تطرف مناخي.. خبير مناخ يكشف أسباب التقلبات ويدعو لخفض الانبعاثات| فيديو

أكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ، أن موجة التقلبات الجوية غير المسبوقة التي تشهدها بعض الولايات الأمريكية ليست ظواهر منفصلة، بل نتيجة مباشرة لـ التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وأن العالم يعيش اليوم مرحلة من التطرف المناخي، حيث بات الطقس أكثر عنفًا وخرقًا للمعدلات الطبيعية، مؤكدًا أن الارتفاع المستمر في درجة حرارة الأرض يتسبب في اضطرابات كبيرة في توزيع الكتل الهوائية، وهو ما يؤدي إلى شتاء أكثر قسوة وصيف أكثر حرارة مما اعتادت عليه الأنظمة المناخية في العقود السابقة.

رياح قطبية وأعاصير استوائية

وأشار الدكتور علي قطب، في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إلى أن الولايات المتحدة تتعرض حاليًا لرياح قطبية شديدة قادمة من الشمال، مما أدى إلى انخفاضات قياسية في درجات الحرارة، وحدوث موجات صقيع تؤثر على ملايين السكان؛ وفي المقابل، تواجه مناطق أخرى من العالم ظواهر مغايرة تمامًا.

وضرب خبير المناخ، مثالًا بما يحدث في سريلانكا، حيث تسهم درجات الحرارة المرتفعة في تكوين الأعاصير المدارية التي تضرب السواحل مخلّفةً دمارًا واسعًا وخسائر بشرية، مؤكدًا أن هذا التناقض في الظواهر ما هو إلا انعكاس لخلل مناخي عالمي يتسع نطاقه يومًا بعد يوم.

الظواهر أخطر من الحروب

وفي إطار تقييمه لخطورة هذه التغيرات، شدد علي قطب، على أن الظواهر المناخية المتطرفة أصبحت أشد فتكًا بالبشر من الحروب، لأنها تضرب البنية التحتية مباشرة وتؤدي إلى تشريد السكان وإتلاف المحاصيل وتعطيل شبكات الطاقة والمياه، وأن هذه الكوارث الطبيعية لا تميز بين دولة غنية أو فقيرة، فهي تدمر المناطق بشكل عميق وتترك آثارًا ممتدة لسنوات، مما يجعل التعامل معها تحديًا دوليًا يتجاوز قدرات الدول منفردة.

وحول سبل مواجهة هذا الخطر العالمي، شدد أستاذ المناخ، على ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية باعتبارها الخطوة الأكثر إلحاحًا، داعيًا إلى التحول السريع نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، بدلًا من الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري الذي يعد المصدر الرئيسي للغازات الدفيئة، وأن استمرار الدول الكبرى في الاعتماد على الوقود الأحفوري يعود إلى اعتبارات سياسية واقتصادية، خاصة أن الطاقة التقليدية ما تزال أقل تكلفة مقارنة بالبدائل النظيفة، إلا أن كلفة استمرار هذا الوضع ستكون كارثية على الكوكب خلال العقود القادمة.

تأثيرات مستقبلية تحتاج تحرك 

واختتم الدكتور علي قطب، تصريحاته بالتأكيد على أن العالم يحتاج إلى تحرك جماعي سريع لتفادي الآثار المدمرة للتغير المناخي، مشيرًا إلى أن تجاهل هذه التحذيرات أو تأجيل التحول نحو الطاقة النظيفة سيجعل الظواهر المتطرفة أكثر عنفًا وتكرارًا، وأن الأجيال القادمة ستدفع الثمن الأكبر.