الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

التفاصيل الكاملة للتوتر الأمريكي الروسي في سماء سوريا

الرئيس نيوز

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن الولايات المتحدة تبحث عددًا من الخيارات العسكرية للتعامل مع "العدائية الروسية المتزايدة" في سماء سوريا منذ مارس الماضي، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتدبرس".

ووفق موقع “الشرق” رفض المسؤول الدفاعي الذي تحدث للصحافيين في وزارة الدفاع (البنتاجون) شرط عدم ذكر اسمه، منح أي تفاصيل بشأن هذه الخيارات، ولكنه شدد على أن واشنطن لن تتنازل عن الأراضي التي تعمل فيها، وستواصل التحليق في الجزء الغربي من سوريا للقيام بمهمات ضد تنظيم "داعش".

وأعلنت الولايات المتحدة منذ مارس الماضي، عن سلسلة من الحوادث، التي قالت إن طيارين روس مارسوا خلالها "سلوكيات خطرة وغير احترافية" أمام مقاتلات ومسيرات أميركية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، الأحد، إنها قتلت قياديًا في تنظيم "داعش" شرق سوريا، بضربة في 7 يوليو الجاري، مشيرة إلى أن "الضربة نفذتها نفس الطائرات المسيرة (MQ-9) التي تعرضت في وقت سابق من ذات اليوم لمضايقات من مقاتلات روسية، في مواجهة استمرت ساعتين تقريبًا".

وذكرت القيادة، أن مقاتلات روسية "تحرشت" في 6 يوليو بمسيرات أميركية تعمل فوق سوريا للمرة الثانية خلال 24 ساعة، متهمة الطيارين الروس بممارسة "سلوكيات خطرة".

واعتبر قائد القوات الجوية في القيادة المركزية أليكس جرينكويتش، أن "هذه الأحداث تقدم مثالًا آخر على الأعمال غير الاحترافية وغير الآمنة التي تقوم بها القوات الجوية الروسية التي تعمل في سوريا، والتي تهدد سلامة قوات التحالف والقوات الروسية على السواء".

على الجانب الآخر، اتهم نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، أوليج جورينوف، المسيرات التابعة التحالف الدولي بانتهاك قواعد السلامة، فيما اعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف الاتهامات الأميركية بأنها "تتجاوز حدود اللياقة".

"ضغط على واشنطن لمغادرة سوريا" 

قال المسؤول الدفاعي الأميركي للصحافيين، إن الزيادة في وتيرة التحركات الروسية العسكرية لمضايقة الطائرات الأميركية "تنبع من زيادة التعاون بين موسكو وطهران والنظام السوري، لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا".

وذكر المسؤول الأميركي أن "موسكو مُدينة لإيران لدعمها في الحرب في أوكرانيا"، وأن "طهران تريد إخراج الولايات المتحدة من سوريا، لكي تتمكن من نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا، وتهديد إسرائيل".

وذكر أن الولايات المتحدة "رصدت تعاونًا وتنسيقًا وتخطيطًا ومشاركة للمعلومات الاستخباراتية بين قادة روس متوسطي الدرجة وفيلق القدس في سوريا، للضغط على الولايات المتحدة لإخراج قواتها من سوريا".

ويتواجد نحو 900 عنصر من القوات الأميركية في سوريا، ويتحركون داخل وخارج سوريا.

المسيرات الأميركية 

ولفت المسؤول إلى أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن المقاتلات الروسية تخطط لإلقاء قنابل على القوات الأميركية أو إطلاق النار على المسيرات غير المأهولة، ولكنها أصبحت قلقة من أن الطيارين الروس سيصطدمون بمسيرة أميركية ويطيحون بها من السماء.

وأشار إلى أن روسيا تعتقد بأن هذا النوع من الأفعال، لن يقابل برد عسكري أميركي قوي.

وفي مارس الماضي، ألقت مقاتلة روسية بالوقود على مسيرة استطلاع أميركية MQ-9 Reaper، قبل أن تصطدم بمروحة محركها، ما أجبر الولايات المتحدة على التخلي عن المسيرة وإسقاطها في البحر الأسود.

وأدت الحادثة إلى تصعيد التوترات بين البلدين، ومكالمة بين وزيري الدفاع في البلدين، ولكنها لم تؤد إلى رد عسكري مباشر.


والأسبوع الماضي، قال الأدميرال الروسي أوليج جيرنوف، إن القوات الروسية والسورية تقوم بتدريبات مشتركة.

وأعرب عن قلقه من عمل المسيرات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال سوريا، قائلًا إن تلك المسيرات "تنتهك بشكل منهجي" البروتوكولات المصممة لتجنب الصدام بين الجيشين.

شجار عسكري على الهاتف 

ويتواصل القادة العسكريون الأميركيون والروس بشكل روتيني عبر خط هاتفي لتجنب النزاع، أنشئ منذ سنوات، لتجنب أي صدام غير مقصود فوق سوريا، إذ أن لدى الجانبين جنودًا على الأرض ومقاتلات في السماء.

وعادة ما تجري عدة مكالمات يوميًا، وتشهد تلك المكالمات أحيانًا تهديدات غاضبة، فيما يتجادل القادة بشأن العمليات الجارية، وفقًا لما قاله مسؤول أميركي للوكالة.

ووصف المسؤول إحدى المكالمات قائلًا، إن "الروس غالبًا ما يعلنون منطقة ما محظور الطيران فيها، ويقولون إنهم يقومون بتدريبات عسكرية هناك".

وتابع: "وفيما تلاحظ القوات الأميركية، أنه لا توجد أي تدريبات عسكرية، تبلغ الجانب الروسي، بأن القوات الأميركية في مهمة لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم داعش وتخطط للطيران في تلك المنطقة، ليرد الروس قائلين إنهم لا يمكنهم ضمان الطائرات الأميركية إذا انطلقت إلى هناك".

وأضاف: "وما إن تنطلق المهمة الأميركية، حتى تزداد الأمور سخونة، فيما يحتج كل منهم ويرفض تأكيدات الجانب الآخر بشأن موقفه".

وآخر تلك الحوادث، جرى الجمعة الماضية حين حلقت طائرة روسية من طراز "An-30" مرارًا فوق قاعدة التنف شرق سوريا، حيث تدرب القوات الأميركية القوات السورية المتحالفة معها، وتراقب منها تحركات تنظيم "داعش".

وقال المسؤول الأميركي إن الطائرة الروسية كانت تجمع معلومات استخباراتية من القاعدة.

ولم تكن لدى القوات الأميركية مقاتلة في ذلك الوقت، ولم تتخذ أي إجراء مباشر ضد الطائرة الروسية.