الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| طارق لطفي: تقديم دراما شعبية تحدي وليس "لعب على المضمون".. و"العتاولة" مسلسل "متعوب عليه"

الرئيس نيوز

طارق لطفي في حواره لـ “الرئيس نيوز”:

- أحمد السقا وباسم سمرة "عتاولة تمثيل".. والمسلسل مبارزة فنية بين جميع الزملاء 

- ردود الفعل على الحلقات الأولى أسعدتني و"العتاولة" وضع نفسه على خريطة الجمهور

- مشاهد الأكشن مصنوعة بحرفية شديدة وصورنا مشهد الفرح في 3 أيام 

- شخصية "خضر" في "العتاولة" لا تشبهني واستعنت بتفاصيلها من الواقع

- أتمنى أن أنقل نجاحي سينمائيا مع أحمد السقا إلى الدراما 

- الدراما غير ملزمة بعدد حلقات ثابت ولا أهوى تقديم رسائل مباشرة 

- الجمهور أصبح أكثر قسوة من النقاد وهذا يلزم الفنان بحسن اختيار أعماله

- غبت عن العروض الخاصة لفيلم "السيستم" بسبب انشغالي بتصوير المسلسل

- الدراما قادرة على تحسين واقع المجتمعات وتوعية المواطنين 

- معطيات سوق الدراما ووسائل العرض تغيرت ولا فرق بين العرض الحصري والمتزامن

بعد عدة بطولات تليفزيونية ونجاحات متعددة دراميا، يعود النجم طارق لطفي هذا العام بمسلسل "العتاولة" الذي يشارك في بطولته بحانب النجوم، أحمد السقا، باسم سمرة، صلاح عبدالله، زينة، مي كساب، ونخبة من النجوم، والعمل من تأليف هشام هلال، وإخراج أحمد خالد موسى.

طارق لطفي في شخصية “خضر” 

في حوار خاص لـ"الرئيس نيوز"، تحدث الفنان طارق لطفي حول مسلسل "العتاولة" الذي يشارك به في الموسم الدرامي الرمضاني 2024، ويعرض حصريا عبر شاشات "mbc" ومنصة "شاهد"، كاشفا تفاصيل استعداداته للشخصية، وكواليس التصوير داخل لوكيشن العمل، بالإضافة لشكل تعاونه مع أبطال المسلسل أحمد السقا، وباسم سمرة وصلاح عبدالله، وباقي فريق العمل.

كما تطرق الحوار إلى الحديث عن دور الدراما، واختياراته الفنية خلال السنوات الأخيرة. وإلى نص الحوار..

في البداية.. بعد تقديم عدد من البطولات الدرامية المطلقة.. تعود هذا العام لتقديم مسلسل "العتاولة" بطولة مشتركة.. ما الدافع لذلك؟
بداية وكما تعرفني، أفضل دائما تقديم أعمال بطولة مشتركة "جماعية" وهذا متوفر في مسلسل "العتاولة"، فكرة أن يكون بجانبك في عمل واحد كل هذا الكم من النجوم وأصحاب الموهبة (أسماء تقيلة جدا في مجالنا)، هذا الأمر في حد ذاته يجبرك على المشاركة ويضيف لأي فنان يشارك في العمل، وستجد أنه لا يوجد مشهد واحد أو حتى (ريأكشن) أقل من المطلوب، لأن الجميع يتنافسون على تقديم شخصياتهم على أكمل وجه، وسيشاهد الجمهور في مسلسل "العتاولة" مبارزة فنية مميزة جدا وأداء راقي من جميع الزملاء الموهوبين، وحقيقة شعوري بالعمل معهم كان ممتع للغاية والمنافسة بيننا تضيف للعمل وتصب في صالحنا جميعا، وبصفة شخصية إذا خيرتني بين بطولة مطلقة، وبين عمل يشارك في بطولته أسماء لفنانين كبار وموهوبين، فالاختيار سيكون للبطولة الجماعية.

