السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

دراسة: كيف تتعامل مصر المعاصرة مع الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة؟

الرئيس نيوز

أثارت حروب المعلومات المعارك حول الحفاظ على الروايات التي تعتبر مصدر ارتياح للمجتمع وفي حالات كثيرة تؤدي إلى انتعاش الصوابية والدفع من أجل ما هو "صحيح" وما هو "خطأ" – وترجح دراسة نشرها موقع جامعة هارفارد الأمريكية أن حروب المعلومات تحولت إلى صراعات قوة عالية المخاطر بين مختلف الأطراف - بما في ذلك الدول واليوم، يسعي علماء السياسة والمؤرخون لتحليل مخرجات الدعاية والتسريبات والمعلومات المضللة الصارخة من جوانب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، حيث يسعى كل من الجانبين إلى الترويج لروايته في سعيهما لتحقيق النصر ولكن حروب المعلومات ليست جديدة وهي بالتأكيد ليست مرتبطة بمكان أو زمان.

وتناول كلوي بورديويش، باحثة الدكتوراه بكلية الدراسات العليا للفنون والعلوم بجامعة هارفارد، بتعمق صراع المعلومات في موضوع رسالة الدكتوراه والتي تحمل عنوان: "إمبراطورية التسريبات: الصراع على المعلومات في شرق البحر الأبيض المتوسط، 1870-1952"، ودرست كيف أتاح صعود وسائل الإعلام للجمهور في مصر الحديثة الوصول إلى مزيد من المعلومات حتى عندما حاولت الحكومة إخفاء الكثير عن الجمهور.

وتوضح الباحثة: "أتعامل مع الدعاية والمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة مع التركيز الموضوعي على تاريخ المعلومات العامة وقواعد السرية التي تفرضها الدولة، أي أن التركيز ينصب على تاريخ للمعلومات واستخدامها كساحة معركة سياسية، وأنا مهتمة بشكل خاص بالأسئلة المتعلقة بما يحق للجمهور في المعرفة وإلى أي مدى تستطيع الدولة إخفاء معلومات ما".

وترجح المشرفة على الرسالة وأستاذة التاريخ في كوليدج، مايا جاسانوف، أن المؤرخين “فهموا منذ فترة طويلة أن التحكم في المعلومات هو أداة قوة، وتكمن أهمية البحث الأخير في الكشف بتفاصيل نادرة حول شدة الصراع على المعرفة وأهمية صياغة رواية مشتركة في ترسيخ معنى القومية الحديثة، ويغطي البحث خمس حلقات، تمتد من سبعينيات القرن التاسع عشر إلى خمسينيات القرن الماضي، لتحليل كيفية تعامل الجمهور مع المعلومات التي تنشرها الدولة وتلك التي تحجبها، فالكثير من الإخفاء يتعلق بالجيش والأمن القومي”.

بالنسبة لمعظم تاريخ العالم - وفي معظم الأماكن - كانت السرية هي الوضع المعتاد وتقول بورديويتش: "لم يتمكن الناس من تقديم طلب منسق للحصول على معلومات من الدولة"، ويلقي عملها الضوء على الطريقة التي تغير بها الوصول إلى المعلومات في مصر الحديثة - وما كانت العواقب عندما حدث ذلك.

وتقول بورديويش: "من الواضح أن التكنولوجيا تلعب دورًا في تحديد ماهية المعلومات التي يتم تداولها والمعلومات التي يمكن منعها من التداول" وأدى ظهور وسائل الإعلام في مصر في أواخر القرن التاسع عشر تقريبًا والمتزامن مع ظهوره أيضًا إلى تغيير المشهد، حيث تمكنت الصحف من إخفاء ونشر المعلومات - سواء كانت صحيحة أو خاطئة واعتبرت بعض الصحف نفسها دعاة لنشر المعلومات، في حين عملت أخرى على نشر معلومات كاذبة". 

مع تزايد قوة وسائل الإعلام، أصبحت مصر "تنافسية للغاية، حيث تم تمويل الصحف من قبل الفرنسيين، والبريطانيين، والعثمانيين، وما إلى ذلك"، وكان هذا بالإضافة إلى الجريدة الرسمية المصرية، التي قدمت موافقة الحكومة على الأحداث، وأضاف البحث أن التحدي صعب للغاية، فيمكن أن تكون المعلومات المضللة وسيلة للحفاظ على استقرار المؤسسات ولكن، يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى الإطاحة بهم وتتبع أبحاثها المعارك السياسية حول المعلومات خلال منتصف القرن العشرين - على سبيل المثال، خلال حرب عام 1948 في فلسطين بين الدول العربية وإسرائيل وهي الحرب التي ترك الملك فاروق العرش بعدها بنحو 4 سنوات فقط "فالغضب الشعبي من غياب المعلومات التي تفسر بشكل مقنع خسارة الحرب ساهم في الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1952".