"ولد تحت الرصاص".. قصة ولادة طفل وسط القتال في السودان
نقلت صحيفة الجارديان عن مهاجر إريتري قوله إن زوجته التي كانت حاملا وضعت طفلًا أثناء فرارها من الخرطوم باتجاه الحدود السودانية، وتمت الولادة على خلفية تبادل إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان بينما كانت الزوجة على متن سيارة تتحرك بها وبطفلتها التي تبلغ من العمر 3 سنوات باتجاه الحدود، واضطرت إلى المشي لساعات في منتصف الليل للوصول إلى معبر حدودي مع طفلتها، وفي الأثناء أنجبت طفلًا معجزة، على حد وصف الصحيفة.
كانت الزوجة الإريترية عالقة في العاصمة السودانية، الخرطوم، منذ اندلاع القتال الشهر الماضي، بينما حاول زوجها، الذي يعمل مقدم رعاية صحية في بلدة ولفرهامبتون، الحصول على تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة لها.
وقالت الصحيفة إن الزوجين، البالغين من العمر 25 عامًا، لاجئان إريتريان لا يمكن الكشف عن أسمائهما لأسباب أمنية ومُنح الزوج وضع اللاجئ بالمملكة المتحدة وتقدم بطلب إلى وزارة الداخلية للحصول على تأشيرة لم شمل الأسرة للاجئين في فبراير 2022.
وكانت زوجته وابنته ينتظران في الخرطوم قبل بدء القتال حيث كان الوضع أكثر أمانًا هناك مما هو عليه في إريتريا وحملت الزوجة عندما زارها زوجها وابنتهما في الخرطوم في خريف العام الماضي ومع ذلك، بمجرد بدء القتال في السودان، تعرضت الشقة التي كانت تقيم فيها للقصف ووسط ندرة الطعام والماء، وقلة الوصول إلى العلاج الطبي، قررت المرأة محاولة شق طريقها إلى مصر.
وقال الزوج: "لم نخبر ابنتنا بأي شيء عن الحرب في الخرطوم لأننا لم نكن نريد تخويفها وكانت تسمع صوت إطلاق النار في الخرطوم لكن زوجتي قالت لها ألا تقلق لأنها كانت مجرد ألعاب نارية واضطرت زوجتي وابنتي إلى ترك كل شيء وراءهما عندما فرا من الخرطوم، وأخذت زوجتي للتو شهادة زواجنا وأخذت ابنتي معها دمية صغيرة".
وشرعت الزوجة التي كانت في شهرها التاسع مع طفلتها في رحلة مرعبة لمدة أربعة أيام من الخرطوم إلى الحدود المصرية عبر مدينة مدني، باستخدام وسائل النقل المختلفة بما في ذلك الشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة وفي إحدى المرات انفصلت عجلة من السيارة التي كانتا تستقلانها وانقلبت السيارة، مما أدى إلى إصابة بعض الركاب ولم تصب المرأة وابنتها بأذى وتمكنا من التفاوض على ثمن لمواصلة رحلتهما في سيارة أخرى.
وبلغت الرحلة ذروتها في مسيرة عدة ساعات من بورتسودان إلى المعبر الحدودي المصري في منتصف الليل. مع العلم أنها كانت حاملًا وتنتظر المخاض في أي لحظة، وساعد اللاجئون الآخرون الزوجة على حمل ابنتها في المرحلة الأخيرة من بحثهما عن الأمان.
ورغم القصف ورغم كل الصعاب، وُلد الطفل بصحة جيدة في أجواء هادئة بمستشفى في القاهرة في وقت مبكر من صباح يوم 24 مايو وسارت الولادة بشكل جيد لدرجة أن الأم والطفل خرجا في غضون ساعات ويحاول الزوج الإسراع في جلب عائلته إلى المملكة المتحدة، واتهم وزارة الداخلية بتعريض حياة الأسرة للخطر بسبب التأخير الطويل وبينما تحث الحكومة البريطانية اللاجئين على استخدام طرق آمنة وقانونية بدلًا من عبور البحر في قوارب صغيرة، انخفضت أعداد إعادة توطين اللاجئين بنسبة 75٪ منذ عام 2019 وتأشيرات لم شمل الأسرة أقل بنسبة 40٪ من مستويات ما قبل الجائحة.
في الوقت الذي تقدم فيه الزوجان للحصول على تأشيرة لم شمل الأسرة، كان معيار إجراءات وزارة الداخلية 12 أسبوعًا وعندما سأل محامي العائلة في المملكة المتحدة عن التأخير في فبراير من هذا العام، بعد 12 شهرًا من تقديم الطلب، قال مسؤول في رسالة بريد إلكتروني إن وزارة الداخلية كانت تواجه "تأخيرات كبيرة" في اتخاذ قرار لم شمل الأسرة ولن تكون قادرة على ذلك توفير جدول زمني محدث لاتخاذ قرار.
ويقول الزوج: "آمل أن تتم الموافقة على طلب تأشيرة لم شمل الأسرة قريبًا وأظن أن الوصول الآمن لطفلنا هو معجزة وهو بادرة أمل في المستقبل واضطررت لدفع الكثير من المال لرحلة الخروج من الخرطوم لإحضار زوجتي وابنتي إلى بر الأمان، ولكن المال يأتي ويذهب هذه هي سنة الحياة".