مشهد من “العتاولة” 

هل تعتبر اللجوء للدراما الشعبية نوع من الاستسهال والسعي خلف النجاح المضمون؟

لا يوجد عمل فني واحد يضمن نجاحه قبل العرض سواء كان شعبي أو غيره، وبرغم أن مسلسل “العتاولة” ينتمي للدراما الشعبية، إلا أنه مليء بالدراما ومتنوع الأحداث، ولم نستسهل في تفاصيله، وستجد أنه دراما شعبية (متعوب عليها) وليست للاستهلاك فقط، وبحكم متابعتي فهناك مسلسلات شعبية كثيرة لم تحقق نجاحا، وبرغم أنها تجربتي الأولى في الدراما الشعبية، إلا أنني عشت في تفاصيلها وتجهيزاتها وأعرف جيدا المجهود المبذول لخروج العمل بصورة جيدة ومختلفة عن أي دراما شعبية أخرى.

ماذا عن ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل؟

الحمدلله ردود الفعل إيجابية جدا من الحلقة الأولى، وانطباعات الجمهور وإشاداته بالمسلسل أسعدتنا جميعا كفريق عمل، لأننا شعرنا منذ الوهلة الأولى بانجذاب الجمهور للعمل ووضعه ضمن خريطة متابعتهم خلال موسم دراما رمضان.

شخصية “خضر” بظروفه وتفاصيل حياته جديدة تماما عليك.. كيف خرجت بهذا الأداء؟

بشكل شخصي أتعامل طول الوقت مع الواقع كمتابع، طوال الوقت في كل مكان سواء كنت في عمل أو خارجه أتابع الشخصيات وأرصد النماذج، وأجمع تفاصيلها وأضعها في ذهني وذاكرتي، حتى يأتي الوقت الذي يمكن أن استعين بهذه التفاصيل في شخصية درامية، ولأنني أول مرة أقدم شخصية شعبية، كان هناك تحدي كبير مع نفسي، واستعنت بالمخزون الذي جمعته طوال حياتي من الواقع لتقديمه في شخصية “خضر”.

ما الذي يشبهك في شخصية “خضر”؟
أي شخصية أقدمها في أي عمل فني لا يجب أن تكون تشبه شخصيتي الحقيقية، ودائما أسعى لاختيار أدوار وأعمال بعيدة عن طبيعتي، وأكثر ما حمسني لها أنها مختلفة تماما عن الأدوار التي قدمتها من قبل، فطبيعة الدور مختلفة تماما وجديدة في طبيعتها وشكلها وأدائها، والعمل مزيج ما بين الدراما والأكشن بطابع اجتماعي، وأعتبر أن هذا الدور يشكل تحديًا بالنسبة لي، لأن الشخصيات الشعبية لها خصائص أخلاقية معينة وتتمتع بالشجاعة، ولغة جسد معينة، ومصطلحات رائجة، فشخصية "خضر" مختلفة عما قدمته في الأدوار السابقة، وهي شخصية "حية" بها الخير والشر، ولكن الشر يغلب عليها بصورة أكبر بسبب الظروف التي يمر بها خلال الأحداث، وبالنسبة لي شخصيات الشر أمتع فى التمثيل، وتترك بصمة حقيقية لدى الجمهور سواء بالسلب أو بالإيجاب (لكنها فى النهاية تترك بصمة)، بالإضافة إلى أنها تشبع رغبات الفنان، والإفيهات التى يقولها الفنان فى أدوار الشر يحفظها الجمهور ويرددها دائمًا فى مواقف مماثلة، ولكنى أحب التنوع بين الخير والشر.

كيف كانت الاستعدادات للشخصية وللعمل بشكل عام؟
بشكل شخصي دائما أكتب ملحوظات على الورق طوال الوقت خلال مرحلة القراءة، وعندما اجتمع مع الصناع سواء الكاتب أو المخرج، أطرح رؤيتي فيما دونته خلال مرحلة القراءة، وهذه الروح أتعامل بها دائما في كل أعمالي، ويجب أن يقتنع الجميع قبل أن نصور المشهد برؤية جماعية للفريق، حتى ينعكس هذا الاقتناع على المشاهد نفسه، هذا بالنسبة للشخصية على الورق، أما بالنسبة لشكل وملامح الشخصية والأداء، فهذا أيضا يستغرق وقت في التجهيز، وأتعاون خلاله مع المخرج، والشكل الذي ظهر في البروموهات والبوسترات استغرق وقت طويل جدا للاستقرار عليه، والحمدلله فوجئت برد فعل جيدة جدا لأن الجمهور لم يشاهدني بهذا الشكل والملامح من قبل في أي عمل فني، وتحمست لفكرة حلق الرأس لأن هذه الملامح تشبه الشخصية المرسومة في السيناريو.

