الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الناتو يلجأ للمسيرات والذكاء الاصطناعي لمواجهة روسيا في أعماق البحار

الرئيس نيوز

تُسابق دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الزمن لتطوير تكنولوجيات تسمح لها بالكشف الفوري عن الأنشطة المشبوهة التي تجري بالقرب من بنيتها التحتية في المياه، بعد عام تقريبًا من تفجير خط أنابيب "نورد ستريم" الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

وقالت "بلومبرج"، الجمعة، إن "14 دولة من الحلف، إلى جانب السويد، تجري حاليًا عمليات اختبار للمسيرات البحرية وأجهزة الاستشعار، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تدريب مدته 12 يومًا (ينتهي الجمعة) قبالة سواحل البرتغال".

يأتي التدريب في وقت تواصل فيه روسيا رسم خريطة للكابلات وخطوط الأنابيب التابعة للحلف "كأهداف مستقبلية محتملة"، وفق ما أعلنه الناتو.

ولم يتهم الحلف رسميًا حتى الآن أي جهة بتفجير خط أنابيب "نورد ستريم"، ما اعتبرته "بلومبرغ" دليلًا على التحدي الذي تواجهه كل من الحكومات والشركات الخاصة في تحديد مصدر الهجمات التي تعرض لها الخط.

وقال الجنرال هانز فيرنر فيرمان، رئيس خلية الناتو، لحماية البنية التحتية البحرية، إن "الكشف الفوري يرسل إشارة ردع إلى العدو، سواء كان روسيا أو أي دولة أخرى".

وأوضح فيرمان من مركز التدريب في ترويا، جنوب لشبونة، أنه "إذا أمكن الكشف عن نشاط سيء، فإن ذلك يسمح للدول الأعضاء في الحلف البالغ عددها 31 دولة، بدراسة اتخاذ ردود دبلوماسية أو عسكرية اعتمادًا على أساس صلب من المعلومات".

وأضاف أن الهدف هو "كشف السلوك الخبيث حول البنية التحتية البحرية في وقت حدوثه، ومشاركة هذه المعلومات مع الحكومات والمشغلين من القطاع الخاص".  

مسيرات بحرية وأجهزة استشعار

وفي أحد التدريبات التي أجراها الناتو، سعى الحلفاء إلى إيقاف جهة معادية تحاول تعطيل شبكات البيانات ونشر الفوضى في الأسواق المالية باستخدام سفينة تجارية ترعاها إحدى الدول، لزيادة صعوبة اكتشاف نشاطها.

وكشفت أجهزة الاستشعار المصنوعة من الألياف الضوئية التجارية المثبتة في كابلات البنية التحتية أن سفينة العدو الوهمية تحاول نشر مركبة تحت الماء.

وتم نقل المعلومات إلى سلسلة القيادة والتحكم التابعة لـ"الناتو"، وبعد التأكد من التهديد، أرسل الحلف مجموعة من المسيرات التي تحلق في الجو وتسير على سطح البحر وتحت الماء لاعتراض ومرافقة السفينة المشبوهة.

وبحسب "بلومبرج"، فإن تلك التكنولوجيا ستلعب دورًا شديد الأهمية لمنع هذا النشاط في الحياة الواقعية.

وقال فيرمان، إنه "يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع تحركات السفن ومنعها من العبور، حال كانت تمر فوق بنية تحتية حيوية عدة مرات".

وأضاف: "مستقبلًا، قد تكون الكابلات المصنوعة من الألياف الضوئية قادرة على الكشف عن أي تدخل في أي مكان قريب".

وتابع فيرمان، أن موسكو "تستخدم مجموعة من سفنها البحرية والسفن العلمية، بالإضافة إلى سفن الصيد التجارية وسفن الحاويات والناقلات لتتبع الأنظمة الحيوية تحت البحر التابعة للدول الأعضاء في حلف (الناتو)".

ولفت إلى أنه "بعد تفجيرات (نورد ستريم)، شعر معظم مشغلي خطوط الأنابيب بتوتر بالغ، وأجروا عمليات مسح واسعة النطاق، ومراقبة نحو 9 آلاف كيلومتر (5592 ميل) من خطوط الأنابيب".

وأوضح: "نريد أن يكون لدينا أسرع آلية لتبادل المعلومات بين الأطراف بقدر الإمكان، لأننا إذا أردنا الكشف عن سلوك مشبوه في وقته الحقيقي، فعلينا أن نتصرف بسرعة فائقة".

كانت دول الناتو، اتفقت في يوليو الماضي، على إنشاء مركز بحري جديد للبنية التحتية الحيوية تحت سطح البحر في مقر القيادة البحرية في نورث وود، في بريطانيا، كما اتفقوا على إنشاء شبكة لتحسين مشاركة المعلومات بين الناتو والدول الحليفة والقطاع الخاص، للعمل سريعًا على المعلومات الاستخباراتية مثل النوع الذي تلتقطه أجهزة الاستشعار أو أنظمة الذكاء الاصطناعي.

قدرات روسية متقدمة  

يشار إلى أن روسيا نفت الاتهامات بضلوعها في تفجيرات "نورد ستريم" التي وجهتها إليها بعض الدول الغربية، ولكن ما حدث في الأشهر الماضية، بشأن ما يبدو أنه سفن تجسس روسية تعمل بالقرب من أنظمة التحالف، فاقم قلق الحلف العسكري، خاصة في ضوء قدرات روسيا البحرية المتقدمة، والتي لا تزال تحتفظ بقوتها بدرجة كبيرة مقارنة بقواتها البرية التي تعثرت في غزوها لأوكرانيا.  

وحذر الحلف العسكري في مايو الماضي، من وجود خطر داهم يتمثل في "إمكانية أن تستهدف موسكو البنية التحتية في أوروبا وشمال أميركا، خاصة من أجل كسب النفوذ ضد الدول التي تساعد أوكرانيا".

وقال إن كابلات البيانات المنتشرة تحت البحر تحمل معاملات مالية على أساس يومي تبلغ قيمتها نحو 10 تريليونات دولار، ونحو 95% من حركة الإنترنت العالمية.  

ويتم استخراج ثلثي النفط والغاز في العالم في البحر أو نقلهما عن طريق البحر، إذ يبلغ طول بعض الأنظمة آلاف الكيلومترات وعمقها تحت البحر مئات الأمتار، ما يجعل عملية المراقبة بالغة التعقيد.