لماذا تقترب أسعار النفط من عتبة الـ90 دولارا للبرميل؟

واصلت أسعار النفط، ارتفاعها لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 5 أشهر حول مستوى 90 دولارًا للبرميل، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بنسبة 0.24% حتى كتابة هذه السطور، ويتم تداول خام برنت بسعر 89.085 دولارًا للبرميل، بينما يتم تداول الخام الأمريكي بسعر 85.053 دولارًا للبرميل على ارتفاع، ويأتي هذا بعد أن قررت أوبك وحلفاؤها (أوبك+) الإبقاء على قيود الإنتاج كما هي.

ووفقًا لموقع أويل برايس، المتخصص في شؤون الطاقة، اختار وزراء أوبك+ عدم تغيير تخفيضات الإنتاج الحالية خلال مؤتمرهم الافتراضي المنعقد أمس الأربعاء وهذا يعني أنه حتى يونيو/حزيران، سيكون إنتاج النفط أقل بنحو مليوني برميل يوميًا.

مفاجأة المخزون الأمريكي

وأظهرت بيانات رسمية من الولايات المتحدة زيادة طفيفة في مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، متحدية توقعات الصناعة بالانخفاض، لكن مخزونات البنزين تشير إلى تراجع.

وبعيدًا عن الأسعار الحالية، تشير المؤشرات إلى التفاؤل في سوق النفط، ومع التحول في التركيز من الحماية ضد تخفيضات الأسعار (التي تكون متكررة بالنسبة للمنتجين) إلى الزيادات المحتملة في الأسعار، فإن تجار الخيارات يتحوطون ضد ارتفاع الأسعار أكثر فأكثر، وهذا يتوافق مع الهيكل الحالي للسوق، الذي يفضل الأسعار الأعلى.

عوامل العرض تدفع الأسعار للأعلى

وشهد هذا العام ارتفاعًا في أسعار النفط نتيجة لعدد من الأسباب، وتشمل هذه المشاكل الحرب في أوكرانيا، والتوترات في الشرق الأوسط، وتخفيضات الإنتاج من قبل أوبك +، وغيرها من المشاكل في جانب العرض مثل حظر التصدير الأخير الذي فرضته المكسيك.

مخاوف المستهلكين

وأصبح كبار عملاء النفط، بما في ذلك الهند، يشعرون بالقلق إزاء الارتفاع المفاجئ في الأسعار، وهناك أبدى المسؤولون قلقهم وألمحوا إلى التدابير الممكنة في حالة استمرار التكاليف الباهظة للطاقة.

وارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس وسط مخاوف بشأن نقص الإمدادات مع استمرار المنتجين الرئيسيين في تخفيضات الإنتاج، إلى جانب مؤشرات على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو-حزيران 15 سنتًا بما يعادل 0.2 بالمئة إلى 89.51 دولار للبرميل عند التسوية بحلول الساعة 0037 بتوقيت جرينتش. 

وفي الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر مايو أيضًا زيادة بنسبة 15 سنتًا، أو 0.2 بالمائة، لتصل إلى 85.59 دولارًا للبرميل.

وسجل كل من عقد برنت لشهر يونيو وعقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر مايو مكاسب على مدى الأيام الأربعة الماضية، ليغلق يوم الأربعاء عند أعلى مستوياته منذ نهاية أكتوبر.

وجاء ارتفاع أسعار النفط في أعقاب الهجمات الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية، مما أدى إلى انخفاض إمدادات الوقود، بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مخاوف بشأن احتمال توسع الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة ليشمل إيران، مما قد يعطل الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال اجتماع عقد يوم الأربعاء، اختار كبار وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، الحفاظ على سياسة إنتاج النفط دون تغيير. كما حثوا بعض الدول على تعزيز الالتزام بتخفيضات الإنتاج، مشيرين إلى أن بعض الأعضاء سيعوضون الزيادة في الإمدادات في الربع الأول.

كما ساهمت التعليقات الأخيرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والتي أعرب فيها عن الحذر بشأن رفع أسعار الفائدة في المستقبل، في المعنويات الإيجابية في سوق النفط. واعتبرت تصريحات باول انعكاسًا للنمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط حيث تعهدت إيران بالانتقام من إسرائيل بسبب الهجوم الذي وقع يوم الاثنين، مما أدى إلى مقتل عدد من كبار العسكريين الإيرانيين، وتقف إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، في مركز هذه المخاوف الجيوسياسية.