وما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟ 

حقيقة التصوير كان كله صعوبات، منها على سبيل المثال كثرة السفر والتنقل، بالإضافة إلى مشاهد الأكشن كانت مرهقة جدا، وطول مدة التصوير أيضا، فمثلا صورنا مشهد واحد وهو مشهد الفرح على مدار 3 أيام متواصلة بين النهار والليل، ولكن كل هذه الصعوبات تهون عندما أتابع ردود فعل الجمهور وسعادته بما نقدمه.

تعاونت من قبل مع أحمد السقا سينمائيا.. كيف كان التعاون دراميا في "العتاولة"؟
أحمد السقا صديق مقرب جدا منذ زمن، ومسيرتنا بدأت في وقت متقارب، وحققنا نجاحا سينمائيا معا في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي حقق نجاح كبير جدا أنذاك، وحقيقة العمل مع أحمد السقا ممتع ومرهق، ممتع لأنه فنان موهوب وهناك تفاهم كبير بيننا، ومرهق لأنه يسعى لتقديم أفضل ما لديه للجمهور، ومن الممكن أن نعيد المشهد أكثر من مرة ليخرج في أفضل صورة.

ماذا عن التعاون مع باقي الأبطال وعلى رأسهم باسم سمرة وصلاح عبدالله؟
فريق العمل بالكامل من الموهوبين ويمكن وصفهم بـ "عتاولة تمثيل"، وكنت أستمتع بالوقوف أمامهم في كل مشهد، فجميعهم مميزون ومن أجيال مختلفة ومدارس تمثيلية متنوعة، بداية من صلاح عبدالله أستاذنا جميعا، والذي يقدم أداء فوق الوصف، أيضا باسم سمرة لديه طاقات تمثيلية كبيرة ومع كل عمل يظهر مناطق جديدة وفي هذا العمل سيشاهده الجمهور في مبارزات تمثيلية بجميع مشاهده، وأيضا الزميلات زينة ومي كساب وباقي الزملاء كانوا على قدر كبير من المسؤلية لتقديم أفضل ما لديهم. 

كيف تصنف مسلسل "العتاولة" وسط المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام؟
العمل دراما شعبية اجتماعية تشويقية ممزوجة بالأكشن، والتشويق للأحداث المتتالية يجذب الجمهور ويجعله يطرح التساؤلات طوال الوقت، وينتظر إجابات قد تتوافق مع شخصيته أو حتى لا تتوافق، ولو لم تكن الدراما تشويقية سيشعر المشاهد بالملل، حتى في الموضوعات الاجتماعية والكوميدية وأي طبيعة عمل درامي تتجاهل التشويق لا تجذب الجمهور، والعمل 30 حلقة محكمة في الكتابة والإخراج وجميع التفاصيل، أما عن المنافسة فهي في صالح الصناعة ولكل عمل طبيعته وحكايته المختلفة عن الأخر.

دائما تميل لاختيار الأعمال التي تحث على التفكير وتتجنب الرسائل المباشرة.. ما السر في اتجاهك لهذه النوعية من الأعمال الدرامية؟
لأن الرسالة تصل للمشاهد بشكل أكبر وأسرع عندما يفكر، وفي ظني أن الرسائل المباشرة دائما أقل تأثيرا وأبطأ وصولا للجمهور، والأعمال التي تعمل العقل وتشرك المشاهد في التفكير يرتبط بها بكشل أسرع وأكبر، وتصل رسالتها بصورة أعمق، وأرى أن أحد أبرز عيوب أي موضوع درامي هو أن يكون مباشرا، والميزة أن تشرك المشاهد معك بعقله.

