الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 الموافق 25 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

أسامة الأزهري: الإرهاب والإلحاد يهددان الثروة والحضارة في العالم الإسلامي

الرئيس نيوز

المسلماني: الإرهاب يفتح قوس من اللهب حول مظاهر الثروة والحضارة في أي بلد إسلامي

بحضور الكاتب احمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام؛ استضاف صالون "ماسبيرو الثقافي" الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في حوار ثقافي وديني وتنويري في حلقة جديدة للصالون بعنوان "الإسلام والعالم"  وذلك بحضور نخبة من كبار الإعلاميين والصحفيين وقيادات مبنى ماسبيرو.

وفي بداية اللقاء رحب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بالدكتور أسامة الأزهري، وأهدى له نسخة من كتاب "إسلام بلا أحزاب" للكاتب رجاء النقاش وهو من سلسلة كتاب مجلة الإذاعة والتليفزيون.

وفي بداية كلمته وجه الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الشكر للكاتب أحمد المسلماني على استضافته في" ماسبيرو الثقافي"، وبدأ حديثه عن عالم النفس النمساوي الأصل الأمريكي الشهير إدورد بيرنيز؛ والذي كانت الفكرة المركزية عنده كيفية التعامل مع السلعة والمنطق الحاكم للنفس البشرية في التعامل مع هذه السلعة؛ واكتشف إن المنطق الحاكم لعلاقة الإنسان بالسلعة تقوم على الحاجة  الشخصية؛ وأراد بيرنيز تغيير هذا المنطق البشري في التعامل مع السلعة 
بحيث يستخدم وسائل وأدوات علم النفس في الترويج للسلع بعيدًا عن الحاجة الشخصية للفرد واستخدمت وسائله النفسية الشركات العالمية في الترويج والتسويق للسلع من خلال استثارة الحاجات الكاملة لدى الإنسان ليقبل على شراء السلع حتى وإن كان في غير حاجة ملخص للسلعة مما يحدث حركة تسارع رهيب في حركات البيع والتسويق للشركات العالمية مستغلًا التأثير على النفس البشرية.

 تحويل إلى فلسفة البشر في التعامل مع السلعة

واستطرد الدكتور الأزهري حديثه قائلات بأن بيرنيز يركز على تحويل إلى فلسفة البشر في التعامل مع السلعة بمنطق وهم الحاجة لهذه السلعة!؛ وهو ما يعكس تحويل النفس البشرية لتصبح نفس استهلاكية تقوم على النهم والشره في الاستحواذ على السلع بكل أنواعها الأساسية والتكميلية.
وقال الدكتور الأزهري كيف يتعامل الإسلام مع هذه الفلسفة الاستهلاكية قائلًا إن الدين الحنيف يحرص على حفظ النفس البشرية من الوقوع في فخ الشره ونهم الشراء؛ حتى أن أحدهم جاء يشكو للفقيه الكبير إبراهيم بن أدهم غلو وارتفاع الأسعار فقال للشاكين: "أكلما اشتهيت اشتريت؟!".

وقال الدكتور الأزهري أنه يريد أن يلفت النظر من خلال صالون "ماسبيرو الثقافي" إلى أن مفاهيم الإسلام الوسطي ضد دواعي الاستهلاكية الغربية المفرطة والتي نتج عنها الترويج للسلع بالجنس تحت شعار "الجنس يبيع" وهو ما ظهرت معه دواعي الإباحية الجنسية والتي زادت فيما بعد ظواهر اجتماعية سلبية مثل المثلية والتحرشات والإلحاد.

 تسارع متزايد لظاهرة الإلحاد

ونستطيع أن نرصد تسارع متزايد لظاهرة الإلحاد مع السنوات الأولى للألفية الجديدة وبدأ ظهور نظريات فلسفية في الإلحاد لم تتصد لها الأقلام والعقول الإسلامية  بمنهجية علمية.
ومن جانبنا – والكلام للدكتور أسامة الأزهري- بالتعاون مع الحبيب علي الجفري الاشتباك مع هذه النظريات الإلحادية بمنطق علمي فلسفي ومشاركة عدد من الشباب المسلم الواعي والمؤهل للتعامل مع مثل هذه الأفكار.

وقال الدكتور الأزهري أن اشتباكنا مع فلسفات الغرب المدمرة أقل من المتواضع وعلل هذا التهاون والضعف في مواجهة دعاوي الفلسفات الداعية للاستهلاكية والمالية بسبب "الإرهاب" وفكره المدمر والموجود ليس في الإسلام فقط بل في كل الديانات السماوية وغير السماوية والذي جعل متشدد يهودي يقتل رابين ومتشدد هندوسي آخر يقتل المهاتما غاندي وغير ذلك أمثلة كثيرة.

وقام الكاتب احمد المسلماني بفتح باب المناقشة بعد وجه التحية على برنامج "دولة التلاوة" أشاد بكلمة الدكتور الأزهري والتي قال عنها إنها أكدت على أن مواجهة فكرة الالحاد بسطحية في ظل عصر الذكاء الاصطناعي لم بعد كافيا.

وأضاف المسلماني بأن الدكتور الأزهري سلط الضوء على  الإرهاب الذي يعطل تنمية وتطوير المجتمعات والشعوب الإسلامية في كل انحاء العالم بفتح قوس من الإرهاب يمتد من الأطلسي إلي الهندي، يمزق قلب أفريقيا، وستهدف ثنائية.. الحضارة والثروة.

وردا على مداخلات ومشاركات الحضور قال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أنه شديد السعادة بحالة الحوار الفكري لصالون "ماسبيرو الثقافي" حيث أن الحق جل جلاله أطلق  للعقل البشري العنان للتفكير والتدبر والحوار.

وردا حول سؤال حول أطروحة موجة الإلحاد والتي قال البعض إنها ظهرت لدى بعض الشباب الصغار بعد مشاهدتهم الحال المسلمين وانكسار وهزيمة بعض الشعوب الإسلامية قسم الدكتور أسامة الأزهري الملحدون إلى عدد من الأقسام منهم ممن يعترف بوجود الإله ولكنه يرفض تنفيذ تكليفاته؛ ومنهم من لا ينكر وجود الاله ولا يريد أن يثبت وجوده؛ والشريحة الأكثر عددا هي شريحة "الملحد المنفجر" نتيجة للأحداث البشرية الشنيعة من حروب ومجازر ضد الشعوب الإسلامية  وظواهر طبيعية مدمرة مثل الزلازل والبراكين؛ وهذا الملحد المنفجر نفسيا بعد مناقشته لمدة طويلة يقول بأنه مؤمن بوجود الإله ولكنه متشكك في رحمة الإله لوجود الشر في الكون؛ ومعضلة الشر في الكون نجدها في الفلسفة اليونانية القديمة وفي المدرسة التشاؤمية موجودة كذلك في الفلسفة الحديثة عن فلاسفة محدثين مثل فولتير؛ والشاهد في هذا إن مناقشة الملحد المنفجر نفسيا ليست مناقشة عقائدية ولكنها مناقشة نفسية لإعادته لصوابه نفسيا وليس دينيا.