الجمعة 12 ديسمبر 2025 الموافق 21 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

انطلاقة من القاهرة.. توسع عالمي لمدفع «كيه 9» الكوري يرسخ صعود الصناعات الدفاعية لسيول

مدفع كيه 9
مدفع كيه 9

يشهد مدفع كيه 9 الكوري الجنوبي ذاتي الحركة توسعًا غير مسبوق في الأسواق العالمية، حيث برزت في معرض الصناعات الدفاعية بالقاهرة كأحد أبرز أنظمة المدفعية الحديثة، بالتزامن مع إدخال تحديثات استراتيجية في أستراليا وتقديم فيتنام طلب شراء رسمي. 

هذا التوسع يعكس نجاح كوريا الجنوبية في تحويل سلاح واحد إلى علامة فارقة في سوق الدفاع الدولي، وفق تقارير صحفية غربية متخصصة أبرزها موقع شيبرد ميديا.  

مصر: منصة الانطلاق الإقليمي

وعرضت كوريا الجنوبية مدفع كيه 9 في معرض الصناعات الدفاعية المصري، حيث لاقت اهتمامًا واسعًا من الوفود العسكرية المشاركة. 

مثّل المعرض فرصة لإبراز قدرات المدفعية في بيئة إقليمية تشهد سباقًا متسارعًا نحو التحديث العسكري.

وأشارت تقارير إلى أن مصر تدرس خيارات متعددة لتعزيز قدراتها البرية، وأن الأصول المدفعية الكورية قد تكون ضمن البدائل المطروحة، خاصة مع سعي القاهرة إلى تطوير منظوماتها الدفاعية البرية والبحرية في آن واحد.  

أستراليا: برنامج التحديث الشامل
 

وأطلقت أستراليا برنامجًا شاملًا لتحديث أسطولها من مدفع كيه 9، حيث أدخلت تحسينات على أنظمة التحكم بالنيران وزادت من مستوى الحماية والتكامل مع أنظمة القيادة والسيطرة. 

وزارة الدفاع الأسترالية أكدت أن هذه التحديثات تهدف إلى رفع كفاءة المدفعية في مواجهة التحديات الحديثة وضمان جاهزية القوات البرية. 

وقدمت النسخة الأسترالية المعروفة باسم "هانتسمان" نموذجًا متقدمًا يعكس نجاح التعاون العسكري بين كانبيرا وسيول.  

فيتنام: طلب شراء رسمي

قدمت فيتنام طلبًا رسميًا لشراء مدفع كيه 9، لتصبح أحدث دولة في آسيا تنضم إلى قائمة المستخدمين.

 ويرى محللون أن اختيار هانوي لهذا النظام يعكس الثقة في قدراته القتالية ومرونته التشغيلية، خاصة مع سجل ناجح في دول مثل النرويج وفنلندا والهند. 

ويأتي الطلب الفيتنامي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، حيث تسعى هانوي إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات المتزايدة.  

انتشار عالمي متسارع
يستخدم مدفع كيه 9 ذاتي الحركة حاليًا في أكثر من عشر دول، بينها بولندا التي طلبت أكثر من ثلاثمئة وحدة، ما يجعلها واحدة من أكثر أنظمة المدفعية ذاتية الحركة انتشارًا في العالم. 

يجمع النظام بين قوة النيران العالية والقدرة على المناورة، إضافة إلى سجل عملياتي أثبت فعاليته في ظروف مختلفة. هذا الانتشار يعكس نجاح كوريا الجنوبية في تحويل كيه 9 إلى عنصر رئيسي في معادلة القوة العالمية.  


يمثل مدفع كيه 9 نموذجًا واضحًا على كيف يمكن لسلاح واحد أن يتحول إلى عنصر استراتيجي في معادلة القوة الدولية. من القاهرة إلى كانبيرا وهانوي، تتوسع المدفعية الكورية الجنوبية لتصبح جزءًا من معادلة الردع في مناطق مختلفة، ما يعكس التحولات الجارية في ميزان القوى العسكري العالمي. 

هذا التوسع يضع كيه 9 في موقع متقدم بين أنظمة المدفعية الحديثة، ويؤكد أن التكنولوجيا العسكرية الكورية الجنوبية باتت لاعبًا رئيسيًا في الأسواق العالمية.  

ويميز مدفع كيه 9 بقدرات تقنية متقدمة، إذ يبلغ مدى قذائفه القياسية نحو 40 كيلومترًا مع إمكانية الوصول إلى أكثر من 50 كيلومترًا باستخدام ذخائر مطوّرة، وتستطيع إطلاق ما يصل إلى ست قذائف في أقل من ثلاثين ثانية بفضل نظام التحميل شبه الآلي، كما تتحرك المنظومة بسرعة تتجاوز 60 كيلومترًا في الساعة على الطرق الممهدة، وتخدم حاليًا في جيوش متعددة بينها كوريا الجنوبية (أكثر من ألف وحدة)، بولندا (أكثر من ثلاثمئة وحدة)، أستراليا (30 وحدة مع خطط للتوسع)، وفنلندا والنرويج والهند، ما يجعلها واحدة من أكثر أنظمة المدفعية ذاتية الحركة انتشارًا وفاعلية في العالم.