السبت 14 ديسمبر 2024 الموافق 13 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| مصير الصراعات في المنطقة.. ماذا يعني فوز ترامب للعالم العربي؟

الرئيس نيوز

يخوض الشرق الأوسط لعبة تخمين محفوفة بالمخاطر حول السياسات الأمريكية المستقبلية مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض كما أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه طهران أصبحت معقدة هذه المرة بسبب الدور الإيراني الأخير في الأحداث الإقليمية وفقًا لصحيفة آراب ويكلي اللندنية.

وتركت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الكثيرين في العالم العربي في حيرة بشأن نوع السياسة الخارجية التي سينتهجها الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة في المنطقة، وبالنسبة لغالبية الرأي العام العربي، فإن الشاغل الرئيسي هو قدرة أو رغبة الرئيس الأمريكي في الضغط من أجل إنهاء سريع للحروب التي تشنها إسرائيل في غزة ولبنان. ولكن بالنظر إلى تحيزه الثابت لصالح إسرائيل، فإن الشكوك تسود بينما تُترَك الفروق الدقيقة وتعقيدات الصراع لحكومات المنطقة لتقلق بشأنها.

وبالنسبة لهذه الحكومات، فإن إنهاء الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل سوف يساهم إلى حد كبير في تعزيز الاستقرار في الداخل، وقد أعرب ترامب عن دعمه لمعركة إسرائيل لتدمير حماس في غزة، لكنه قال إن نتنياهو يجب أن ينهي المهمة بسرعة.

ومن المتوقع أن يواصل الرئيس الأمريكي الجديد تسليح إسرائيل في حين من المرجح أن لا تكون سياسته تجاه الدولة اليهودية مرتبطة بأمور إنسانية، على النقيض من الضغوط التي مارسها بايدن بشكل محدود وخلال الأسابيع الأخيرة من ولايته. لكن المحللين يقولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد لا يتمتع بحرية التصرف في إدارته للحرب.

وقال مصطفى البرغوثي، زعيم المبادرة الوطنية الفلسطينية، لشبكة سي إن إن: "سيواجه نتنياهو رئيسا أكثر صرامة مما اعتاد عليه، بمعنى أنني لا أعتقد أن ترامب سيتسامح مع الحروب بالطريقة التي تحدث بها".

وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس إن "ترامب لا يريد أن تكون هذه الحروب على مكتبه كقضية ملحة" بعد توليه منصبه، ويبدو أن الشاغل الرئيسي الثاني في أجندة ترامب في الشرق الأوسط هو إيران. إن الاستراتيجية الأمريكية تجاه طهران أصبحت معقدة هذه المرة بسبب الدور الذي لعبته إيران مؤخرًا في الأحداث الإقليمية.

وسوف يواجه ترامب الشرق الأوسط المتقلب الذي يهدد بالانزلاق إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا لا يجر إيران وإسرائيل فحسب، بل أيضا الولايات المتحدة، وهناك تكهنات بأن ترامب قد يعيد فرض "سياسة الضغط الأقصى" من خلال فرض عقوبات مشددة على صناعة النفط الإيرانية بينما يعطي الضوء الأخضر لخطط إسرائيل لضرب المواقع النووية ومنشآت الهيدروكربون وإجراء "اغتيالات مستهدفة" ضد أهداف إيرانية.

وخلال فترة ولايته الأولى، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي قيد البرنامج النووي لطهران مقابل فوائد اقتصادية.

وأثرت إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018 على صادرات إيران النفطية، مما أدى إلى خفض عائدات الحكومة وإجبارها على اتخاذ خطوات غير شعبية مثل زيادة الضرائب وتشغيل عجز كبير في الميزانية، وهي السياسات التي أبقت التضخم السنوي بالقرب من 40 في المائة.

ورغم عدم اكتراثها المعلن بنتائج الانتخابات الأمريكية، فإن إيران تبدو حذرة من أي تشدد محتمل في السياسات الأمريكية وفي ظل وجود رئيس أكثر اعتدالًا في طهران، وفي مواجهة ضغوط اقتصادية واجتماعية محلية، فإن إيران قد تسعى إلى إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، ويقول دون: "إن العداء العلني تجاه النظام الإيراني، والاستعداد الخاص لإبرام صفقة، يبدو أنه من المرجح أن يميز ولاية ترامب الثانية.

وبينما يتعامل ترامب مع الحرب في غزة ولبنان والتحدي الذي تشكله إيران، فلن يكون بوسعه تجاهل الفلسطينيين كما فعل خلال ولايته الأولى. إن إنهاء الحروب الإسرائيلية لن يعني حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي تهنئته لترامب على فوزه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء إنه واثق من أن الرئيس الأمريكي الجديد سيدعم "التطلعات المشروعة" للفلسطينيين لإقامة دولة.

ولكن العديد من الخبراء أقل تفاؤلًا، إذ يرون أن ترامب يميل إلى الاتجاه الآخر. فقد كتب تشارلز دون مؤخرًا في مركز واشنطن العربي: "إن المقترحات التي طرحت داخل النظام السياسي الإسرائيلي لإعادة احتلال غزة أو حتى إنشاء مستوطنات جديدة هناك قد تجد أذنًا صاغية في المكتب البيضاوي".

وسوف يرتبط موقف ترامب المستقبلي من القضية الفلسطينية بشكل مباشر بمساعيه المحتملة نحو اتخاذ خطوات جديدة نحو "التكامل الإقليمي" لإسرائيل. 

فعندما كان ترامب في البيت الأبيض آخر مرة، أشرف على توقيع اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. 

ولكن هذه الصفقات الدبلوماسية لم تفعل شيئا لتعزيز إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة. ويبقى أن نرى الآن ما إذا كان بوسعه الانفتاح على فكرة الدولة الفلسطينية إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومن المتوقع أن يواصل ترامب هذا النهج التعاملي مع دول الخليج العربي.

ولكن سيتعين عليه التعامل مع منطقة الخليج التي لديها شراكات اقتصادية وعسكرية متنوعة، من بينها الصين وروسيا. وسوف تتفاوض الدول الرئيسية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، بجدية للحفاظ على مصالحها الأمنية. 

وفي حين تسعى الرياض إلى إبرام اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن تتراجع عن مطلبها بأن يكون قبول إسرائيل لمسار موثوق نحو إقامة الدولة الفلسطينية شرطا مسبقا للتطبيع.

بالنسبة لقطر، من غير المرجح أن تختفي الانتقادات الموجهة إليها بسبب علاقاتها مع حماس، على الرغم من دورها كوسيط في هدنة غزة، في ظل إدارة ترامب المدعومة من مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

ويقول حسن الحسن، زميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين: "قد تثبت هذه العلاقات أنها تشكل عبئا في ظل حكم ترامب"، مضيفًا "ربما يشعرون بقلق بالغ بشأن ما قد سيكون عليه ترامب في ولايته الثانية".