السبت 20 ديسمبر 2025 الموافق 29 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«عين الصقر» تشعل البادية السورية.. ضربات أمريكية واسعة على داعش ورسالة حاسمة: سنطاردكم أينما كنتم

الرئيس نيوز

شنت الولايات المتحدة، فجر اليوم، ضربات جوية وصاروخية واسعة النطاق استهدفت مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية، في تصعيد عسكري جديد وصفته واشنطن بأنه رد مباشر على هجوم تدمر، وليس بداية لحرب مفتوحة.

وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، فقد شاركت في العملية مقاتلات أمريكية وطائرات هليكوبتر، إلى جانب وحدات مدفعية، استهدفت مواقع متعددة للتنظيم في مناطق متفرقة من البادية السورية، شملت بادية حمص ودير الزور والرقة، وهي مناطق لطالما شكّلت ملاذًا لعناصر داعش خلال السنوات الماضية.

وأكد مراسلون أن قوات التحالف الدولي أطلقت صواريخ دقيقة على مواقع يشتبه في استخدامها كمخازن أسلحة ومقار دعم لوجستي لعمليات التنظيم، في إطار ما وصفته القيادة العسكرية الأمريكية بـ«هجوم واسع ومركّز».

وفي بيان رسمي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها بدأت عمليات هجومية موسعة ضد مواقع داعش في سوريا، ردًا على الهجوم الذي استهدف منطقة تدمر، مؤكدة أن الضربات تهدف إلى تقويض قدرات التنظيم ومنع إعادة تنظيم صفوفه أو تنفيذ هجمات جديدة في المنطقة.

من جانبه، قال وزير الحرب الأمريكي إن العملية التي حملت اسم «عين الصقر» تأتي في إطار «الثأر» من تنظيم داعش على هجومه الأخير، مشددًا على أن هذه العملية ليست بداية حرب جديدة، وإنما إجراء عسكري محدود يستهدف القضاء على مقاتلي التنظيم ومنع تهديدهم للقوات الأمريكية أو مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

وأضاف الوزير أن القوات الأمريكية بدأت بالفعل عملية عسكرية تهدف إلى القضاء على مقاتلي داعش في سوريا، محذرًا التنظيم من مغبة استهداف الأمريكيين في أي مكان بالعالم. ووجّه رسالة مباشرة إلى قادة داعش قال فيها: «إذا استهدفتم الأمريكيين في أي مكان بالعالم، فسنطاردكم ونعثر عليكم».

 وقال وزير الحرب الأمريكي إن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لن تتردد أبدا في الدفاع عن شعبها.

وكشفت وسائل إعلام نقلا عن مسؤول أمريكي بأن الهجوم على مقار تنظيم داعش في سوريا قد يستمر عدة ساعات.

وأوضحت نيويورك تايمز أن الضربات الأمريكية ركزت على مواقع تخزين الأسلحة ومبانٍ تُستخدم لدعم العمليات الميدانية للتنظيم، في محاولة لشل قدرته على التخطيط والتنفيذ، خاصة في المناطق الصحراوية المفتوحة التي يستغلها عناصره للتحرك والاختباء.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الساحة السورية تعقيدات أمنية متزايدة، وسط تحركات متقطعة لتنظيم داعش في البادية السورية، ومحاولات متكررة لإعادة الظهور مستفيدًا من حالة الفراغ الأمني في بعض المناطق.

ويرى مراقبون أن الضربات الأمريكية تحمل رسائل مزدوجة، الأولى موجهة لتنظيم داعش تؤكد استمرار الملاحقة العسكرية وعدم التساهل مع أي تهديد، والثانية موجهة إلى الأطراف الإقليمية والدولية، مفادها أن واشنطن لا تزال حاضرة عسكريًا في الملف السوري، وقادرة على التدخل السريع عند المساس بأمنها أو أمن حلفائها.

وفي ظل غياب تعليق رسمي من الجانب السوري حتى الآن، تبقى تداعيات هذه الضربات مرهونة بحجم الخسائر التي تكبدها التنظيم، ومدى تأثير العملية على تحركاته المستقبلية داخل سوريا وخارجها.