فؤاد بدراوي: الوفد في أسوأ حالاته منذ 1923.. والانتخابات المقبلة فرصة لإنقاذ الحزب من التدهور (حوار)
فؤاد بدراوي نائب رئيس الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب في حوار لـ"الرئيس نيوز":
واجهت رئيس الحزب وطالبته بالاستقالة حفاظا على كرامته.. وحصوله على 1% في انتخابات الرئاسة “مأساة”
عبد السند يمامة المسؤول الأول عن تراجع شعبية الوفد
دعمي للسيد البدوي قرار لمصلحة الحزب والتي تقتضي عدم الانقسام
لا مقارنة مطلقا بين تجربة السيد البدوي وبهاء أبو شقة مع عبد السند يمامة
الحديث عن بيع مقر الحزب مرفوض تماما وعلى جثثنا فإنه ملك للوفديين
وضع الحزب المالي تدهور بسبب سوء الإدارة ونأمل التعافي في المرحلة المقبلة
نحتاج لانتخابات حرة ونزيهة لإعادة الوفد إلى مكانه الطبيعي في الحياة السياسية
سنحاسب أمام التاريخ إذا لم يتكاتف الوفديين لإنقاذ الحزب
المال السياسي كان طاغيا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة
تدخل الرئيس السيسي صحح المسار الانتخابي ومجلس النواب قد لا يستمر طويلا
في توقيت بالغ الحساسية يمر به حزب الوفد، ومع تصاعد الجدل حول مستقبل الحزب وقيادته ودوره في الحياة السياسية، يفتح فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب، النار على واحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل في تاريخ الوفد.
بدراوي وصف في حواره مع "الرئيس نيوز" السنوات الأربع الأخيرة بأنها من أسوأ المراحل منذ تأسيس الحزب عام 1923، محمّلًا رئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة المسؤولية الأكبر عن تراجع الدور السياسي والتنظيمي. وإلى نص الحوار..
كيف تقيم أداء حزب الوفد خلال السنوات الأربع الأخيرة؟
هذه المرحلة التي مر بها حزب الوفد تعتبر من أسوأ الفترات منذ 1923 فخلالها تراجع فيها بشدة سواء على مستوى الأوضاع الداخلية داخل الحزب أو على المستوى العام والوفد كان بعيد تماما عن الساحة السياسية وهذا ليس رأيي بمفردي أو رأيي الشخصي ولكنه رأي الكثير من أعضاء الحزب، بالإضافة إلى رأي رجل الشارع نفسه الذي يرى أن الوفد كحزب لم يعد موجودا وبسبب هذه الأزمة واجهت رئيس الحزب الحالي خلال اجتماع الهيئة العليا ومع ذلك سيعود حزب الوفد مرة أخرى من أجل الوطن والمواطن وأنا دائما ما أقول إن الوفد يمرض ولا يموت.
بماذا واجهت رئيس الحزب؟ وكيف كان رد فعله؟
لم يرد بشيء عندما واجهته بالتراجع الشديد في الأداء الحزبي للوفد وطالبته أن يتقدم بالاستقالة حفاظا على كرامته وكان ذلك في أعقاب الانتخابات التي ترشح خلالها لمنصب رئيس الجمهورية وحصل على 1% وللأسف الشديد هذا ليس نصيب الوفد فهناك أحزاب أخرى ترشحت وحصلت على 4 و5 % وهذه كانت مأساة.
هل يتحمل رئيس الحزب وحده مسئولية هذا التراجع؟
رئيس الحزب المسئول الأول ولكن لا شك أيضا أن هناك مسئولين أخرين سواء كانت الهيئة العليا أو المكتب التنفيذي للحزب، ولكن العبء الأكبر يقع على عاتق رئيس الحزب وأبرز مثال على ذلك أن الهيئة العليا أو المكتب التنفيذي من المفترض أن يجتمعا كل شهر بحسب اللائحة ولكن منذ 4 أو 5 أشهر لم يجتمعوا وهذا لا يجوز ولا يليق.
هل ترى أن إدارة المفاوضات السياسية والتحالفات كانت سببا في هذا التراجع؟ ولماذا؟
تراجع شعبية الحزب مسئولية رئيس الحزب لأنه من كان يتفاوض شخصيا مع الأحزاب الأخرى وكان من المفترض أن يكون هناك شخص أو أكثر مع رئيس الحزب أثناء المفاوضات لأنه لا يليق أبدا أن يكون مصير الوفد النسبة التي حصل عليها وهذه أيضا تقع على مسئولية رئيس الحزب.
لماذا كان رئيس الحزب منفردًا بالقرار في ملفات مهمة رغم حساسية المرحلة؟
للأسف كان هو منفردا بالقرار وهذا ما كان يجب أن يتم ففي موقف أخر عندما كان الدكتور السيد البدوي رئيسا للحزب في أحد المرات التي كنا فيها مقبلين على الانتخابات طلبني وذهبت معه ودخلنا في مفاوضات مع الأحزاب الأخرى وفي أخر اجتماع لم ننتهي إلى شيء لأن هذا لم يكن نصيب الوفد ولا يليق بالوفد.
ماذا لو قرر يمامة الترشح وكتب له النجاح؟
هذا حقه لا استطيع أن اعترض ولكن القرار هنا في يد الجمعية العمومية للحزب، ولكني أشك أن يكتب له النجاح.
