عاجل| دون تنازلات.. بلومبرج: مصر تتفوق على ترامب في إدارة التوازنات الجيوسياسية بالمنطقة
سلطت وكالة بلومبرج الضوء على أداء مصر في إدارة التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، معتبرة أن القاهرة نجحت إلى حد بعيد في تحقيق مكاسب استراتيجية تفوقت فيها على المخططات الأولية التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الأقل في المرحلة الراهنة.
علاقات متعددة الزوايا دون تنازلات
أبرز ما ركز عليه التقرير هو قدرة مصر على الحفاظ على علاقات قوية مع روسيا، الصين، والولايات المتحدة في آن واحد، دون أن تفقد استقلالية قرارها أو تنزلق إلى محاور متصارعة.
بلومبرج وصفت هذا الأداء بأنه "توازن دقيق"، مشيرة إلى أن القاهرة "تتمتع بعلاقات قوية مع الجميع، لكن علاقاتها مع إسرائيل تبقى متوترة".
هذا التوصيف يعكس إدراكًا غربيًا بأن مصر لم تعد مجرد تابع للسياسات الأمريكية، بل أصبحت فاعلًا مستقلًا في صياغة المعادلات الإقليمية.
قمة شرم الشيخ: اختبار النفوذ
التقرير نُشر بالتزامن مع قمة شرم الشيخ للسلام في غزة، التي دعت إليها مصر بمشاركة قادة من فرنسا، ألمانيا، قطر، إيطاليا، وبريطانيا.
ورغم غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن حضور ترامب شخصيًا عكس اعترافًا ضمنيًا بدور القاهرة كمركز ثقل دبلوماسي.
بلومبرج اعتبرت أن هذه القمة كانت "اختبارًا حقيقيًا لقدرة مصر على جمع الأطراف المتنازعة"، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحماس.
رفض خطة ترامب بشأن غزة
من أبرز النقاط التي تناولها التقرير، رفض مصر القاطع لمقترح إدارة ترامب بشأن إعادة توطين الفلسطينيين أو تهجيرهم قسريا.
ونقلت بلومبرج عن خبراء دبلوماسيين قولهم إن القاهرة اعتبرت هذا الطرح "تهديدًا مباشرًا لسيادتها الوطنية"، وأنها لم تتردد في إعلان موقفها الرافض رغم الضغوط الأمريكية.
هذا الموقف، وفقًا للتقرير، عزز من صورة مصر كدولة قادرة على قول "لا" لواشنطن دون أن تخسر علاقتها الاستراتيجية معها.
ترامب يعترف بدور مصر
أشارت بلومبرج إلى أن الرئيس الأمريكي اضطر إلى تعديل خطابه تجاه القاهرة، وبات ترامب يقر بأن "مصر تلعب دورًا محوريًا لا يمكن تجاوزه" في ملفات غزة، السودان، ولبنان.
هذا التحول في الخطاب يعكس إدراكًا أمريكيًا متزايدًا بأن القاهرة أصبحت فاعلًا مستقلًا، قادرًا على فرض رؤيته، ورفض ما لا يتماشى مع مصالحه.
وخلصت بلومبرج إلى أن مصر "تتفوق على ترامب — حتى الآن"، في إدارة ملفات الشرق الأوسط، وفي الحفاظ على استقلالية القرار، دون أن تخسر موقعها كشريك دولي موثوق.
هذا التقييم لا يعكس فقط أداء دبلوماسيًا ناجحًا، بل يشير إلى تحول في مركز الثقل الإقليمي، حيث باتت القاهرة تفرض إيقاعها الخاص، وتعيد رسم خطوط النفوذ في منطقة تعاني من توترات واضطرابات مزمنة.