الأربعاء 01 مايو 2024 الموافق 22 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ما الدور الذي تلعبه قطر في تطورات الحرب بقطاع غزة؟

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة فورين بوليسي أن أي جمع بين قطر ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لإدارة غزة ما بعد الحرب، على افتراض تخلي حماس عن السلطة من شأنه أن يضعف النفوذ الإقليمي الإيراني والروسي.

ويعتقد جيسون باك مؤلف كتاب "ليبيا والاضطراب العالمي الدائم" أنه بينما تستعر الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن قادة الغرب لديهم فرصة فريدة للتخطيط لإعادة تشكيل رقعة الشطرنج السياسية في الشرق الأوسط بشكل شامل.

ولأنه لا توجد نتيجة عسكرية بحتة قادرة على توفير الأمن أو الرخاء سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين، فإن الإخفاق في اغتنام الفرصة الدبلوماسية التي توفرها هذه الأزمة من شأنه أن يزيد احتمالات نشوب حروب في المستقبل.

ويتعين على الدبلوماسيين أن يستجيبوا للأحداث الجارية في ساحة المعركة، ولكن يتعين عليهم أيضًا أن يحاولوا تشكيلها.

واعترف قادة الاحتلال الإسرائيلي بأنه ليس لديهم مفهوم جديد أو رؤية واضحة لليوم التالي، ويحاولون استخدام الحرب لتدمير حماس ولكن استراتيجيتهم المفصلة هي ببساطة شكل أكثر جذرية من أشكال "قص العشب"، وسوف تسمح لنفس الديناميكيات الإقليمية بالظهور من جديد في مرحلة ما بعد الحرب، تمامًا كما حدث بعد الجولات السابقة من القتال بين إسرائيل وحماس أو الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.

ولا تخطط حماس وإيران وروسيا لإنهاء الحرب من خلال تأمين الأهداف الدبلوماسية، ويتهم الغرب حماس وإيران وروسيا بأنهم يعتزمون استخدام الحرب لتأجيج التوترات الإقليمية والعالمية، من أجل إبقاء الانقسام بين خصومهم ومع نهاية الحرب فإن غياب الحل الإقليمي وتصلب الانقسامات القائمة يشكل انتصارًا لحماس وإيران وروسيا، وفقًا للمجلة، وعلى هذا فإن الدبلوماسيين الغربيين الذين يخططون لليوم التالي للصراع يجدون أنفسهم في مواجهة الاختيار: إما الدفع نحو استخدام هذه الحرب لإضعاف أعدائهم فحسب، أو السعي إلى إعادة تشكيل تكتلات القوى القائمة في المنطقة.

فالأول من شأنه أن يؤدي إلى تصلب المعسكرات الثلاثة الموجودة في المنطقة: المعسكر المؤيد لإيران والمؤيد لروسيا (حزب الله وسوريا والحوثيين في اليمن)، والمعسكر المستعد للعمل مع تنظيم الإخوان، متمثلًا في قطر وتركيا وغرب ليبيا، والمعسكر المتشدد ضد الإخوان وإرهابهم متمثلا في الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل، وشرق ليبيا). 

وترجح المجلة أن المعسكر الأخير يمكنه أن يحقق إعادة صياغة مفاهيمية للمنطقة إلى محور من النظاميين المتحدين في رغبتهم في التعاون لمواجهة الاضطرابات ويمكن للدبلوماسيين الغربيين أن يحاولوا إزالة الدوافع الإقليمية للصراع من خلال سحب التجمع الحالي من الدول العربية الراغبة في العمل مع الإخوان (وتحديدا قطر وتركيا) بعيدًا عن صلاتهم بإيران وحماس.

كما ترجح المجلة أن قطر ستكون العمود الفقري في عملية إعادة التنظيم هذه، لأنها تحتل موقع الدولة المتأرجحة المحورية لنظام الشرق الأوسط بأكمله وقطر قادرة على التحدث مع حماس والإخوان والسلفيين في غزة ومع آيات الله في طهران، فضلًا عن علاقتها الجيدة، حديثًا، مع السعوديين وعلاقاتها الممتدة مع الأتراك وإسرائيل والولايات المتحدة وهذا هو السبب في أن جميع صفقات إطلاق سراح الرهائن تتم عبر الدوحة وإذا أمكن تشجيع القطريين على احتضان قوى النظام بشكل حاسم، فيمكن للمنطقة الخروج من الصراع الحالي وهي مستعدة لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، وفي وضع يمكنها من طرد وكلاء إيران من المنطقة.

إن دور الدبلوماسية الناضجة في مثل هذه الأوقات يتلخص في تجنب المزيد من المعاناة، واحتواء الفوضى، والسعي إلى دفع المقاتلين نحو الخيار الأقل سوءًا وبدلًا من الاكتفاء بإضعاف أعدائهما، يتعين على واشنطن ولندن استخدام قوتهما في عقد اللقاءات لإنشاء محور النظام وللقيام بذلك، يتعين عليهم أن يدركوا أن الطريق إلى السلام الإقليمي يمر عبر الدوحة في الوقت الراهن.