خبير اقتصادي يكشف سبب الارتفاع الكبير للدولار في السوق السوداء

أكد الدكتور مدحت نافع؛ أستاذ التمويل والخبير الاقتصادي؛ أن أزمة الدولار موجودة لأن فاتورة الاستيراد أكثر من التصدير ولأن هناك ديون خارجية تحتاج إلى السداد بالعملة الأجنبية.

وقال نافع خلال برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور": "55 من واردات الدولة تذهب إلى مدخلات الإنتاج من أجل التصنيع؛ وحتى نحل هذه المشكلة المزمنة يجب أن نتحرك في مسارين؛ والمسار الأول هو زيادة الإنتاج والإنتاجية وتقليل الاستيراد والانكشاف على العالم الخارجي سواء في الديون او الاستيراد".

وأضاف: "يجب أن نسير في هذا الاتجاه بحيث نزيد من الاعتماد على الإنتاج المحلي وهو مسار طويل ومتوسط الاجل؛ والمسار الآخر له علاقة بالسياسة المالية والنقدية؛ طالما لدينا سعرين للصرف سيكون لدينا مشكلة في جذب رؤوس الأموال بالدولار وعلى العكس هناك طرد حاليا لبعض العلامات التجارية وحتى واردات المصريين بالخارج انخفضت بنسبة 30%".

وتابع: "هناك سعر غير واقعي للدولار لأنه غير موجود في البنوك ولذلك يتجه الناس لتوفيره بأي ثمن؛ وأي حل عنيف أو استخدام الحلول الأمنية لن يجدي؛ سيكون هناك نظم مختلفة للاحتيال ولو فقد المتعاملين في السوق السوداء الامن سوف يخرجون تماما والدولار لن يدخل إلى البلاد".

وواصل: "يجب أن يكون هناك محفزات وصندوق النقد الدولي يخبرنا دائما بانه يجب ان تعامل مع التضخم؛ التضخم عقاب جماعي وحين يصل إلى 33% العام الماضي هذا يعني أننا نخبر المستثمر الأجنبي لا تأتي إلى مصر".

وأكمل: "مصادرنا من الدولار معروفة؛ وهذه المصادر كلها لأسباب خارجة عن السوق السوداء هناك عوام خارجية تهددها؛ لدينا ازمة جيوسياسية في غزة وفي البحر الأحمر؛ ورئيس هيئة قناة السويس أشار إلى أن 30% من الإيرادات تراجعت بعد الازمة الأخيرة".

وذكر: "طالما هناك سعرين للدولار؛ المصريين للخارج سوف يلجؤون إلى الخيار الذي يمنحهم عائد أكبر وهو التعامل بالدولار بسعر السوق السوداء وليس سعر البنك".

وتعاني البلاد من ندرة في العملة الأجنبية وسط تراجع في العائدات الدولارية وارتفاع لسعر العملة في السوق السوداء بشكل غير مسبوق.

وصل سعر الدولار في السوق السوداء إلى حد الـ 59 جنيه للدولار الواحد فيما يسجل الدولار في القطاع المصرفي 31 جنيه.