الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

آخر تطورات انقلاب النيجر.. لماذا ترفضه واشنطن وباريس؟

الرئيس نيوز

أعلن الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه زعيما جديدا للنيجر، عقب انقلاب عسكري وبدأ الجنرال، الذي يعرف أيضا باسم عمر تشياني، الانقلاب يوم الأربعاء، عندما ألقت وحدة الحرس الرئاسي التي يقودها القبض على زعيم البلاد ويعد هذا الانقلاب تحطيما لأول انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في النيجر منذ استقلالها عام 1960.

وتوالت تصريحات ومواقف المجتمع الدولي مباشرة بعد تنفيذ الانقلاب العسكري في النيجر ومحاصرة الرئيس المنتخب "محمد بازوم" في مقر إقامته بالعاصمة نيامي، وعلى رأس هذه الدول، سارعت فرنسا والولايات المتحدة إلى التنديد بالانقلاب والتأكيد على ضرورة احترام الشرعية الدستورية وعلى أن يظل محمد بازوم رئيسا للنيجر بصفته منتخبا من قبل النيجيريين أنفسهم.

ووفقًا لموقع فرانس 24، وموقع مونت كارلو الرنسيين، وصل الأمر إلى أن أوقف الاتحاد الأوروبي كافة أوجه التعاون العسكري مع النيجر مطالبا بالإفراج الفوري عن الرئيس وكان قد هدد سابقا من أنه سيوقف أيضا كافة المساعدات المالية الممنوحة للنيجر الذي لا يزال يعاني من العمليات الإرهابية التي ينفذها التكفيريون كما عقدت باريس اجتماعا، أمس السبت، لتباحث الوضع الامني في النيجر.

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقد شدد على أن الانقلاب العسكري يعرض للخطر "مساعدات بمئات ملايين الدولارات" لنيامي، لافتا إلى أن واشنطن "ستواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديموقراطي في النيجر".

فرنسا تخشى عن مصالحها

حسب تصريحات عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الإفريقي والغربي، فإنهم يرون أن كلا من فرنسا والولايات المتحدة تخشيان من استثمار هذه الخطوة من جانب روسيا، التي تسعى لتعميق نفوذها في القارة الأفريقية، إضافة إلى الخوف من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى الغرب في حال نجاح هذا الانقلاب كما تخشى فرنسا أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها لمصلحة روسيا في غربي أفريقيا، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو.

وركّزت باريس، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي أفريقيا، وفي إطار مواجهة التنظيمات الجهادية المسلحة في منطقة الساحل.

وتحتل النيجر المركز الرابع عالميا في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تغطي 35% من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70% من الكهرباء.

كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، إلى جانب أنها تعَد قاعدة مركزية لقوات حلف "الناتو" في منطقة الساحل. وووفق المراقبيين، فإن استقرار النيجر وموقعها الجغرافي، يساعدان الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود مع ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

حماية قاعدة الطائرات المسيرة الأمريكية في النيجر

ينبع قلق الولايات المتحدة ينبع من أنّه في حال نجاح الانقلاب ستصبح النيجر الدولة الـ11 في سلسلة الدول الأفريقية، التي تشهد نفوذًا روسيًا عبر مجموعة "فاجنر"، بعد استمالة بوركينا فاسو العام الماضي وفي الوقت ذاته، تخشى واشنطن على قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014، في إطار عمليات مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي أفريقيا. 

ووفقًا لتقرير لصحيفة "ذي جارديان" البريطانية، أنفقت الولايات المتحدة 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر على تعزيز أمنها وليست مستعدة لخسارتها جراء الانقلاب العسكري النيجر وأعلنت فورا أنها لا تعترف بقادة الانقلاب.