السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الرؤساء والفنانون.. علاقة مبارك بـ المنتصر بالله وأحمد بدير (4-6)

الرئيس نيوز

- عروض مسرحية على مسرح القصر الرئاسي بالعروبة 

- صداقات تجمع عائلة الرئيس بأهل الفن

- تدخل لحل أزمات الفنانين مع الرقابة

خلال الحلقات السابقة ضمن ملف "الرؤساء والفنانون.. حبال الود وعناقيد الغضب" رصدنا مدى علاقة رؤساء مصر السابقين مع أهل الفن، وكشفنا أبرز ملامح هذه العلاقة التي بدأت فعليا بعد ثورة 1952، وتطوراتها بمرور الزمن، في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومن بعده الرئيس السادات. 

وخلال هذه الحلقة نكشف عن أبرز ملامح علاقة الرئيس الراحل مبارك بأهل الفن، وأقرب النجوم والفنانين المقربين منه خلال فترة حكمه التي امتدت لثلاثون عاما.

نظرا لطول مدة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك والتي تصل إلى ثلاثون عاما، فقد كان عصره مليء بالتناقضات والتحولات في علاقته بالفنانين، وشهد الكثير من الأحداث والمواقف التي ترصد شكل العلاقة بين مبارك وأهل الفن، كما حرص الرئيس مبارك على الاقتراب من بعض الفنانين خلال فترة حكمه، كما ارتبطت أسرته بصداقات وعلاقات وطيد مع شريحة كبيرة من أهل الفن بأجيال مختلفة.

وخلال هذه الحلقة نرصد علاقة مبارك بعالم الفن، بوقائع ثابتة دامغة، تكشف الكثير من الشواهد خلال لقاءات الرئيس الراحل مبارك مع أهل الفن، أن مبارك هو الرئيس الأكثر تفاعلا مع عالم الفن لعدة أسباب أولها طول مدة حكمه، وتعاقب أجيال كثيرة من الفنانين خلال ثلاثون عاما تقريبا، ظهرت خلالها أجيال متعاقبة، كما كان لمبارك تدخلات شخصية في مواقف عدة، ترتبط بفنانين سواء بحياتهم الشخصية أو من خلال عملهم في الوسط الفني.

تردد أن من أقرب الفنانين إلى قلب الرئيس الراحل مبارك، هو الفنان الراحل المنتصر بالله، وذلك بعدما التقاه عام 1994 في إحدى الاحتفالات الوطنية، ثم التقاه مره أخرى خلال افتتاح مشروع توشكى، وقد نشر الكثير من الحكايات حول علاقة مبارك بالفنانين المنتصر بالله وأحمد بدير، ولكن أغلبها لم يثبت حقيقته، وقد علق الناقد الفني طارق الشناوي هذه الحكايات بأن أغلبها لم يعد كونه شائعات لا صحة لها، كاشفا أن العلاقة بين مبارك والمنتصر بالله وأحمد بدير لم تصل لمرحلة الصداقة كما كان يروج البعض.

فيما كشف الناقد طارق الشناوي، علاقة الفنان المنتصر بالله بالرئيس مبارك بعد ثورة 25 يناير، وتفى ما زعمه البعض بأن حسني مبارك كان يصطحبه في كل رحلات الطيران لتسليته، ونقل عن زميل المنتصر الفنان أحمد بدير، الذي تردد اسمه أيضا فى نفس الشائعة، أنهما لم يلتقيا بمبارك إلا مرة واحدة، أثناء زيارة خاصة لمدينة الإنتاج الإعلامي عند افتتاحها، ويومها طلب بدير من الرئيس الأسبق أن يركب معه الطائرة ورحب على الفور، وهو ما شجع المنتصر على أن يقول مداعبا: (ممكن واحد قبطي يركب الطائرة مع الرئيس؟)، مما أضحك مبارك.

وأضاف، الرحلة قطعا لم تستغرق سوى دقائق من مدينة أكتوبر حتى قصر الرئيس، ثم ودعهما عند الباب، وعادا بعربات الرئاسة، ومن بعدها لم يعرفا الطريق إلى القصر، تلك كانت شهادة بدير عن اللقاء الوحيد الذي جمعه والمنتصر مع مبارك.

أردف الشناوي: لكن المنتصر يذكر لقاءات أخرى بينهما في (توشكى) حيث استقل أيضا طائرة الرئيس، وأثناء الزيارة وجده يمسك بسمكة كبيرة، أبدى إعجابه، فقال له مبارك: (خلاص وانت مروح خد لك سمكتين) فرد على الفور: (طيب أضمن منين إنهم لن يحاسبوني على الوزن الزائد).

