الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لماذا تستهدف إسرائيل بلا هوادة تلال علي الطاهر في جنوب لبنان؟

الرئيس نيوز

تحوّلت تلال علي الطاهر، المرتفعات الصغيرة في جنوب لبنان، إلى مركز صراع مستمر بين إسرائيل ولبنان. لم تعد هذه التلال أرضًا طبيعية عادية، بل أصبحت موقعًا استراتيجيًا مهمًا للفصائل اللبنانية المسلحة التي تحمي حدود بلادها، وفقا لصحيفة لوريانت لو جو الناطقة بالفرنسية.

وتقع تلال علي الطاهر في موقع يسمح بمراقبة واسعة على الطرق والمعابر الحدودية. بينما تحاول إسرائيل السيطرة على هذه التلال لأنها تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها. 

وقد عززت الفصائل اللبنانية قدراتها الصاروخية وحصنت مواقعها، ما دفع إسرائيل لتكثيف الغارات على المنطقة. وأظهرت صور الأقمار الصناعية ومراقبة الاستخبارات زيادة التحصينات والمخازن العسكرية في التلال، وهو ما استخدمته إسرائيل لتبرير ضرباتها المتكررة.

ويرى المراقبون أن إسرائيل تتجاوز الجانب العسكري في هجماتها. تستهدف الغارات مناطق مفتوحة يعيش فيها مدنيون، ما يزيد خطر وقوع ضحايا ويعمّق المعاناة الإنسانية. يعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه الضربات لإضعاف الفصائل اللبنانية وفرض السيطرة على الحدود، وإرسال رسالة واضحة بأن أي تحدٍ سيكون مكلفًا جدًا.

تاريخيًا، شهدت تلال علي الطاهر صراعات متكررة منذ الثمانينيات. شكلت المنطقة نقطة ارتكاز للمقاومة اللبنانية، واستُخدمت لتخزين الأسلحة وصواريخ المدى المتوسط. استهدفتها إسرائيل باستمرار، وزادت التعزيزات العسكرية المحلية من أهميتها. دمرت الغارات الأخيرة مخازن أسلحة ومراكز قيادة، وزادت خوف السكان المحليين من تهديد دائم يطال حياتهم اليومية.

وتستخدم إسرائيل الضربات أيضًا لاختبار ردود الفعل اللبنانية. تراقب القوات الإسرائيلية قدرة الفصائل على الرد أو التراجع. تعتمد هذه الاستراتيجية على الضغط النفسي المستمر، لضمان السيطرة على الحدود دون الدخول في مواجهة شاملة قد تكون مكلفة.

وتباينت ردود الفعل الدولية تجاه هذه الغارات. دعمت الولايات المتحدة إسرائيل ضمن شراكتها الاستراتيجية، وانتقدت بعض المنظمات الدولية استهداف المدنيين وهددت باتخاذ إجراءات قانونية. يوضح هذا التباين ضعف القوانين الدولية في حماية المدنيين في مناطق النزاع، ويضع لبنان أمام تحدٍ مزدوج: حماية حدوده وسكانه، والتعامل مع ضغوط دولية متضاربة.