الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أبرزها مقاتلات "إف - 16".. أمريكا تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا

الرئيس نيوز

أعلنت الولايات المتحدة موافقتها الرسمية على تسليم أوكرانيا طائرات «إف - 16» المقاتلة، من الدنمارك وهولندا. وقال مسؤول أميركي إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أرسل خطابين لنظيريه الدنماركي والهولندي، يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على طلبات تسليم تلك الطائرة.

وقال بلينكن: «أكتب للتعبير عن دعم الولايات المتحدة الكامل لنقل طائرات (إف - 16) المقاتلة إلى أوكرانيا، وتدريب الطيارين الأوكرانيين، ليصبحوا قادرين ومؤهلين على قيادتها... يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل، وانتهاكها سيادتها». وأوضح أن الموافقة على الطلبات «ستتيح لأوكرانيا الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة، بمجرد اكتمال تدريب أول مجموعة من الطيارين».

ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” قال وزير خارجية الدنمارك، لارس لوكه راسموسن، إن بلاده حصلت على موافقة أميركية لإرسال طائراتها المقاتلة طراز «إف - 16» لأوكرانيا، بمجرد تدريب الطيارين. وطبقًا لمقابلة بثتها القناة التلفزيونية الرئيسية «دي آر» لهيئة الإذاعة الدنماركية، فقد ذكر راسموسن أنه حصل على «رسالة ودية» من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تعطي الدنمارك «خيارات معينة للعمل»، حسب وكالة «بلومبيرغ» للأنباء الجمعة. وامتنع عن الكشف عن الموعد المحتمل لإرسال الدنمارك الطائرات.

وأبلغ وزير الدفاع الدنماركي، جاكوب إليمان جنسن، الجمعة، وكالة «ريتساو» للأنباء، بأن الحكومة «قالت عدة مرات إن التبرع هو الخطوة الطبيعية التالية بعد التدريب». وأكد أن بلاده تناقش هذا الأمر مع الحلفاء المقربين، متوقعًا خطوات عملية قريبًا.

وتقود هولندا والدنمارك، العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحالفًا يضم 11 دولة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات المقاتلة الغربية. ولدى هولندا حاليًا 42 طائرة مقاتلة (إف - 16)، في مخزونها، 24 منها، تستخدمها وزارة الدفاع الهولندية، ولا يمكن إرسالها إلى أوكرانيا، حتى منتصف عام 2024.

يأتي هذا التطور، بعد مناشدات مضنية من أوكرانيا ومطالبتها الولايات المتحدة والدول الحليفة، بتسليمها هذه الطائرة المقاتلة لمساعدتها في هجومها المضاد ومواجهة التفوق الجوي الروسي.

غير أن تسليم أوكرانيا هذه الطائرة، لن يفيدها في هجومها المضاد، ولن يغير من طبيعة الحرب، التي يخشى أن تتحول إلى حرب استنزاف بين الطرفين. وقال المتحدث باسم سلاح الجوي الأوكراني، الكولونيل يوري إغنات، للتلفزيون الأوكراني في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن كييف «لن تكون قادرة على تشغيل مقاتلات (إف - 16) في الخريف والشتاء المقبلين»، ما يعني أن المعارك المقبلة لن تكون قبل ربيع وصيف 2024. وكان وزير الدفاع الدنماركي بالإنابة، ترويلس بولسن، قد أعلن في يوليو (تموز)، أن بلاده تأمل في رؤية نتائج التدريب في مطلع 2024.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن تلك الطائرات، لن تساعد أوكرانيا كثيرًا في هجومها المضاد الحالي، ولن تغيّر قواعد اللعبة عندما تصل إليها في نهاية المطاف، لأسباب عدة، من بينها أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها روسيا.

