السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| لماذا تعد "طوفان الأقصى" نقلة في قواعد اشتباك المقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي؟

الرئيس نيوز

فاجأت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، في ساعة مبكرة من صباح 7 أكتوبر، الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية جوا وبرا وبحرا أطلق عليها قائد أركان المقاومة محمد الضيف اسم "طوفان الأقصى".

“طوفان الأقصى” تعد نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وهو ما أكده أستاذ الاستراتيجيات في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء دكتور سامح أبو هشيمة، قائلا إن "هناك تطور كبير في العمل الاستخباراتي المتمثل في الخداع والتكتم، إلى الدرجة التي لم يتمكن فيها جهاز المخابرات الإسرائيلية من رصد أي إعداد للعملية وهو على عكس ما كان يحدث في السابق". 

وأكد اللواء الدكتور أبو هشيمة في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" أنها تتمثل في قدرة حماس على التوصل إلى وسائل متقدمة من الحرب السيبرانية إلى الدرجة التي تمكنت فيها من التشويش على عمل القبة الحديدية الدفاعية وهي منظومة دفاع جوي من طراز باتريوت وهي من أكثر الأنظمة الدفاعية تقدما في العالم وكانت تعد من مفاخر جيش الاحتلال، إلى جانب قدرة المقاومة على قطع الاتصال بين الوحدات العسكرية الإسرائيلية ورئاسة أركان جيش الاحتلال.

وأوضح الخبير العسكري أن هجوم حماس كان من أكثر من اتجاه جويا ممثلا في الرشقات الصاروخية، وعن طريق الإنزال الجوي اعتمادا على المظليين المستخدمين للطائرات الشرعية، فضلا عن الهجوم البحري والقدرة على استمرار تقديم الدعم العسكري للمقاتلين على الأرض، كل ذلك يعد نقلة نوعية في القدرات العسكرية لحماس. 

كما أكد اللواء أبو هشيمة أن طوفان الأقصى أحدث زلزالا في العسكرية الإسرائيلية، وأثبت تهاوي قدراتها إذا ما تم حصرها في المواجهة على الأرض، واستثناء القدرات الجوية المتمثلة في عمل المقاتلات الحديثة، لذلك من المؤكد أن جيش الاحتلال لن يقدم على اجتياح بري لقطاع غزة؛ لأنه يعرف كم ستكون النتائج كارثية في صفوف قواته، وأنه سيكتفي بالضربات الجوية. 

وقال إن البصمات الإيرانية إلى جانب التكتيكات القتالية التي كانت متبعة أثناء محاولات تقويض الدول السورية والجيش العربي السوري، واضحة على طوفان الأقصى، لكن ما تم بلا شك سيضع قواعد جديدة للقضية الفلسطينية، قائمة على الندية، واحترام جيش الاحتلال للمقاومة.

وأشار اللواء أبو هشيمة إلى أن تكتيك طوفان الأقصى يشبه كثيرا التكتيكات التي كانت متبعة في حرب أكتوبر المجيدة، وهذا يعكس عمق تأثير الجيش المصري على المحيط العربي والإقليمي، لافتا إلى أن تلك العملية لا يمكن تسميتها وفق علم استراتيجيات الحروب بأنها حرب بالمعنى الحرفي للكلمة لكنها تعد عملية محدودة مثل التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.

وبشأن تشديد جيش الاحتلال ضرباته الانتقامية في قطاع غزة، قال أبو هشيمة: “لا يمكن وصفها إلا بأنها انتقامية عشوائية، سيضطر الاحتلال إلى وقفها مع تطور المفاوضات التي تجريها مصر مع الطرفين، أما منع المساعدات الإنسانية فلا يمكن الاستمرار على تلك السياسة، لكن من الممكن أن تحدث تضيقات".