الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

هل يضع العصر الرقمي نهاية لاعتماد الحضارة الإنسانية على الورق؟

الرئيس نيوز

اعتمدت حضارتنا المعاصرة إلى حد كبير على الورق، ولكن العصر الرقمي يهدد تربع الورق على عرش الوسائط، والكتب والخرائط والمحتوى، كما يتخذ خطوات قوية نحو هيمنة الفيديو.

وقالت صحيفة ريسليانس دوت أورج إن بليني الأكبر (23 - 79 م) كان محاميًا وحاكمًا إقليميًا رومانيًا اشتهر بأنه جامع ما يمكن أن نسميه الموسوعة، وهي واحدة من أوائل الموسوعات وملأ الرجل 10 مجلدات تغطي علم الفلك والجغرافيا والأنثروبولوجيا وعلم الحيوان وعلم النبات والصيدلة وعلم المعادن بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المواضيع الفرعية وكان بليني من أوائل البشر الذين عرفوا شيئًا عن قيمة الورق للحضارة.

وغني عن القول إن الورق هو الذي جعل من الممكن أن تكون موسوعة بليني بأكملها متاحة لأولئك الذين يعيشون الآن بعد حوالي 2000 عام من وفاته ولو كان بليني قادرًا في ذلك الوقت على وضع موسوعته بأكملها على قرص مدمج أو محرك أقراص محمول ونسي إنشاء نسخة مطبوعة، فهل كنا سنعرف أي شيء عن موسوعته اليوم؟

تم الاحتفال بالذكرى السنوية الألفي لميلاد بليني العام الماضي باكتشاف بردية كاملة في مقبرة قديمة بالقرب من القاهرة تحتوي على نص من كتاب الموتى المصري، ويبدو أنه قد مر أكثر من قرن منذ اكتشاف آخر بردية كاملة من مقبرة عمرها أكثر من 4000 عام وهذه هي قوة البقاء لورق البردي.

وكان الجدل قد تجدد مؤخرًا حول أهمية الورق في الحضارة من خلال مقال برانكو ميلانوفيتش حول إلغاء الورق وهو يعتقد أن التاريخ يغرق ببطء تحت الموجات الإلكترونية التي تجلب لنا الآن جميع معلوماتنا اليومية تقريبًا بضغطة زر، ما يثير القلق أكبر إزاء الأدبيات العظيمة، وكتب التاريخ، والأطروحات العلمية، وحتى المعلومات في كتب الهندسة المدرسية التي تحمل المعرفة الأساسية التي تعتمد عليها حضارتنا التي تعتمد على التكنولوجيا في أداء وظائفها.

ويقر الباحثون اليوم بأننا كمجتمع استغنينا عن الورق في العديد من المهام الدنيوية مثل تذاكر الطيران والعروض المسرحية، والعديد من إيصالات الشراء، بل وبطاقات التهنئة التي أصبحت الآن إلكترونية في الغالب ويدرك كثيرون أن كتابة الكلمات والصور والبيانات وما إلى ذلك على الورق تعني قطع المزيد من الأشجار. 

ويسيطر نوع من التشكك في أقراص الفيديو الرقمية ومحركات الأقراص الصلبة والخوادم السحابية كوسائط حافظة للمعرفة للأجيال القادمة وقد تم الآن التخلص من الكثير من معرفتنا المكتوبة على الورق أو لم يعد يتم تحديثها في شكل مطبوع، كما أن حضارتنا التي تعتمد على الكهرباء سوف تتوقف عن الوجود ذات يوم، كما كان مصير كل الحضارات الماضية عندما يتم سحب القابس أخيرًا، وهذا يهدد بتبخر الكثير من معرفة حضارتنا مع توقف الإلكترونات عن التدفق.