الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أويل برايس: خطوات سريعة للتحالف الغربي بشأن إمدادات الغاز الجديدة في الشرق

الرئيس نيوز

تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بسرعة لتعويض إمدادات الغاز الروسية التي افتقدتها الأسواق بشدة ولا يمكن التقليل من أهمية مصر في النظام العالمي الجديد لسوق النفط والغاز، وفقًا لأحدث تقرير لصحيفة "أويل برايس" المتخصصة في شؤون النفط، وكانت شركات شيفرون، وبي بي، وشل، وإيني الإيطالية بمثابة طليعة الجهود الغربية الرامية إلى تأمين إمدادات كبيرة وثابتة من الغاز من موردين جدد يمكن الاعتماد عليهم.
مستقبل الغاز الطبيعي المسال - مصر
ومنذ اللحظة التي تحركت فيها القوات الروسية لأول مرة في 24 فبراير 2022 إلى أوكرانيا، أصبح الغاز الطبيعي المسال مصدر الطاقة الرئيسي الذي لولاه لكان الرد الغربي على أعمال الحرب الأخيرة التي قامت بها روسيا عاجزًا مثل رد فعلها على ضم أراضي شبه جزيرة القرم في عام 2014 وفي العقود التي سبقت عام 2014، قامت العديد من القوى العظمى في أوروبا - وخاصة زعيمتها الفعلية ألمانيا - ببناء نموها الاقتصادي على أسس إمدادات النفط والغاز الرخيصة من روسيا، ولم ترغب تلك القوى في أن تنخفض هذه الإمدادات ومن أجل اتخاذ موقف أخيرًا ضد المزيد من التقدم الروسي في في أراضي أوكرانيا، كان من الواضح أن الولايات المتحدة سيتعين عليها ترتيب إمدادات جديدة ضخمة من الطاقة التي يمكن تسليمها بسرعة إلى أوروبا للتعويض عن الإمدادات المفقودة من روسيا. 
وأضاف التقرير أن الغاز الطبيعي المسال، على عكس الغاز أو النفط الذي يتم تسليمه عبر خطوط الأنابيب، لا يتطلب سنوات من مد خطوط الأنابيب وبناء البنية التحتية الداعمة اللازمة وكما أنها لا تتطلب مفاوضات مكثفة ومستهلكة للوقت بشأن العقود المعقدة. وبدلًا من ذلك، يمكن التقاطها بسرعة في السوق الفورية وشحنها بسرعة إلى أي مكان مطلوب. 
ولفت التقرير إلى أن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأساسيون - وخاصة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا - مع تلك الأزمة المباشرة، ومواصلة توفير منصة للطاقة يمكن من خلالها للتحالف الغربي الاستغناء عن النفط والغاز من روسيا وحلفائها ويشكل جزءًا أساسيًا من نظام سوق النفط العالمي الجديد ومصر هي أحد عناصره الأساسية الجديدة، حيث شهدت تطورات كبيرة في الأسبوع الماضي أو نحو ذلك. 
وتابع التقرير: "إن أهمية مصر في النظام الجديد لسوق النفط العالمية هي أربعة أضعاف. أولا، لديها احتياطيات كبيرة من الغاز وتشير التقديرات الرسمية التي تعود إلى عام 2021 إلى حوالي 1.8 تريليون متر مكعب، مما يجعلها ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في أفريقيا، بعد الجزائر ونيجيريا. ومع ذلك، فإن المؤشرات الأخيرة الصادرة عن الشركات الأوروبية والأمريكية النشطة في البلاد تشير إلى أن هذه التقديرات متحفظة للغاية وكما قال مصدر رفيع المستوى في مجمع أمن الطاقة التابع للاتحاد الأوروبي لصحيفة اويل برايس حصريًا الأسبوع الماضي: "كلما قمنا نحن، الشركات الأوروبية، وزملائنا الأمريكيين بالتنقيب هناك، كلما ارتفع عامل التقدير المنخفض".
وثانيًا، تسيطر مصر على ممر الشحن العالمي الرئيسي في قناة السويس، والتي يتم من خلالها نقل حوالي 10% من النفط والغاز الطبيعي المسال في العالم. كما تسيطر على خط أنابيب السويس-البحر الأبيض المتوسط (سوميد) الحيوي، الذي يمتد من محطة العين السخنة في خليج السويس، بالقرب من البحر الأحمر، إلى ميناء سيدي كرير غرب الإسكندرية في البحر الأبيض المتوسط وهذا بديل حاسم لقناة السويس لنقل النفط من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. 
وتعد قناة السويس واحدة من نقاط العبور الرئيسية القليلة جدًا التي لا تسيطر عليها الصين على وجه التحديد، تتمتع الصين بالفعل بسيطرة فعالة على مضيق هرمز من خلال "اتفاقية التعاون الشامل بين إيران والصين لمدة 25 عامًا"، كما تم الكشف عنها لأول مرة في أي مكان في العالم في مقالة بتاريخ 3 سبتمبر 2019 حول هذا الموضوع والتي تم تحليلها أيضًا بالكامل. 
كما تمنح الصفقة نفسها الصين السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يتم من خلاله شحن السلع صعودا عبر البحر الأحمر باتجاه قناة السويس قبل أن تنتقل إلى البحر الأبيض المتوسط ثم غربا وقد تم تحقيق ذلك لأنها تقع بين اليمن (حيث كان الحوثيون مدعومين منذ فترة طويلة من قبل إيران) وجيبوتي (التي أقامت الصين عليها أيضًا قبضة خانقة). ثالثًا، ربما تريد الصين السيطرة على مصر لأنها نقطة العبور الرئيسية من مضيق باب المندب إلى البحر الأبيض المتوسط. ورابعًا، تحتل مصر مكانة خاصة في العالم العربي.
ولعقود من الزمن، كان العالم العربي ينظر إلى مصر باعتبارها المؤيد الرئيسي للأيديولوجية "القومية والوحدة العربية" التي تؤمن بأن القوة الدائمة لا يمكن العثور عليها إلا في الوحدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للعرب عبر البلدان المختلفة التي ظهرت بعد الحربين العالميتين وكان أقوى مؤيد لهذه الفلسفة هو الرئيس المصري من عام 1954 إلى عام 1970، جمال عبد الناصر ومن أبرز علامات هذه الحركة في ذلك الوقت، تشكيل اتحاد الجمهورية العربية المتحدة الذي تشكل بين مصر وسوريا في الفترة من 1958 إلى 1961، وتشكيل منظمة أوبك عام 1960، وسلسلة الصراعات مع الجارة إسرائيل خلال تلك الفترة، ومن ثم الحظر النفطي 1973/1974، ما يؤكد مركزية القاهرة وأهميتها البالغة بالنسبة لأي تحركات ذات دلالة في مشروعات الغاز الطبيعي في العالم.