هل حسمت موقفك من خوض انتخابات رئيس الحزب؟
حسمت الموقف بالتنسيق والتشاور مع الدكتور السيد البدوي والانتخابات ستفتح باب الترشيح يوم 3 يناير وإذا حدث أي تعديل سيكون هناك قرار أخر، ولكن موقفي حتى الأن أنني داعم للدكتور السيد البدوي لأنه أعلن ترشحه، فإذا ترشحت أنا وغيري ترشح ستحدث انقسامات للمؤيدين ولذلك مصلحة الوفد العامة تقتضي أن يكون هناك دعم ومساندة فإذا تراجع الدكتور السيد البدوي في قراره وقتها أدرس الأمر أنا لا استعجل الأحداث لابد أن أكون قارئ جيد للمشهد وقتها.
سبق أن اختلفتَ مع الدكتور السيد البدوي.. بينما تعلن اليوم دعمك له؟ كيف تفسر هذا التحول؟ وهل يمكن إجراء مقارنة بين التجربتين؟
لا مقارنة مطلقا بينهما، فقد كنت سكرتير عام الوفد في فترة الدكتور السيد البدوي وكنت أباشر اختصاصاتي كاملة فمنصب سكرتير عام الوفد من 1923 هو العمود الفقري وهناك فرق بين وضع الوفد بالماضي وفي الوقت الحالي أصبح لا أحد داخل الحزب وأصبح الوضع مختلف تماما عما كان عليه في السابق.
يلاحظ البعض غياب الوجوه الشابة عن قائمة المرشحين لقيادة حزب الوفد.. كيف تفسر ذلك؟
الأمر متروك للشباب ولكن ليس هناك أحد منهم تقدم للترشح وطبقا لتقاليد الوفد وثوابته من الطبيعي أن يتقدم لقيادة الوفد الشخصيات والقيادات من هم أكبر في السن.
في ظل ما يثار عن تراجع دور الحزب.. هل لا يزال الوفد محتفظا بمكانته كأعرق الأحزاب المصرية؟
ما صلنا إليه مسئولية رئيس الحزب بأن يحصل الوفد على هذا العدد من المقاعد التي لا تليق بتاريخ الوفد ولا مواقفه السياسية ولكني مازلت أقول إن الوفد لا يموت وسيعود إلى دوره السياسي ودوره الوطني والمعارضة الموضوعية من أجل الوطن والمواطن.
مع كل أزمة تخرج إشاعة بيع مقر الحزب.. ما تفسيرك؟
لأن البعض من ضعاف النفوس من الممكن أن يكونوا يقترحوا ذلك من أجل الخروج من الأزمة المالية التي يمر بها حزب الوفد من خلال بيع المقر وأشياء أخرى وهذا لن يحدث وهذا الأمر على جثثنا لأن هذا المكان ليس ملكا لفرد فقط أو اثنين أو ثلاثة ولكنه ملك للوفديين جميعا من أسوان حتى الاسكندرية وهذا الأمر مرفوض تماما.
أنتم حزب يضم رجال أعمال وأثرياء.. ماذا حدث ليعاني الحزب من أزمات مالية متكررة؟
هناك أوضاع أدت إلى أن أموال الحزب تناقصت بشكل كبير ثم في فترة أخرى تسترجع هذه القيمة المالية وهذا أمر طبيعي ولكن أيضا نأمل في المرحلة القادمة وفي ظل القيادة الجديدة أن يعود حزب الوفد إلى وضعه المالي بما يحقق مطالب الوفديين والعاملين في الجريدة أو في الحزب.
يتردد الحديث عن وجود ودائع مالية تخص الحزب.. هل لا تزال هذه الودائع قائمة؟
نعم هناك ودائع، ولكن لا أتذكر قيمتها.
كيف تقيم أداء آخر ثلاثة رؤساء لحزب الوفد: الدكتور السيد البدوي، المستشار بهاء أبو شقة، والدكتور عبدالسند يمامة؟
لا مجال للمقارنة بين السيد البدوي وأبو شقة مع عبد السند يمامة لأنه أضاع الحزب وكان عليه تقديم استقالته.
بعد تدخل الرئيس وإعادة الانتخابات مجلس النواب في العديد من الدوائر جاءت النتيجة في صالح المستقلين.. كيف ترى هذا التحول؟
للأسف الشديد الأحزاب دخلت في القائمة، وبالتالي كان دور المستقلين في الشارع أكثر من مرشحي الأحزاب، والناخب كان يميل للمستقل، لكن بشكل عام الانتخابات الحالية من أسوأ الانتخابات خلال الفترة الأخيرة، وكان الطاغي فيها المال السياسي، ولذلك كان للرئيس دور بالتدخل وأصدر بيانا لإعادة تصحيح المسار من خلال مطالبته الهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق التام عند فحص الطعون المقدمة واتخاذ القرارات المناسبة بأن تكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية، وأن تُعلي من شفافية الإجراءات. وبناء عليه ألغيت الانتخابات في العديد من الدوائر، مما يؤكد سوء العملية الانتخابية.
هل تتوقع أن يواجه المجلس النيابي الحالي أزمات أو مفاجآت قد تعيق أداءه خلال الفترة المقبلة؟
في تقديري أعتقد أن يكون هذا المجلس لن يستمر طويلا ومن الممكن أن يحل بحكم الدستور وبطلان القائمة.
وختاما.. ما هي رسالتك للوفدين فيما يخص انتخابات رئيس الحزب؟
أتمنى أن تشهد المرحلة القادمة تغيرا في قيادة الوفد من خلال الانتخابات القادمة لنعيد له مكانته، ودوره في الحياة السياسية، وإلا سنكون فرطنا في المسئولية التي توارثناها أجيال ورا أجيال وسوف يحاسبنا التاريخ لو لم نتكاتف جميعا من أجل إنقاذ الوفد مما وصل اليه، ونبدأ مرحلة جديدة نستعيد فيها مكانة الوفد ودوره في الحياة السياسية.