السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عاجل| رؤية غائبة لأحزاب المعارضة في انتخابات الرئاسة 2024.. ومحللون: "خيبانة"

الرئيس نيوز

"المعارضة ضعيفة وشبه متآكلة وتحاول أن تجمع نفسها بالكاد فى الحركة المدنية وهناك ضعف ظاهر وانشقاقات تتم" هكذا وصف المحلل السياسي والكاتب الناصري عبد الله السناوي وضع المعارضة المصرية ونحن على مشارف انتخابات رئاسية فى 2024.

تعليق الكاتب الناصري على أرض الواقع، فعلى الرغم من عقد الكتلة المدنية مشاورات بشأن الدفع بمرشح رئاسي من بين صفوفها، إلا أن الأمر انتهى إلى صفر كبير.

حتى التصريحات المثيرة للجدل التى أدلى بها البرلماني السابق محمد السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية عن "المرشح المفاجأة" ذهبت أدراج الرياح.

ومن جانبه، قال د. عماد جاد المتحدث باسم حزب المحافظين إن كلًا من أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وجميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور على استعداد للترشح فى الاستحقاق الرئاسي المقبل شريطة ضمان نزاهة الانتخابات، إلا أنه لم يجزم بنيتهما فى خوض غمار المارثون الانتخابي.

وعلى الرغم من استقبال الحركة المدنية- عددها 12 حزبا- للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي منذ نحو الشهرين إلا أنها حتى الآن لم تعلن موقفها من دعمه.

وبحسب مصادر فإن مشاورات جادة تجري فى الحزب المصري الديمقراطي للدفع برئيسه فريد زهران كمرشح محتمل فى الانتخابات الرئاسية.

بالتوازي مع الموقف الضبابي للمعارضة، فإن أحزاب الموالاة حزمت أمرها، فيما أعلن حزب الشعب الجمهوري اعتزام رئيسه النائب حازم عمر الترشح فى الانتخابات الرئاسية، أعلن حزبا "المصريين الأحرار" و"حماة الوطن" تأيدهما لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية ثالثة. 

عمرو هاشم ربيع: الحياة السياسية في مصر تشبه مبنى آيل للسقوط

د.عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، يقول إن الأزمة في النظام نفسه لم يربِ معارضه، وهنا يجب ألا نلقي اللوم عليه فقط بل على المعارضة أيضا فهي تتحمل جزء كبير من المشكلة واصفا إياها بـ"الخيبانة".

وأضاف هاشم ربيع في تصريح لـ"الرئيس نيوز" أن النظام الحالي والأنظمة التي سبقته اتبعوا السياسات نفسها، ولم يتيح وجود معارضة حقيقية، وهذا يحدث منذ عصر مبارك، مشيرا إلى أن الانتخابات التعددية الوحيدة التي حدثت في مصر منذ سنوات طويلة هي التي جرت في ظل وجود جماعة الإخوان الإرهابية، وهذا لا ينفي عنهم اتباع سياسات قمعية مثل باقي الأنظمة التي تحكم منفردة.

وأكد أن الحياة السياسية في مصر تشبه مبنى آيل للسقوط، موضحا أن المعارضة بها بعض الأسماء التي من الممكن أن يلتفوا حولها ويدعموها في الانتخابات، ولكنهم مترددين في اتخاذ قرار الترشح، ضاربا مثل بالدكتور عمرو موسى، وفؤاد بدراوي، وقال: "لديهم تردد كبير من المشاركة خاصة أنه لا يوجد أي ضمانات حتى الآن، وبعض المرشحين في الانتخابات السابقة تعرضوا للحبس، وهذا يجعلهم يترددوا في قرار الترشح".

وأكمل نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، قائلا: المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي نفسه لم يحسم موقفه حتى الآن، وربط قرار ترشحه بوجود ضمانات.

وحول عدم التفاف المعارضة خلف مرشح معين، أوضح أن هناك عقبات كبيرة أبرزها جمع التوكيلات، خاصة في ظل وجود نظام بيروقراطي، قد يعطل أي مرشح في جمع التوكيلات للترشح، معقبا: "النظام يسعى لوجود مرشح ديكور مثل بعض الأشخاص الذين أعلنوا ترشحهم لإكمال الصورة".

