رانيا يعقوب: التوازن الأسري أساس الاستقرار المجتمعي| فيديو
أكدت رانيا يعقوب، الخبيرة في الشأن الاقتصادي، أن التوازن الاجتماعي يبدأ من الفهم الصحيح للأدوار داخل الأسرة، مشيرة إلى أن أي خلل في هذا الإدراك ينعكس بصورة مباشرة على استقرار الأسرة ومن ثم على تماسك المجتمع ككل، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي تواجه الأسرة المصرية خلال السنوات الأخيرة.
الأم ليست دورًا عابرًا
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية، خلال لقائها ببرنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» على قناة CBC، أن الأسرة تمثل الخلية الأولى في بناء المجتمع، وأن أي اضطراب في أدوار أفرادها يؤدي إلى نتائج سلبية تمتد آثارها إلى الأجيال القادمة، مؤكدة أن الوعي بطبيعة هذه الأدوار أصبح ضرورة ملحّة وليس ترفًا فكريًا.
وشددت رانيا يعقوب، على أن دور الأم داخل الأسرة لا يقل أهمية عن أي عمل خارجي، بل هو وظيفة بدوام كامل، تتحمل فيها مسؤولية إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء وبناء شخصياتهم النفسية والاجتماعية، مؤكدة أن هذا الدور يتطلب جهدًا ووعيًا دائمين، فضلًا عن طاقة نفسية كبيرة لا يشعر بها كثيرون.
ضغوط متزايدة على المرأة
وأضافت الخبير الاقتصادية، أن التقليل من قيمة هذا الدور أو اعتباره أمرًا ثانويًا ينعكس سلبًا على استقرار الأسرة، موضحة أن الأم تمثل محور التوازن داخل البيت، وأن استقرارها النفسي هو الأساس الذي تقوم عليه منظومة الأسرة بأكملها، وأن المرأة، وبخاصة الأم، تتعرض لضغوط كبيرة نتيجة تعدد الأدوار المطلوبة منها، سواء داخل المنزل أو خارجه، مؤكدة أن هذه الضغوط تتطلب دعمًا نفسيًا واجتماعيًا حقيقيًا، وليس مجرد مطالب متزايدة دون تقدير.
وأكدت رانيا يعقوب، أن الأسرة تعتمد بشكل رئيسي على قدرة الأم على تحقيق التوازن بين مسؤولياتها المختلفة، ما يجعلها العمود الفقري للبيت، محذرة من أن تجاهل هذه الحقيقة يؤدي إلى إرهاق نفسي قد يهدد استقرار الأسرة بالكامل، وأن قيام أي طرف داخل الأسرة بدور بعيد عن طبيعته دون اقتناع أو استعداد حقيقي يؤدي إلى اختلال نفسي واجتماعي، مؤكدة أن تجاهل الفطرة الإنسانية أو فرض أدوار غير متفق عليها يخلق حالة من الارتباك داخل الأسرة.
اختلال يهدد التماسك الاجتماعي
وأضافت الخبير الاقتصادي، أن هذا الارتباك لا يتوقف عند حدود البيت، بل يمتد تأثيره إلى المجتمع بأكمله، حيث تتشكل شخصيات غير متوازنة نفسيًا، ما ينعكس على سلوك الأفراد وقدرتهم على الاندماج الإيجابي في المجتمع.
وشددت رانيا يعقوب، على أن نجاح الحياة الزوجية قائم على التراضي والتفاهم، وليس على الفرض أو الإكراه، مؤكدة أن فرض أي أمر من الزوج على زوجته even إذا قبلت به في البداية قد يتحول مع الوقت إلى ضغط نفسي متراكم يؤدي في النهاية إلى الانفجار.

التراضي أساس الحياة الزوجية
ودعت الخبير الاقتصادية، إلى نشر الوعي المجتمعي بأهمية احترام الأدوار المتكاملة للرجل والمرأة، معتبرة أن هذا الفهم المتوازن هو السبيل الحقيقي لبناء أسر مستقرة وأجيال سوية نفسيًا واجتماعيًا، قادرة على مواجهة التحديات وبناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا.


