الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

برفقة ويتكوف.. قائد القيادة المركزية الأمريكية يكشف عن سبب زيارته إلى غزة

الرئيس نيوز

زار الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، قطاع غزة برفقة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في خطوة تهدف إلى مراقبة الوضع عن كثب بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بوساطة أمريكية. 

وصرح الأدميرال كوبر أن الزيارة هدفت إلى متابعة التقدم في إنشاء مركز التنسيق المدني-العسكري بقيادة القيادة المركزية، والذي يمثل محور الجهود الأمريكية لدعم الاستقرار في القطاع بعد انتهاء النزاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية، إضافة إلى مراقبة جهود تعزيز الحكم المدني في غزة، وفقًا لشبكة سي إن إن الإخبارية.

وأكد كوبر أن هذا المركز سيعمل دون وجود قوات أمريكية على الأرض، موضحًا أن أكثر من 200 فرد من الخدمة الأمريكية سيشاركون في متابعة عمليات الإغاثة وتقديم الدعم الأمني، مع التركيز على مراقبة تطبيق الخطط الأمريكية لتحقيق استقرار المدنيين بعد أشهر من النزاع العنيف. 

وأضاف أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو تحقيق استقرار ملموس للسكان المدنيين، وتقديم الدعم المباشر للسلطة الفلسطينية في إعادة بناء غزة، بما يشمل توفير الغذاء والمياه والطاقة، وضمان عودة آمنة للنازحين.

تأتي هذه التحركات في وقت رحب فيه الأمين العام للأمم المتحدة باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه يشكل فرصة حقيقية لتخفيف المعاناة الإنسانية ومنح المدنيين فسحة للتعافي من تداعيات الحرب. 

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن عملية إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ستتم يوم الاثنين أو الثلاثاء، في إطار جهود الوساطة الأمريكية لتسهيل الإفراج عن الأسرى وضمان استقرار الأوضاع. وتوضح هذه التطورات الدور المحوري الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة، ليس فقط كوسيط سياسي، بل كضامن لتطبيق الاتفاقات على الأرض ومراقبة تنفيذها بشكل دقيق.

وفي قطاع غزة، بدأت آلاف العائلات النازحة بالعودة إلى منازلها في شمال القطاع، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، وسط مراقبة دقيقة من فرق الأمم المتحدة والقوات الأمريكية المشاركة في مركز التنسيق المدني-العسكري. وتكمن أهمية هذا المركز في قدرته على دمج الدعم الإنساني مع الجهود الأمنية والسياسية، بما يتيح تعزيز ثقة المدنيين في الجهات الفاعلة الدولية، ومتابعة تطبيق الاتفاقات دون الانخراط المباشر في العمليات العسكرية.

ويشير محللون دوليون إلى أن هذه الخطوة تعكس استراتيجية أمريكية متقدمة توازن بين القوة الدبلوماسية والتنسيق العسكري، إذ تعمل القيادة المركزية على ضمان وصول المساعدات الأساسية، ومراقبة التدخلات الأمنية، ومتابعة الإصلاحات الإدارية للسلطة الفلسطينية بما يضمن تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل مستدام. كما تؤكد هذه التحركات حرص واشنطن على الحضور الميداني الفعلي في مناطق النزاع، بدل الاكتفاء بالإعلانات الرسمية والوساطات التقليدية، ما يعزز مصداقية الولايات المتحدة أمام الأطراف الدولية والمحلية على حد سواء.

وتؤكد هذه الجهود الأمريكية أن الدور السياسي في غزة لم يعد يقتصر على تقديم البيانات أو التهديدات، بل تحول إلى تنسيق عملي على الأرض يشمل مراقبة الأوضاع المدنية والإنسانية، وضمان تحقيق التوازن بين إعادة البناء وتطبيق الاتفاقات الأمنية، مع مراعاة الحقوق الأساسية للمدنيين. وبذلك، يقدم مركز التنسيق نموذجًا فريدًا لإدارة النزاعات بعد وقف العمليات العسكرية، حيث يجمع بين الاستجابة الإنسانية، والرقابة المدنية، والدور الاستراتيجي الأمريكي لضمان استقرار غزة على المدى الطويل.