الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 الموافق 18 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

«من عجائب القرآن».. خالد الجندي يوضح الفرق بين أفعال المجي في القرآن| فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن اللغة العربية تتسم بالدقة والجماليات العميقة، موضحًا أن دراسة الأفعال في القرآن الكريم تكشف عن روعة هذه اللغة وعجائبها، مضيفًا أن اهتمامه بالفعلين «جاء» و«أتى» أثناء تلاوته للقرآن دفعه إلى البحث في الفروق الدقيقة بينهما، ليتضح له أن الموضوع أوسع وأعمق مما كان يتصور.

تعدد أفعال المجيء ومعانيها

وأشار الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، إلى أن هذه الأفعال وردت في القرآن الكريم بأكثر من 18 صيغة مختلفة، لكل منها معنى خاص ودلالة دقيقة، موضحًا أن إدراك هذه الفروق ضروري لفهم السياق القرآني بشكل صحيح، حيث أن كل فعل يعكس صورة محددة لحركة المجيء أو الوصول.

وأوضح خالد الجندي، أن من روائع اللغة العربية تعدد الأفعال التي تعبر عن المجيء، مثل: جاء، أهل، دخل، ولج، حلّ، غشي، بغت، دهى، أتى، قدم، عجل، وافى، ورد، أقبل، وفد، حضر، طرق، زار، فضصلا عن كل فعل يحمل معنى مستقلًا ودقيقًا، رغم اجتماعها جميعًا على دلالة المجيء.

الفروق بين أفعال المجيء وأثرها

وذكر خالد الجندي، أن كلمة «جاء» تشير إلى المجيء بعد مشقة، بينما «أهل» تدل على بدء الإقبال من مكان بعيد، و«دخل» تعني الانتقال من خارج المكان إلى الداخل، أما «ولج» فتشير إلى الدخول من داخل المكان إلى جزء آخر منه، لافتًا إلى أن هذه التفاصيل تعكس الدقة في اختيار ألفاظ القرآن الكريم بما يخدم المعنى المقصود.

وأشار خالد الجندي، إلى أن «حلّ» تدل على النزول من أعلى، و«غشيه» على الغطاء والهيمنة، بينما «بغت» تشير إلى المجيء المفاجئ دون انتظار، و«دهى» على المجيء في الظلام أو حين لا تظهر الملامح بوضوح، مبينًا أن «أتى» يدل على المجيء من مكان قريب، و«قدم» على المجيء من مكان بعيد، و«عجل» على السرعة، و«وافى» على الوصول والالتقاء بالمقصود.

إدراك الفروق اللغوية ضرورة

كما بيّن خالد الجندي، أن «ورد» تعني المجيء للتزود بالماء، و«أقبل» تشير إلى المجيء برغبة وحماسة، و«وفد» على المجيء جماعيًا وعلى ظهر دابة، بينما «حضر» تدل على المجيء تلبية لدعوة، و«طرق» على المجيء ليلًا، وأخيرًا «زار» على الميل إلى شخص بقصد التواصل، مؤكدًا أن هذه الفروق الدقيقة تجعل كل فعل في موضعه القرآني يخدم المعنى بدقة متناهية.

الشيخ خالد الجندي

شدد الشيخ خالد الجندي، على أن إدراك هذه الفروق بين أفعال المجيء في القرآن الكريم يكشف ثراء اللغة العربية وعظمته، مؤكدًا أن فهم دلالات كل فعل يساعد المفسر والقارئ على إدراك السياق الكامل للآيات، وأن هذه الدقة اللغوية ليست مجرد تفاصيل لفظية، بل هي جزء من إعجاز القرآن الكريم الذي يضمن إيصال المعنى بأقصى درجات الدقة والوضوح، مما يعزز فهم القيم والمعاني القرآنية بشكل أفضل.