السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاصفة السودان تهدد استثمارات مصرية بـ 10 مليار دولار

الرئيس نيوز

نائب رئيس "اتحاد المستثمرين" لـ"الرئيس نيوز": أتوقع تعطل الاستثمارات "مؤقتًا" لحين استقرار الأوضاع

خلفت الاضطرابات السياسية الأخيرة التي شهدتها السودان على خلفية الإطاحة بالرئيس عمر البشير من سدة الحكم، قبل ثمانية أيام، حالة من الترقب والقلق في الأوساط الاقتصادية المصرية، تحسبًا لتداعيات تلك التطورات على مصير المشروعات الكبرى المزمع تنفيذها بين البلدين وكذلك الاستثمارات وحركة التجارة البينية.

ولعل خطورة الوضع تكمن فيما تتمتع به العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان من خصوصية ذات قدر عال، ليس بحكم الجوار الجغرافي فحسب، إنما لما يربط البلدين من أواصر اقتصادية وتجارية متميزة، سجلت تحسنا ملحوظا مؤخرًا، فحسب البيانات الرسمية ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى حدود 604 مليون دولار خلال عام 2018 ، مقابل 558.6 مليون دولار خلال العام السابق عليه بزيادة قدرها 45.3 مليون دولار.

ومن جانبه، استبعد محمد شعبان نائب رئيس اتحاد المستثمرين، تأثر الاستثمارات المصرية في السودان سلبًا بالاضطرابات السياسية والأمنية التي يشهدها الشارع السوداني، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية قد تتأثر بشكل محدود بالتطورات السياسية لفترة ثم تتعافي بعد ذلك، لاسيما وأن المصالح الاقتصادية تؤثر في الحسابات السياسية وليس العكس.

وأضاف نائب رئيس اتحاد المستثمرين، في تصريح لـ"الرئيس نيوز" أن مصر لديها استثمارات مع دول كثيرة في إفريقيا من بينها دولة السودان، والتي تقدر حجم الاستثمارات المصرية بها ما بين 5 -10  مليار دولار، في حين يتخطى عدد الشركات السوادنية العاملة في مصر  ٣٠٠ شركة، متوقعًا أن تتعطل تلك الاستثمارات "مؤقتًا" لحين انتهاء فترة الاضطراب واستقرار الأوضاع بشكل نهائي.

وشدد "شعبان" علي أن الاتفاقات الكبرى المبرمة بين البلدين وخاصة المتعلقة بمشروع الربط الكهربائي والسككي بين القاهرة والخرطوم، لن تتأثر بتغير القيادة السياسية في السودان، موضحًا أن جميع تلك الإتفاقيات تبرم بين دولة وأخرى وليس أشخاص تتغير بزوالهم عن الحكم، وبالتالي فهناك إلتزام بتنفيذ بنود تلك الإتفاقيات المبرمة بين البلدين وفق الجدول الزمني المحدد.

بدوره، أكد الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الإقتصادي، أن "ما حدث في السودان لا يعدو كونه تغييرا في الرؤوس وليس النظام، لن يؤثر سلبًا علي العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين، بل علي العكس من ذلك فقد تتحسن الأوضاع كثيرًا حال تمكن المجلس الإنتقالي السوداني من الحكم لتكون علاقته بمصر أكثر تقاربًا".

وأضاف الخبير الإقتصادي قائلًا أن "الإضطرابات ليست مسألة حديثة العهد علي السودان، التي يغلب عليها نظام القبائل والأعراق، وبالتالي هم في إضطرابات دائمة أبرزها أحداث دارفور وكردفان وإنفصال جنوب السودان، ومع ذلك توسعت العلاقات التجارية بين البلدين، لذا فالرهان على هروب رؤوس الأموال المصرية من السودان خاسر وسابق لأوانه."