الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

الحوت الملكي.. الحفريات تقدم تفسيرًا لانتقال الحيتان إلى العيش في الماء

الرئيس نيوز

قدم الحوت الصغير، الذي سمي على اسم توت عنخ آمون فرعون، تفسيرات مهمة للعلماء حول تطور الحيتان.

وأشار تقرير لمجلة "كومينكيشن بيولوجي" إلى تصورات قادت العلماء لإعادة بناء حياة الحوت القديم "توت سيتوس" الباسيلوصوري المنقرض، وقد عثر على حفريات في الصحراء الغربية في مصر تكشف عن أن هذا الحوت كان له طرفان أماميان.

وسلطت الحفريات التي تعود إلى حوالي 40 مليون عام الضوء على كيفية تأقلم الحيتان للعيش بشكل كامل تحت الماء، وفقًا لدراسة محكمة نشرتها الدورية العلمية الشهيرة.

ونشأت الحيتان لأول مرة في أوائل العصر الأيوسيني (منذ حوالي 50 مليون سنة) على الأرض، وتطورت إلى كائنات شبه مائية ثم مائية بالكامل بمرور الزمن واكتشف فريق دولي من العلماء، بقيادة باحثين مصريين، نوعًا لم يكن معروفًا من قبل من الحيتان وكانت هذه الفصيلة من أولى الحيتان التي أصبحت مائية بالكامل وكانت آخر من امتلك أطرافًا خلفية لا يزال من الممكن التعرف عليها على أنها أرجل.

الحوت الملكي

يشير اسم جنس الحوت "توتسيتوس" إلى الفرعون المصري توت عنخ آمون، حيث يجمع اسمه مع الكلمة اليونانية للحوت "سيتوس". يشير اسم النوع "rayanensis" إلى محمية وادي الريان بالفيوم حيث تم العثور على الحفرية، بمشاركة كل من علماء الحفريات المصريين عبد الله جوهر، ومحمد سامح، وهشام سلام، العاملين بمركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة.

وذكر هشام سلام، أستاذ علم الحفريات الفقارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومؤسس مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، وقائد فريق البحث، أن "تطور الحيتان من حيوانات برية إلى كائنات بحرية جميلة يجسد رحلة الحياة الرائعة والمغامرة".

ويعد اكتشاف توتسيتوس اكتشافًا رائعًا يوثق إحدى المراحل الأولى للانتقال إلى نمط حياة مائي بالكامل والذي حدث في تلك الرحلة الجديرة بالتأمل.

تتكون الحفرية التي عثر عليها العلماء من جمجمة، وفكين، وعظم لامي، وفقرة أطلس لحوت باسيلوصوري صغير ويقدر طول الحوت بحوالي 2.5 متر فقط، وتبلغ كتلة جسمه حوالي 187 كيلوجرامًا.

واستخدم الفريق التصوير المقطعي المحوسب لتحليل أسنان الحوت وعظامه من أجل إعادة بناء نمط نمو وتطور هذا النوع.

ويشير التطور السريع للأسنان والحجم الصغير للأنواع الجديدة إلى مخلوق ناضج نسبيًا منذ الولادة والذي تطور بسرعة نسبيًا. 

وتساعد الحفرية أيضًا العلماء على فهم كيفية نجاح الباسيلوصورات في أيامها الأولى كمخلوقات مائية بالكامل.

وقالت سناء السيد، طالبة الدكتوراه في جامعة ميشيجان، وعضو في مختبر سلام، وباحثة مشاركة في الدراسة، إن “الحجم الصغير نسبيًا للتوتسيتوس (188 كجم) إما أن يكون بدائيًا في الاحتفاظ به أو يمكن ربطه بالنمو”.

وأشار عبد الله جوهر، طالب الدكتوراه بجامعة المنصورة، وعضو مختبر سلام، والباحث المشارك للدراسة، إلى أن الحيتان الحديثة تهاجر إلى المياه الضحلة والدافئة.