السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

اعتقال عهد التميمي.. ما قصة كل هذا السخط الإسرائيلي عليها؟

الرئيس نيوز

في إطار استمرار للاعتقالات اليومية التي تشهدها الضفة الغربية، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، الناشطة الفلسطينية عهد التميمي.

وأعلن جيش الاحتلال أن اعتقال الناشطة عهد التميمي (22 عامًا)، الطالبة في جامعة بيرزيت، من بيتها في بلدة النبي صالح بالضفة الغربية، جاء في أعقاب نشرها تهديدًا للمستوطنين عبر موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام، على حد زعمه.

وقال ناطق باسم جيش الاحتلال، إن عهد التميمي أوقفت للاشتباه بتحريضها على العنف، وأحيلت على قوات الأمن الإسرائيلية لمزيد من الاستجواب.

ونشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، منشورًا على منصة إكس، حيا فيه جيش الاحتلال لإلقائه القبض على عهد التميمي.

وذكر والد عهد تميمي في تعليق نشره عبر حسابه على فيسبوك، بأن جيش الاحتلال اعتقل ابنته وأنه صادر كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير وأجهزة الاتصال الخاصة بهم والاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش البيت وقلب محتوياته.

وظهر في فيديو تداوله رواد وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للحظة اعتقال الناشطة الفلسطينية عهد التميمي قيام جنود إسرائيليين باقتيادها من أمام منزلها، في قرية النبي صالح، مع وجود عدد من المدرعات الإسرائيلية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تداول صورة تظهر التميمي وهي جالسة على سريرها، يقف خلفها جندي إسرائيلي.

ونشرت والدة عهد التميمي مشاهد لمنزل الأسرة تظهر حالة المنزل بعد مداهمته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعرض لتخريب في الأثاث الداخلي.

وتعدّ عهد واحدة من المئات الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال بإطار حملة الاعتقال التي تشنها بالضفة الغربية، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

أيقونة فلسطين

عهد ابنة قرية النبي صالح، التي قضم جدار الفصل العنصري من أراضيها لصالح مستوطنة حلميش، شاركت منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضاً للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها، وكانت لا تتخلى عن المشاركة في المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في القرية ذاتها.

وأطلق عليها سابقًا لقب (أيقونة فلسطين) في أعقاب اعتقالها في 19 ديسمبر 2017، بعد انتشار مقطع فيديو تظهر فيه مع ابنة عمها نور التميمي، تقتربان من جنديين إسرائيليين، وتطلبان منهما مغادرة المكان، وتقومان بركلهما وصفعهما، في مشهد انتشر بشكل واسع عربيًا، ووصلت أصداؤه إلى العالم أجمع.

ثم أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية في سجن عوفر في رام الله، حكمًا بالسجن الفعلي 8 أشهر على الشابة، بتهمة إعاقة عمل ومهاجمة جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وحظيت محاكمة عهد التميمي التي أصبحت رمزًا للمقاومة الفلسطينية في الـ16 من عمرها لدى اعتقالها، بتغطية إعلامية كبيرة حينها.

ولاقت محاكمة عهد التميمي، تضامنا عالميا واسعا، وشُكلت لجان عالمية تطالب بإطلاق سراحها، وخرجت من سجون إسرائيل بعد أن قضت داخلها 8 أشهر.

وعقب إطلاق سراحها، باتت عهد التميمي أحد رموز المقاومة الفلسطينية، كما أصبحت ناشطة ومتحدثة عن حقوق الفلسطينيين ومعاناتهم.

عهد التميمي ومنذ طفولتها تعرضت، للإصابة ثلاث مرات برصاص الاحتلال، إضافة لإصابتها بكسر في يدها.

يذكر أن عهد ولدت في 31 يناير 2001 في الضفة الغربية، ولها مواقف كثيرة في تحدي سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ كانت في الحادية عشرة من العمر، عندما ظهرت لأول مرة في مقطع فيديو آخر تهدد جنديا إسرائيليا باللكم ما نال اهتماما شعبيا كبيرا.

وشاركت عهد التميمى عام 2018 فى فعاليات احتفالات عيد الإنسانية فى فرنسا، الذي تنظمه صحيفة لومانيتي كل عام خلال عطلة نهاية الأسبوع الثانية من شهر سبتمبر، وعادة ما يجمع كل التنظيمات اليسارية والقريبة منها، وكذلك الجمعيات الإنسانية.

وتُقام فيه بالإضافة إلى الندوات الثقافية العديد من الفعاليات، كالحفلات الغنائية والماراتون، كما أن العالم العربي حاضرًا بقوة من خلال الأحزاب اليسارية.

وتحدثت التميمي عن مآسي الأسرى الفلسطينيين وقالت يومها إن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون لانتهاكات عديدة من قبل قوات الاحتلال التي تفرض نفوذها بقوة على أراضي الفلسطينيين.

ومنذ بداية الحرب التي شنّتها إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر بعد هجوم حماس في إسرائيل، تنفّذ قوات الأمن الإسرائيلية عمليات دهم واسعة النطاق تعتقل خلالها فلسطينيين.

واستشهد أكثر من 150 فلسطينيا في الضفة الغربية بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.