أستاذ علوم سياسية يوضح فرص التفاوض بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب
أكد الدكتور عمار قناة؛ أستاذ العلوم السياسية؛ أن الأزمة الأوكرانية ليست صراعا بين روسيا وأوكرانيا ولكنها صراع روسي غربي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال قناة في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "يجب أن نحدد المعايير الأساسية للأزمة؛ الصراع ليس بين روسيا وأوكرانيا ولكنه بين روسيا والمنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة وما كانت أوكرانيا إلا ساحة التفاعلات الجيوسياسية ووظفت بعد ثورة الميدان بطريقة سياسية ثم عسكرت أوكرانيا ودخلنا في الصراع العسكري الحالي".
وأضاف: "في اتفاقية مينسك 1-2 نتذكر تصريحات الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل واشارا إلى أن اتفاقيات مينسك كانت تستهدف منح أوكرانيا الفرصة للتسلح والتدريب من قبل الناتو".
وتابع: "المعادلة الأمنية أساس الصراع والمتعلقة بمبدأ أساسي لروسيا وهو عدم تجزئة الامن؛ تمدد حلف الناتو يقلق روسيا وحذرت منه كثيرا؛ أوكرانيا تختلف عن فنلندا والسويد وعن دول أخرى وذلك لامكانياتها العسكرية والتقنية وبدأ الصراع الحالي الذي لم يبدأ منذ عام ونصف ولا حتى منذ 2014 ولكن ارهاصات الصراع بدأت منذ الثورة البرتقالية في أوكرانيا ومن ثم الدعوة الامريكية لجورجيا وأوكرانيا للانضمام لحلف الناتو".
وأكمل: "بدأت التفاعلات والصراع تفاقم وهناك قراءات خاطئة لدى الولايات المتحدة وهو التعويل على انهار روسيا ولكن كل المحاولات بالعقوبات الاقتصادية باءت بالفشل وبالتالي كان هناك تفعيل للورقة العسكرية".
وواصل: "التفاوض هنا من الناحية الشكلية سيكون بين أوكرانيا وروسيا ولكن التفاوض الحقيقي سيكون مع الولايات المتحدة وليس النخبة السياسية في كييف؛ شاهدنا محطات التفاوض في مينسك ثم المفاوضات في تركيا وعندنا اقتربت من الملفات السياسية وجدنا رفضا مع الولايات المتحدة وبريطانيا ووقع الرئيس الاوكراني مرسوما بعدم التفاوض مع روسيا في وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأوضح: "باب الحوار مفتوح لدى موسكو ولكن التعويل عليه في ظل الارتباك في العلاقات الدولية بشكل عام غير ممكن؛ الولايات المتحدة غير جاهزة لتقديم تنازلات لروسيا عبر أوكرانيا؛ الملف الأوكراني اليوم تداخل في الملفات الانتخابية الأمريكية والحزب الديموقراطي دخل في أزمة بسبب التعامل مع الملف الأوكراني".
واختتم: "هناك خلل واضح في عملية تسليح أوكرانيا والإصرار على مبدأ تسليح أوكرانيا إلى ما لا نهاية وهي أمور لا يمكن أن تتطابق مع المنطق والواقع السياسي الذي نعيشه الان".