وبدا في سياق المعارك الجارية على جبهات القتال، أن الطرفين يسعيان إلى تكتيكات مختلفة، خصوصًا من قبل روسيا، التي تدرك على ما يبدو ضعفها في مواجهة الأسلحة الغربية. وتقول صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، في تقرير لها، إن روسيا زادت هجماتها الصاروخية على أهداف في عمق أوكرانيا، لتحقيق هدف رئيسي يتفوق على ما غيره من أولويات موسكو في الوقت الحالي. ويتمثل بمحاولة تدمير قدرة كييف على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وتعطيل شحنات الأسلحة التي تتلقاها من الحلفاء الغربيين. واستهدفت روسيا في الآونة الأخيرة، مناطق بعيدة غرب أوكرانيا، وأطلقت عشرات الصواريخ مستهدفة القواعد الجوية والمطارات ومنشأة لتدريب الطيارين تبعد ألف كيلومتر عن خطوط المواجهة.

وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير آخر، أن روسيا عمدت إلى توظيف جهود استخبارية لمحاولة تعطيل شحنات الأسلحة التي تعبر من بولندا إلى أوكرانيا، حيث عمدت إلى تجنيد مخبرين لاستكشاف الموانئ البولندية، ووضع كاميرات على طول السكك الحديدية وإخفاء أجهزة التتبع في البضائع العسكرية، وفقًا للمحققين البولنديين. وفي مارس (آذار) الماضي، صدرت أوامر جديدة لعرقلة القطارات التي تحمل أسلحة إلى أوكرانيا.

وتعتقد السلطات البولندية، التي كشفت هذا المخطط، أن هدف روسيا، كان تعطيل خط أنابيب للأسلحة عبر بولندا، يمثل أكثر من 80 في المائة من المعدات العسكرية التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا، وهو تدفق هائل غيّر مسار الحرب، وبدا أن روسيا عاجزة عن اعتراضه، وفقًا لمسؤولين بولندي وغربي. وشكلت هذه العملية الفاشلة، أخطر تهديد روسي على أراضي «الناتو» منذ أن شنت موسكو غزوها لأوكرانيا العام الماضي.

ونقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» عن خبراء غربيين، قولهم إن «الروس يعلمون أنهم ضعفاء للغاية، وأن أسوأ ما يمكن أن يحدث لهم أن تصبح أوكرانيا قادرة بشكل منتظم ودقيق على ضرب قاعدة أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، وبقية القواعد الجوية والمراكز اللوجيستية الروسية»، بصواريخها الغربية بعيدة المدى. وتنظر كييف وحلفاؤها إلى الضربات الروسية الأخيرة، على أنها «جزء من جهود استمرت أسابيع لتدمير القواعد الجوية وأسطول القاذفات المستخدمة لإطلاق صواريخ (ستورم شادو) البريطانية، وصواريخ (سكالب) الفرنسية».

وأوضح مسؤولون أن «أوكرانيا تسابق الزمن لتجنب استهداف تلك الأسلحة المهمة والطيارين القادرين على استخدامها»، ما أجبر الطيارين الأوكرانيين ومشغلي تلك الأسلحة على التنقل الدائم بين القواعد الجوية والمطارات التجارية، تفاديًا لتلك الهجمات. وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، الكولونيل يوري إغنات: «ليس من المستغرب أنهم يحاولون تدمير طائراتنا وطيارينا... الطيارون قادرون على التسبب بكثير من المتاعب لهم».

ولعبت الصواريخ الغربية بعيدة المدى، دورًا مهمًا في مساعدة أوكرانيا على تحقيق بعض التقدم الميداني. وأكدت أوكرانيا، الأربعاء، أنها تمكنت من تحرير قرية أوروزين في منطقة دونيتسك الجنوبية.

وقال الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات العسكرية والأجنبية في أوكرانيا، فاليري كوندراتيوك: «إن منظومتي (سكالب) و(ستورم شادو) لعبتا بالفعل دورًا حاسمًا». وأضاف أن روسيا «لم تكن لديها طريقة أخرى لوقف تلك الصواريخ، سوى محاولة ضرب الأماكن التي تنطلق منها».