وختم، الحقيقة أنه في عيد ميلاد مبارك كان هو الفنان الوحيد الذي تتم دعوته، والباقي من رجال الدولة والقوات المسلحة، وذلك طبقا لشهادة المنتصر في حوار نشره بعد أشهر قليلة من ثورة 25 يناير، ردا على ما تم تداوله بعدها بأنه رافق مبارك في 225 رحلة طيران بالتمام والكمال، وكان تعقيب المنتصر: (هو مبارك ح يقضيها كلها في الجو).

كما كان مبارك يدعو بعض الفنانين لتقديم عروض مسرحياتهم في قصر الرئاسة، وكان على رأس هؤلاء الفنانين محمد صبحي، الذي عرض مسرحياته يقصر العروبة بناء علي طلب الرئيس وعائلته، وقد بدأت هذه العروض بمسرحية "تخاريف"، التي كانت تطرح في بعض فصولها الحكم الديكتاتوري في الدول العربية، ولكن هذا لم يغضب مبارك أو عائلته بل بالعكس اسعدتهم وذلك حسب رواية تؤكد أن الفنان هاني رمزي كان يبلغ زملاءه بمعهد الفنون المسرحية وقتها بمدي سعادة الرئيس من المسرحية، وكذلك سرده كيف كانت هذه المسرحية سببا مباشرا في صداقته لابني الرئيس علاء وجمال حتي اللحظات الأخيرة في الحكم.

أيضا الفنان عادل إمام كان من أشهر الممثلين الذين تربطهم علاقات وثيقة بالقصر ورجاله، حيث كان يعرض أيضا مسرحياته في قصر الرئاسة ولكن لم يحظ إمام بصداقة مبارك الأب بشكل كبير، ولكن الصداقة الحديدية كانت مع علاء مبارك تحديدا ثم يليه جمال، وقد وضحت قوة الصداقة بين الزعيم وعلاء مبارك، حينما أصيب الفنان سعيد صالح بمشكلة في القلب استلزمت نقله لمعهد ناصر، الذي رفض استقبال صالح، فما كان من ابنته إلا أن اتصلت بعادل إمام لينقذها من هذه الورطة، فأجري عادل إمام مكالمة هاتفية بعلاء مبارك، انتهت بقرار علاج سعيد صالح علي نفقة الدولة.

وكان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك حريص على الاطمئنان على الفنانين، فقد أمر بسفر طلعت زكريا للعلاج على نفقة الدولة وقت مرضه، ومن أشهر النجوم الذين ارتبط مبارك بعلاقة قوية بهم، آمال ماهر، وعمرو دياب، والمطربة لطيفة، وكل من غنوا له أمثال محمد ثروت وهاني شاكر وشيرين عبدالوهاب ولطيفة أوبريتات في المناسبات الوطنية ومنها "ياريسنا" و"اخترناه".

ويروي الفنان الراحل طلعت زكريا في لقاء تليفزيوني، أن المرض الذي تعرض له تسبب في كسره نفسيا، حيث تسبب المرض في أن يقوم ببيع كافة ممتلكاته من أجل الإنفاق على علاجه، وكذلك سانده بعض زملائه.

وفي ذلك التوقيت فوجئ زكريا بثلاثة رجال يدخلون إلى غرفته وينقلونه إلى المطار، حيث كانت هناك طائرة صغيرة في انتظاره كتب عليها "رئاسة جمهورية مصر العربية"، وعلم بعدها أنها طائرة خاصة بالرئيس مبارك كان يستخدمها في رحلاته العلاجية.

وأشار إلى أن الطائرة توجهت به إلى مصر، وتم نقله إلى مستشفى قصر العيني، حيث تلقى علاجه هناك، وبعدها أخبره مدير المستشفى أن الرئيس مبارك هو من تكفل بمصاريف علاجه ودفع 8 ملايين جنيه من أمواله الخاصة.

بعدها أصبح الفنان طلعت زكريا ضمن الفنانين الذين حظوا بزيارة مبارك حيث أصبح من النجوم المفضلين في السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما دفع مبارك لدعوة زكريا لزيارته في قصر الرئاسة في جلسة استمرت ثلاث ساعات، تحدثا خلالها في أمور عدة، وهو أيضا ما جعل طلعت زكريا يعلن عن حبه لمبارك برغم كل ما حدث، متذكرا له افضالا عليه في فترة مرضه.

بينما قال الفنان حسن يوسف، إنه دفع ثمنا باهظا لزيارته الرئيس الأسبق حسني مبارك في محبسه بالمستشفى قبيل رحيله، وأكد إنه ليس نادما على هذه، وكشف يوسف أنه خلال لقائه بالرئيس الراحل حسني مبارك سأله: لماذا لم تسافر خارج مصر؟ وقلت له هناك الكثير من الدول مستعدة لاستقبالك لتعيش فيها بصفة رئيس دولة، فرد علي قائلا: أنا خدمت بلدي وحاربت من أجلها ودافعت عنها ولا يمكن أن أغادرها أبدا وسأظل أعيش فيها حتى آخر يوم في عمري.