وأردف أن الشعب نفسه يعرف جيدا من هم المرشحون الديكور، ولا يمكن أن يضحك أحد على المواطنين ويقنعهم أن هؤلاء مرشحين جادين، لافتا إلى أن الأمور ستتضح بشكلها الطبيعي خلال نوفمبر المقبل على الأكثر.

كما أكد هاشم ربيع أن الأزمة الاقتصادية قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية، لأن دائما المشاركة التصويتية تعتمد على الوضع الاقتصادي بشكل كبير، لأن المواطن العادي يهتم بمن قدم له فعليا ومن لديه القدرة على أن يساهم في تحسين أحواله، مشيرا إلى أن نسبة الفقر في المجتمع والأمية قد يكون لها تأثير كبير في نتائج الانتخابات، خاصة أن الناس جربت مرة ومرتين ولم تحصد نتائج جيدة على مستوى العيشة ولم تتحسن أحوالهم اقتصاديا ولا اجتماعيا.

د. مصطفى كامل السيد: لا يوجد معارضة حقيقية في مصر

فيما أكد الباحث السياسي الدكتور مصطفى كامل السيد، مقرر لجنة السياسة بالحوار الوطني، أنه لا يوجد معارضة حقيقية في مصر بخلاف الحركة المدنية فقد طالبت بوجود ضمانات لخوض الانتخابات الرئاسية من خلال عدة بيانات لها، لكن لم تحدث استجابة وبالتالي أعلنوا عدم الدفع بمرشح أو دعم آخر إلا في حال توفر الضمانات.

وقال السيد في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" إن الحركة المدنية لم تعلن دعمها بشكل نهائي للمرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، الوحيد المحسوب على المعارضة، لأن الأولوية لديها هي الضمانات وليس الأسماء، مؤكدا أنها لن تحدد موقفها قبل توفرها، خاصة في حالة الطنطاوي تحديدا، لأن بعض الأجهزة تضرب عرض الحائط بالضمانات القانونية والدستورية في حالته.

وأشار مقرر لجنة السياسة بالحوار الوطني، إلى أن الحوار الوطني كاملا لم يحتوي على فرصة للحديث عن ضمانات في الانتخابات الرئاسية، وكان الحديث فقط عن انتخابات البرلمان والمحليات.

وأوضح أن هناك عدة أسماء تصلح لخوض الانتخابات الرئاسية بشكل جاد، ومنهم عسكريين سابقين ومدنيين، ولكن عدم توفر الضمانات يجعل الجميع يتراجع عن فكرة الترشح، مؤكدا أن كثيرا من الأسماء تصلح وقادرة على المنافسة، ولكن في ظل عدم وجود ضمانات، مرشح له وزن وثقل قادر على منافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وستكون النتائج واضحة ومعروفة مسبقا.

واختتم تصريحه قائلا: “المطلوب أن تكون أجهزة الدولة محايدة وألا تكون طرفا في الانتخابات، والإعلام يوفر فرص متساوية للجميع”.

باحث سياسي: الحديث عن مرشح جاد أو غير جاد غير منطقي

وفي السياق، قال الدكتور إكرام بدر الباحث السياسي، إن الأمور لم تتضح بعد حتى تتجمع أحزاب المعارضة خلف مرشح معين، مشيرا إلى أن هناك عدد من الأسماء تم تداولها خلال الفترة الماضية، ولكن لم يبدِ أحدهم رغبة حقيقية في خوض سباق انتخابات الرئاسة.

وأضاف بدر في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" أن كل مواطن تتوفر به الشروط القانونية من حقه الترشح للرئاسة أيا كان معارض أو مؤيد أو مستقل، موضحا أن القانون والدستور بهما شروطا معينة للترشح إذا توفرت في أي شخص. وعقب: “نحن أمام انتخابات يجب أن تكون تعددية، وتكفل للجميع حق الترشح طالما توفرت فيهم الشروط”.

وأشار إلى أن المرشح الرئاسي ليس من الضروري أن يكون معارضا للنظام، ومن يعارض ترشح بعض المؤيدين يخالف الدستور والقانون، ويحرم هؤلاء من فرصهم في الترشح، مؤكدا أن في النهاية لا يصح أن نصف أي مرشح بأوصاف مهينة كـ"كومبارس"، والحديث عن مرشح جاد أو غير جاد غير منطقي، فالأولوية للحديث عن انتخابات جادة.