السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

قصر باكنجهام يرفض إعادة رفات أمير إثيوبي إلى بلاده

الرئيس نيوز

رفض قصر باكنجهام مطالبات إثيوبية لإعادة رفات الأمير "المسروق" إلى إثيوبيا، وكان الأمير أليمايهو قد تم نقله بعد خطفه إلى إنجلترا بعد أن هزمت القوات البريطانية والده ونهبت عاصمته الإمبراطورية وتطالب إثيوبيا بإعادة رفاته منذ 150 عامًا.

وقالت العائلة الملكية البريطانية، إن جثة أمير مراهق تم أسره على يد القوات البريطانية لن تُعاد إلى عائلته في أحدث نزاع رفيع المستوى حول الإرث الإجرامي لماضي المملكة المتحدة الاستعماري، ورفض قصر باكنجهام طلبًا متكررًا لإعادة رفات الأمير الإثيوبي إلى الحبشة - التي تشمل إثيوبيا الحديثة - الذي نُقل من منزله في سن السادسة عام 1868 وتوفي بعد أكثر من 10 سنوات بقليل في إنجلترا وتم دفن جثته في قلعة وندسور، أحد المساكن الرسمية للملك تشارلز الثالث والموقع التقليدي للجنازات الملكية البريطانية وحفلات الزفاف.

تم أخذ أليمايهو من إفريقيا بعد أن هزمت القوات البريطانية والده ونهبت عاصمته الإمبراطورية، في واحدة من أكثر العمليات العسكرية شهرة في الحقبة الاستعمارية البريطانية، ونقلت شبكة إن بي سي الإخبارية عن فاسيل ميناس، وهو سليل العائلة المالكة الحبشية وأحد أقارب الأمير أليمايهو، قوله: "نريد عودة رفاته كعائلة وكإثيوبيين لأن هذا ليس البلد الذي ولد فيه" ولكن القصر قال هذا الأسبوع إن الطلب الإثيوبي غير ممكن لأنه من شأنه أن يلحق الضرر برفات بشرية أخرى مدفونة في مكان قريب.

 وقال قصر باكنجهام في بيان أرسل إلى شبكة إن بي سي نيوز، الثلاثاء إن "شرائع وتقاليد ومراسم وندسور بالغة الحساسية، ومع ذلك، تم ابلاغهم بأنه من غير المحتمل استخراج الرفات دون الإخلال بمكان دفن عدد كبير من الآخرين في المنطقة المجاورة".

 وأضاف البيان أن السفارة الإثيوبية في لندن مرحب بها لمواصلة زيارة القبر لتكريم الأمير الراحل ولكن المؤرخين قالوا إن على القصر بذل المزيد لتحمل المسؤولية عن ماضي المملكة الاستعماري البغيض.

وتحتل هذه القضية مكانة وجدانية عميقة لأنها تذكر الجميع بمحنة الأمير أليمايهو – الذي كان عليه أن يعيش كطفل مخطوف في أرض أجنبية، ولم يُسمح له بالعودة إلى الوطن حيًا أو ميتًا، وفقًا لأندرو هيفينز، مؤلف كتاب جديد عن أليمايهو والغارة البريطانية على الحبشة بعنوان "الأمير والنهب الإمبراطوري"، ويشعر الكثيرون الذين يعرفون قصة الأمير أليمايهو بأنه يجب إعادة رفاته فقد أوضح قبل وفاته أنه يريد العودة إلى الحبشة". 

وأضاف هيفينز أن القصر يمكنه أن يفعل المزيد، إذا توافرت الرغبة في ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أليمايهو هو ابن إمبراطور الحبشة، تيودروس الثاني، وهو حاكم مسيحي وتهور الإمبراطور حين احتجز عددًا من المسؤولين الحكوميين البريطانيين كرهائن بعد أن رفضت بريطانيا مساعدته في الحروب مع الدول المجاورة.

وفي ديسمبر 1867، أطلقت بريطانيا حملة استكشافية ضمت 13 ألف جندي و40 ألف حيوان، بما في ذلك 44 فيلًا تم تدريبهم على تكثيف نيران المدفعية الضخمة، وفقًا لمتحف الجيش الوطني في لندن، واستغرق وصولهم إلى العاصمة الحبشية نحو 4 أشهر، وقُتل أكثر من 500 من الحبشة وجُرح الآلاف في معركة استمرت 90 دقيقة - بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير ولا يوجد سجل معاصر دقيق بعدد القتلى على أيدي القوات البريطانية، وأصيب 18 جنديًا وبعد ذلك قتل الإمبراطور تيودروس نفسه بمسدس كان هدية من الملكة فيكتوريا، وعلى ظهور 15 فيلًا وحوالي 200 بغل تم نقل كل الثروة التي نهبها البريطانيون من الأراضي الحبشية وكانت والدة الأمير أليمايهو، الإمبراطورة تيرور ووب، تنوي السفر إلى إنجلترا مع ابنها لكنها ماتت في الرحلة.

واهتمت الملكة فيكتوريا بالأمير ورتبت له الدراسة في مدارس النخبة، قبل إرساله إلى أكاديمية التدريب العسكري في ساندهيرست التي غادرها بعد أقل من عام إلى مدينة ليدز الإنجليزية، حيث توفي بسبب التهاب بطانة الرئتين - عن عمر 18 عامًا في عام 1879 وكتبت فيكتوريا في يومياتها: "حزينة جدا وصدمتني تلك البرقية، رحل إليمايهو الطيب هذا الصباح. إنه لأمر محزن للغاية! وحده، في بلد غريب، لا ينتمي إليه شخص واحد أو قريب" وتم دفنه في سراديب الموتى في كنيسة القديس جورج في وندسور.