عمليًا: إذا جلس الإنسان في مجلس يسمع فيه ذكر شخص بسوء دون انتباه، فإن العلاج النبوي يكون ترك المجلس فورًا واتباع ما حدث بصدقة أو عمل خير خالص لله.

وأكد أن الالتزام بالمبادرة بالخير بعد الخطأ يعزز الرقابة الذاتية للعبد ويقوي علاقة الإنسان بربه، ويساهم في تطهير القلب والروح، ويجعل الفرد أكثر وعيًا بسلوكه وأفعاله اليومية، وأن الحسنة التي تأتي مباشرة بعد السيئة تمحو أثرها، بينما تأجيل التوبة يؤدي إلى تراكم الذنوب وتكلسها على القلب، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ خالد الجندي

حسن الخلق وكمال المراقبة

واختتم الشيخ خالد الجندي، حديثه بالإشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «وخالق الناس بخلق حسن»، موضحًا أن كمال المراقبة لا يكتمل إلا بحسن الخلق، وأن الأخلاق تمثل الترجمة العملية الحقيقية لمراقبة العبد لربه، حيث يظهر أثر الرقابة الإيمانية في سلوك الإنسان مع الناس، في معاملته، وفي احترامه للآخرين، وفي مراعاته للحقوق والواجبات، إذ أن الجمع بين المراقبة والخلق الحسن يحقق التوازن بين الجانب الروحي والسلوكي للإنسان، ويجعل الفرد نموذجًا متكاملًا للمسلم الصالح، يرضى الله عنه، ويترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع.