أشرف سنجر: أوروبا قد تتبنى النهج الأمريكي لتضييق الخناق على الإخوان| فيديو
أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن أوروبا قد تجد نفسها مضطرة خلال الفترة المقبلة إلى اتباع النهج الأمريكي فيما يتعلق بتضييق الخناق على جماعة الإخوان، موضحًا أن التوسع الملحوظ في قرارات الولايات الأمريكية بشأن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية يشكل مؤشرًا واضحًا قد يدفع القارة الأوروبية إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
النمسا نموذج لمواجهة الجماعة
وأشار خبير السياسات الدولية، خلال مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن اهتمام أوروبا بالملف الإخواني ليس مجرد تفصيل جانبي، بل يمثل محورًا أساسيًا في الحفاظ على الأمن العربي والدولي، نظرًا لأنشطة الجماعة داخل القارة الأوروبية والتي وصفها بأنها "الأعنف والأكثر تأثيرًا"، مضيفًا أن الجماعة استغلت الأجواء المفتوحة والتعددية في أوروبا لزعزعة استقرار العديد من الدول، مستغلة المناخ الديمقراطي والتعددية الإعلامية لتوسيع نفوذها.
أكد أشرف سنجر، أن النمسا تُعد الدولة الأوروبية الوحيدة حتى الآن التي اتخذت قرارًا حاسمًا بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية تشكل تهديدًا لأمنها القومي، معتبرًا أن هذا القرار يمثل مؤشرًا مبكرًا يمكن أن يُبنى عليه تحرك أوروبي أوسع بمجرد اكتمال الصورة على المستوى الأمريكي، خاصة إذا انتقل التصنيف من مستوى الولايات إلى مستوى الرئاسة الأمريكية.
الدول العربية والتصدي للجماعة
وأضاف خبير السياسات الدولية، أن احتمالات أن تحذو دول أوروبية أخرى نفس النهج تتزايد مع تصاعد المخاوف من استخدام الدين كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، وهو النهج الذي اعتمدت عليه الجماعة منذ عقود، مؤكدًا أن هذه الخطوة الأوروبية المحتملة ستشكل تحذيرًا واضحًا لكل من يحاول استغلال الأجواء الديمقراطية لزعزعة الاستقرار.
وأشار أشرف سنجر، إلى أن الدول العربية كانت السباقة في اتخاذ خطوات قانونية واضحة وحاسمة تجاه جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هذه التجربة أصبحت نموذجًا بدأت الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، في الاقتداء به، وأن العالم أصبح أكثر وعيًا بخطورة الخطابات التحريضية التي تعتمد على العنف وإثارة الفوضى، وهو ما يجعل التصدي لهذه الجماعات ضرورة استراتيجية للحفاظ على الأمن القومي والإقليمي.
مستقبل التحرك الأوروبي
وأضاف أشرف سنجر، أن متابعة أوروبا للخطوات الأمريكية والعربية ستسهم في تعزيز جهود مواجهة التنظيمات التي تعتمد على التطرف، مشيرًا إلى أن التنسيق بين الدول الغربية والعربية أصبح عنصرًا أساسيًا لضمان الأمن والاستقرار في مواجهة هذه الجماعات.

ختم الدكتور أشرف سنجر، حديثه بالتأكيد على أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة الضغوط على جماعة الإخوان على المستوى الدولي، وأن أوروبا قد تتخذ خطوات عملية مشابهة للولايات المتحدة إذا ما تم اعتماد التصنيف على مستوى الرئاسة الأمريكية، وأن العالم اليوم أكثر استعدادًا لفهم طبيعة الجماعات التي تسعى لاستغلال الدين لأغراض سياسية، مشددًا على أن التحرك الدولي المتكامل سيقلص فرص الجماعة في تنفيذ مخططاتها ويؤكد أن العالم لن يتهاون مع أي تهديد أمني أو سياسي.


