الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

كيف سيؤثر توسع البريكس على الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

يعتقد المحلل الاقتصادي سيث جيه فرانتزمان، في تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" أن انضمام دول جديدة إلى مجموعة دول البريكس في أعقاب القمة الخامسة عشرة لدول البريكس التي انعقدت في جنوب أفريقيا في أغسطس الماضي ستكون له تداعيات لافتة سيتابعها المراقبون عن كثب في المستقبل القريب، سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى السياسي.

وبالنسبة لإيران فإن هذا التطور يشكل أهمية كبيرة لأنها تراهن على أن المجموعة التي تتألف من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا سوف تتمكن من تغيير ميزان القوى العالمي ولطالما اعتقدت إيران أنه سيظهر عالم متعدد الأقطاب يتحدى النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ظهر في التسعينيات. 

وترى إيران أن البريكس جزء من النظام العالمي الجديد، ويمكن رؤية الأجندة الإيرانية في مقالة طويلة نُشرت مؤخرًا في وكالة أنباء فارس، وهي وسيلة إعلام مؤيدة للنظام تميل إلى ترديد استراتيجية النظام وأجندته طويلة المدى.

وخلال اجتماع عقد مؤخرا في جنوب أفريقيا، دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا زعماء 67 دولة إلى القمة كما أعلنت البريكس توسعها لتشمل الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. تبدأ العضوية لهم في يناير 2024.

ويوقل فرانتزمان: "من المستحيل ألا نرى أن مجموعة البريكس أصبحت الآن أكثر ارتباطا بالشرق الأوسط وهذا أمر مهم لأن الصين لاعب رئيسي وتريد رؤية المزيد من العلاقات مع المنطقة كما استخدمت الصين منظمة شنغهاي للتعاون للتواصل مع الشرق الأوسط. وتريد إيران أن تندمج بشكل كامل في هذا الوضع الجديد، وأن تضع نفسها في موقع قريب من الصين وروسيا".   

وقال التقرير الجديد لوكالة فارس إن "أحد أهم أحداث اجتماع البريكس بالنسبة لإيران كان الدعوة الرسمية لإيران والدول الخمس وهي الأرجنتين والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا للحصول على العضوية الدائمة في هذه الكتلة" وهذا أمر مثير للاهتمام لأن إيران لم تتصالح مع المملكة العربية السعودية إلا مؤخرًا، وهي مبادرة تم تنفيذها بمساعدة العراق والصين.

وعلى الرغم من أن الأعضاء الجدد في البريكس هم من الدول النامية، إلا أنهم تمكنوا من إظهار أهميتهم للقوى الاقتصادية في العالم في السنوات القليلة الماضية، إلا أن تحليل تصريحات قادة الدول الأعضاء يظهر أن أعضاء البريكس ولا تقتصر على التعاون الاقتصادي. وعلى الرغم من أن النمو الاقتصادي السريع جمع هذه الدول معًا في البداية، إلا أن أعضاء هذه المجموعة يحاولون الآن العمل بشكل أكثر نشاطًا في المعادلات السياسية للعالم وهذا يشير إلى أن الكثير يجري وراء الكواليس.

وشملت بعض القضايا الأخرى التي تمت مناقشتها أهمية منتجي الطاقة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران وكذلك مسألة "الممرات المائية الحساسة" المتعلقة بالأرجنتين وإثيوبيا. ولم يكن من الواضح ما يعنيه هذا فيما يتعلق بالأرجنتين إلا إذا كان الأمر كذلك إلا إذا كانت تشير إلى نهر ريو دي لا بلاتا، وهو نهر واسع يشكل الحدود بين الأرجنتين وأوروجواي.