الجمعة 12 ديسمبر 2025 الموافق 21 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

روابط ورسائل خبيثة.. هل تتعرض الهواتف الذكية لتجسس واسع النطاق؟

الرئيس نيوز

تشهد البلاد موجة متصاعدة من التحذيرات الأمنية التي تكشف عن تعرض الهواتف المحمولة لهجمات تجسس واسعة النطاق عبر روابط ورسائل خبيثة. الجهات المختصة ترصد محاولات متكررة لاختراق الأجهزة الذكية باستخدام تقنيات متطورة تستهدف سرقة البيانات ومراقبة الاتصالات، وفقًا لموقع ميدل إيست مونيتور اللندني.  

ويرسل المهاجمون روابط تبدو مألوفة لكنها تحمل برمجيات خبيثة تتسلل إلى الهواتف بمجرد الضغط عليها. هذه الروابط تصل عبر رسائل نصية أو تطبيقات محادثة، وتخدع المستخدمين بسهولة. البرامج الخبيثة تبدأ فورًا في جمع الصور والملفات وكلمات المرور والمحادثات، ثم ترسلها إلى خوادم خارجية مجهولة.  

وتؤكد التقارير الأمنية أن بعض البرمجيات تنتمي إلى عائلات تجسس معروفة مثل AridSpy، الذي ينتشر عبر تطبيقات مزيفة تحاكي خدمات شائعة. هذا البرنامج يمنح المهاجمين القدرة على التحكم عن بُعد في الهاتف، فيشغل الكاميرا والميكروفون دون علم المستخدم، ويحول الجهاز إلى أداة مراقبة كاملة.  

وتشير التحذيرات إلى أن الهجمات لا تستهدف أفرادًا بعينهم بل تشمل ملايين المستخدمين في مصر. الهواتف الذكية أصبحت بوابة إلى الحسابات البنكية والبريد الإلكتروني والأنظمة الحكومية، ما يجعل اختراقها تهديدًا شاملًا للأمن القومي والاقتصادي.  

وتمتد تداعيات هذه الهجمات إلى المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة. اختراق هاتف موظف في مؤسسة حساسة يفتح الباب أمام المهاجمين للوصول إلى شبكات أكبر وأكثر أهمية. هذا السيناريو يضع الأمن الرقمي في مصر أمام تحديات غير مسبوقة ويجعل من الضروري التعامل مع هذه الهجمات باعتبارها جزءًا من حرب إلكترونية تستهدف استقرار الدولة.  

الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات، تصدر تحذيرات متكررة للمواطنين وتدعوهم إلى الحذر من الروابط المشبوهة وعدم فتح رسائل مجهولة المصدر.

الهيئة تشدد على ضرورة تحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات بشكل دوري واستخدام برامج حماية موثوقة. هذه الإجراءات تمثل خط الدفاع الأول لكنها لا تكفي وحدها في مواجهة هجمات بهذا الحجم والتعقيد.  

خبراء الأمن السيبراني يوصون بدمج التوعية المجتمعية مع التقنيات الحديثة. المستخدمون يحتاجون إلى معرفة كيفية التمييز بين الرابط الآمن والخبيث والتدريب على أساليب الحماية الرقمية. المؤسسات مطالبة بالاستثمار في أنظمة كشف التهديدات المبكرة وتطوير قدرات الاستجابة السريعة.  

الهجمات لا تقتصر على مصر وحدها بل تشمل دولًا أخرى في المنطقة، ما يعكس طبيعتها العابرة للحدود. بعض الجهات الأمنية تربط هذه الحملات بمجموعات منظمة لها أهداف سياسية وأمنية، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات تورط أطراف خارجية في عمليات التجسس. هذا البعد الدولي يزيد من تعقيد المشهد ويجعل التعاون الإقليمي والدولي ضرورة لمواجهة التهديد.  

وأشار ميدل إيست مونيتور إلى أن المشهد الرقمي في مصر يقف أمام تحدٍ خطير يتمثل في موجة تجسس واسعة النطاق عبر روابط ورسائل خبيثة. هذه الهجمات تكشف عن حاجة البنية الرقمية إلى الاحتياط والدعم بإجراءات حماية صارمة وتوعية شاملة. أما الهواتف الذكية، فقد تحولت إلى ساحة مواجهة بين المستخدمين والمهاجمين، ما يجعل الأمن الرقمي قضية وطنية تستحق أقصى درجات الاهتمام.