السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مجلة أجنبية: التحديات لا تزال قائمة أمام تطبيق الديمقراطية الأمريكية في الشرق الأوسط

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة مودرن دبلوماسي أن منطقة الشرق الأوسط تمثل لعنة لأي محاولة لتجذير الديمقراطية على الطريقة الغربية فيها، وخاصة الديمقراطية الأمريكية وعلى هذا النحو، يظل هناك سؤال عالق في الحوار العالمي حول الديمقراطية: لماذا فشلت الولايات المتحدة في ترسيخ مبادئها الديمقراطية في هذه المنطقة المضطربة على الرغم من وجودها الطويل الأمد؟.

وأشارت المجلة إلى أن التعمق أكثر في تعقيدات بنية الشرق الأوسط يكشف عن مجموعة معقدة من العوامل، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، طبيعة الأنظمة السياسية، والتعقيدات الدينية، والانتماءات القبلية، والاختلافات الثقافية، والتي تمثل بلا شك حجر عثرة كبير بين مبادئ الديمقراطية الأمريكية والشرق الأوسط بالإضافة إلى ذلك، تواجه المنطقة عقبات فريدة من نوعها تعيق التبني السلس للمبادئ الديمقراطية الأمريكية.

وتكشف نظرة أكثر تعمقًا عن وجود اختلاف كبير في العقلية والقيم في جوهر هذه المسألة كما يمكن القول إن الديمقراطية الأمريكية، المتجذرة في مبادئ العلمانية والحكم الليبرالي والحقوق الفردية، تتناقض بشكل صارخ مع التأثيرات الدينية والروحانية وبعض الأبعاد الطائفية السائدة في العديد من مجتمعات الشرق الأوسط وفي المجتمعات العربية، كثيرًا ما يواجه الحكم العلماني، المنفصل عن السلطة الدينية، بالتشكيك والمقاومة، خاصة في المناطق التي يلعب فيها الدين دورًا مركزيًا ونشطًا في الحياة العامة. 

ويتمتع الدين الإسلامي، كحالة خاصة، بتأثير كبير على الفكر السياسي والحكم في الدول العربية ولذلك فإن معظم دول الشرق الأوسط تتبع المبادئ الإسلامية مثل الشورى ويعد اتخاذ القرار الاستشاري والاجتهاد نموذجين بديلين للحكم، وهذا الفكر الديني والسياسي يختلف إلى حد كبير عن المعايير الديمقراطية الأمريكية. وهكذا، يرى العرب أن مفهوم الديمقراطية العلمانية لا يتوافق مع معتقداتهم الدينية وهويتهم الثقافية.

وهناك عامل آخر يزيد من تعقيد مشهد الحكم في الشرق الأوسط وهو الولاء القبلي وغالبًا ما تحل الانتماءات القبلية محل الولاء للدولة وتشكل ديناميكيات السلطة والولاءات السياسية ونتيجة لذلك، ففي كثير من الحالات، تكون الأنظمة السياسية جزءا لا يتجزأ من شبكات المحسوبية والروابط العائلية، وهو ما يختلف عن مبادئ الديمقراطية التمثيلية. 

ومن ثم، فإن الوجود الواسع النطاق للقبلية يعزز هياكل السلطة القائمة في هذه المنطقة ويعوق إنشاء مؤسسات ديمقراطية شاملة وخير مثال على ذلك هو اليمن.

غالبًا ما يمارس زعماء القبائل اليمنية تأثيرًا على المجتمعات المحلية، وفي معظم الحالات يحددون الولاءات السياسية وتوزيع الموارد وبالتالي إدامة التحولات في السلطة التي تهمش فئات معينة من المشاركة في العملية الديمقراطية.

علاوة على ذلك، فإن الافتقار إلى روح ديمقراطية قوية وتعليم مدني يمثل عقبة كبيرة أمام جهود التحول الديمقراطي في المنطقة العربية وأغلب أجيال دول الشرق الأوسط تفتقر إلى الوعي المدني والمؤسسات الديمقراطية الضرورية لدعم الديمقراطية.

ولفهم هذه القضية الهامة بعمق، قام الباروميتر العربي بدراسة الديمقراطية والمشاركة المدنية في الشرق الأوسط وتناولت هذه الدراسة مختلف القضايا السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحكم الديمقراطي والمشاركة المدنية وكشفت النتائج عن فجوة مذهلة في المعرفة العامة وفهم المبادئ الديمقراطية. وتؤكد مثل هذه القضايا الحاجة الماسة إلى تدخل كبير لتعزيز ثقافة القيم الديمقراطية بين مواطني تلك الدول.

واضافت المجلة: "إن التحدي الآخر الذي يواجه تطبيق الديمقراطية الأمريكية هو العوامل الاقتصادية ويمكن القول إن عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والبطالة، والافتقار إلى الفرص الاقتصادية تساهم بشكل كبير في الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي، مما يقوض الجهود المبذولة لبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية في المنطقة. في معظم الحالات، حافظت الأنظمة الديكتاتورية على سلطتها من خلال استغلال الموارد الاقتصادية وقمع المعارضة من خلال شبكات المحسوبية ورأسمالية المحسوبية".

كما تعد التهديدات الأمنية الخارجية والحروب الأهلية والصراعات الداخلية المستمرة من التحديات الأخرى التي تعيق تطبيق الديمقراطية الأمريكية في الشرق الأوسط، على سبيل المثال الصراعات المستمرة بين إسرائيل وفلسطين. وساهمت هذه الصراعات التي طال أمدها في ترسيخ عدم الثقة والعداء بين سكان الشرق الأوسط إلى حد كبير وبينما ينغمس الباحث في تعقيدات الشرق الأوسط والفشل في تجذير الديمقراطية الأمريكية، فمن الضروري أن يدرك السياق التاريخي للمنطقة والديناميات الجيوسياسية في المنطقة.