في مكالمة مسربة.. علي عبد الله صالح يحذر حماس من إطلاق الصواريخ: تعطونهم مبرر للقتل
خلاف بين الرئيس اليمني السابق وحماس بسبب حرب غزة 2008
أثار تسريب مكالمة هاتفية بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد بثها مؤخرًا عبر وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي.
وجرت المكالمة خلال حرب غزة 2008-2009 المعروفة باسم "الرصاص المصبوب"، التي استمرت من ديسمبر 2008 إلى يناير 2009، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع، ردًا على إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل.
صواريخ حماس تمنح تل أبيب ذريعة لتبرير هجماتها
في التسجيل، انتقد صالح بشدة إطلاق حماس الصواريخ على إسرائيل، معتبرًا أنها تمنح تل أبيب ذريعة لتبرير هجماتها، وقال: "أوقفوا الصواريخ.. أنتم تعطون إسرائيل المبرر لقتل الشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن هذه الصواريخ "مضرة بالشعب الفلسطيني" ولا تحقق أهدافًا استراتيجية، بل تؤدي إلى مجازر جماعية وتعزز الغطاء الدولي والإعلامي للرد الإسرائيلي.
وأضاف صالح: "جنبوا الفلسطينيين المجازر.. أنتم تعرفون الأهداف التي رصدتها إسرائيل لماذا لم ترشدوا الناس لتجنب المناطق المستهدفة"، وتابع: "صواريخكم لم تحل أي مشكلة".
من جانبه، رد مشعل بالدفاع عن موقف حماس، مؤكدًا أن إطلاق الصواريخ كان ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية، لكن صالح أصر على أن هذه الاستراتيجية تمنح إسرائيل مبررًا لتصوير عملياتها كدفاع عن النفس، مما يقلل الضغط الدولي عليها.
ويأتي التسريب في ظل تصاعد الأحداث مؤخرًا في غزة، بعد الحرب الأخيرة التي اندلعت عقب هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، تلتها عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق.
70 ألف شهيد في غزة منذ 7 أكتوبر 2023
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 70 ألفًا بحلول نوفمبر 2025، مع إصابة أكثر من 171 ألفًا، فيما قدرت الأمم المتحدة تكاليف إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار على الأقل، مع تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، ونزوح ملايين السكان، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة تشمل مجاعة ونقص الخدمات الأساسية.
يذكر أن صالح حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود قبل مقتله في ديسمبر 2017 خلال مواجهات مع الحوثيين بعد انهيار تحالفهما، فيما ترك مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس في 2017 ويعتبر حاليًا قياديًا بارزًا في الحركة بالخارج.