بعد تقديم دراما الـ 15 حلقة ونجاحك بها.. لماذا تعود لتقديم مسلسل 30 حلقة؟
الدراما غير ملزمة بأي عدد ثابت من الحلقات، فكل حكاية بتفاصيلها وأحداثها قد تستوعب 10 حلقات أو أقل أو أكثر، وهذا يتوقف على الموضوعات التي يتم طرحها ومناقشتها في العمل الدرامي، والعام الماضي قدمت مسلسل "يوميات زوج" في 15 حلقة لأن العمل لم يستوعب عدد حلقات أكبر، أما هذا العام فمسلسل "العتاولة" به أحداث وتفاصيل تستوعب أن يخرج في 30 حلقة دون أن يشعر المشاهد بالمط أو التطويل، فطالما السيناريو كان محكما كل مشهد به حدث جديد وتفصيلة مهمة، فما المانع من تقديم المسلسل في 30 حلقة!.

هل الدراما قادرة على تغيير واقع المجتمعات للأفضل؟
بالطبع، دور الدراما في المجتمع خطير جدا ومؤثر فوق ما يتخيل أي شخص، والواقع أن تأثير الدراما في المجتمع وعلى الجمهور أكبر بكثير من التوجيه والنصيحة المباشرة، فالدراما قادرة على التوجيه والتثقيف والتوعية والتأثير في الرأي العام وتنوير المجتمع، والعكس أيضا صحيح فمن الممكن أن يكون تأثير الدراما سلبي وضد المجتمع ومضر بالأخلاق، لأن أحيانا يحدث تقليد سلبي لبعض النماذج الدرامية، ولذلك علينا أن نستخدم الدراما في الارتقاء بالمجتمع، ويجب أن يتمتع أي فنان بالقدر الكافي من الضمير والوعي.

هل تفضل العرض الحصري للأعمال أم العرض المتزامن؟

بشكل شخصي لا أفضل العرض الحصري، ولكن معطيات السوق تغيرت وأصبحت المنافسة بين القنوات والمنصات على الأعمال الحصرية، وفي النهاية الجمهور يختار الأعمال الأقرب إليه، وعندا يرتبط بعمل معين يتابعه ويبحث عنه، ولذلك لا أتخوف ولا أرفض فكرة العرض الحصري، خاصة أن كافة القنوات مفتوحة للجمهور يختار ما يناسبه.

هل تعاني كفنان في مرحلة اختيار أعمالك؟
بالطبع أعانى جدا، لأنى دائما أعشق العمل بمزاج، وأقدم الأدوار التى تستهوينى، ولكن بعد حصولى على فرصة البطولة الرئيسية أصبح الأمر أكبر وأصعب بكثير من الماضى، خاصة أن الجمهور أصبح شديد القسوة أكثر من النقاد، وهذا يجعلنى أستعد لتجهيز مسلسل العام القادم مبكرا، وأستقر عليه من الآن رغم عدم انتهائى من تصوير مسلسلى الحالى، فالجمهور لا يرحم أحدا، والدليل على ذلك وجود أحد النجوم الذى نجح لمدة ٤ أعوام على التوالى وأبهر الجمهور بما قدمه، ولكن لم يحالفه الحظ في عمل ما، وفوجئت بحملات هجوم شديدة القسوة من الجمهور والنقاد، متناسين ما تم تقديمه على مدار السنوات السابقة، وهذا يصيب الفنانين بالرعب والقلق، ولكنه يساهم بقدر كبير فى سعيهم لتقديم أعمال مميزة.

أخيرا.. ماذا عن التصوير في لبنان؟
لبنان بلد جميل جدا وبها أماكن تصوير مميزة، وتتوافق مع قصة العمل، على أن يتم تصويره في أماكن مناسبة تظهر للجمهور المناطق الجمالية في الصورة والمشاهد التمثيلية، سينعكس الأمر على الشاشة، وايضا صورنا في الإسكندرية وأماكن التصوير في العمل من أكثر ما يميزه.