وكانت بريطانيا أول من قدمت لأوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، وتبعتها فرنسا لاحقًا. في المقابل، لا تزال الولايات المتحدة وألمانيا، أكثر حذرًا بشأن إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، بحجة عدم تصعيد الصراع، وخوفًا من استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا. غير أن أوكرانيا تؤكد أن استخدامها الصواريخ الغربية، يقتصر فقط على ضرب أهداف روسية داخل أراضيها المحتلة، مستهدفة ترسانة الأسلحة الروسية ومواقع القيادة والنقاط اللوجيستية، بما في ذلك الجسور في أراضيها المحتلة، من بينها شبه جزيرة القرم.

وتمكنت أوكرانيا في الأشهر الأولى من الحرب، بالاعتماد على مخزوناتها من الترسانة السوفياتية من صواريخ أرض جو، بما في ذلك منظومة «إس - 300»، ومنظومة «بوك» من منع روسيا من تحقيق تفوق جوي. ومع ازدياد الهجمات الروسية الأخيرة، تطالب أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الغربية، التي ساعدتها في فترة سابقة في حماية أجوائها، بما في ذلك صواريخ «باتريوت» الأميركية، ومنظومة «ناسامس» النرويجية - الأميركية، ونظام «إيريس» الألماني. وقال الكولونيل إغنات إن هناك حاجة إلى «مزيد من الأنظمة الصاروخية لتعزيز حماية القواعد الجوية والبنية التحتية العسكرية والمدنية الأخرى، التي تستهدفها روسيا بشكل شبه يومي».

وفيما تجادل كييف بأن منظومتي «إيه تي إيه سي إم إس» الأميركية، و«توروس» الألمانية، من شأنهما أن تزيدا من «إمكانية تجاوز الصعوبات التي يواجهها الهجوم الأوكراني المضاد»، أكد القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، الجنرال بن هودجز، على ذلك قائلًا: «في الوقت الحالي، يجب علينا إرسال صواريخ (إيه تي إيه سي إم إس) وصواريخ (توروس)، ومزيد من صواريخ (ستورم شادو) وأنظمة أخرى بعيدة المدى، إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن». وأكد هودجز أن روسيا كانت لديها «محاولات يائسة للتأكد من أن أوكرانيا لا تمتلك القدرة على ضرب القواعد في شبه جزيرة القرم، ما قد يؤدي إلى طردهم منها». وقال إن الضربات الجوية الروسية الأخيرة، التي استهدفت القواعد الجوية الأوكرانية، كانت ضمن محاولاتها منع مثل هذا التحول في الحرب.

وتشهد ألمانيا والولايات المتحدة مناقشات شبيهة بالمناقشات التي دارت في وقت سابق قبل تسليم أوكرانيا دبابات «ليوبارد» و«ابرامس»، حيث يعتقد أن قرار تسليم تلك الصواريخ بات قريبًا، خصوصًا بعد موافقة واشنطن على قرار تسليم طائرات «إف - 16» إلى أوكرانيا. وقال مستشار وزير الدفاع الأوكراني، يوري ساك، إن الهجمات الروسية على القواعد الجوية الأوكرانية، تظهر أن الروس لديهم رعب كبير من احتمال حصول أوكرانيا على تلك الطائرة المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى، لأنهم يعلمون أنها ستساعد كييف في الانتصار بشكل أسرع.

وفي الوقت ذاته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي عبر الفيديو، إن أوكرانيا تعتزم عقد «منتدى للصناعات الدفاعية». وقال: «نخطط لأن يكون المنتدى أول سجل حافل لصناعة الدفاع لدينا. لإبراز كيف يمكن أن ننتج ما نعرفه بالفعل». وتابع أن الحدث سيدرس ما يمكن أن تضيفه أوكرانيا إلى قدراتها، تحديدًا من خلال بناء منشآت إنتاج جديدة في البلاد.