الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

طريق السلام في الشرق الأوسط.. هل يمكن أن يمر عبر البحر المتوسط؟ ‏

الرئيس نيوز

نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن الناشط المناخي "جيدون برومبيرج" أحد كبار مسؤولي منظمة "إيكو بيس"، بعد 30 عامًا من ‏إنشائها، قوله إن منظمته ترسم مسارًا لمستقبل مستدام في المنطقة انطلاقًا من إيمان راسخ بأن أزمة المناخ تشكل تهديدًا وجوديًا يواجه ‏الشرق الأوسط.

وأضاف الناشط المناخي البالغ من العمر 59 عامًا: "البقاء على قيد الحياة سيعتمد على ‏قدرتنا على العمل معًا على المستوى الإقليمي ونحن نتشارك نفس المحيط ونتنفس نفس الهواء وأزمة المناخ لا تعرف الحدود وحان ‏الوقت للاعتراف بواقع الترابط البيئي".‏

شرق المتوسط نقطة مناخية ساخنة

حددت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ شرق البحر الأبيض المتوسط كنقطة ساخنة للمناخ، مما يعني أنه من المتوقع أن ‏يضرب الاحترار العالمي المنطقة بشكل أكثر حدة مما هو عليه في أجزاء أخرى من العالم.

وأوضح برومبيرج أنه في حين تهدف ‏بعض الدول إلى تجنب زيادة درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، يمكن أن يشهد الشرق الأوسط زيادة تتراوح بين أربع وسبع ‏درجات وهذا يمكن أن يجعل العديد من مناطق الشرق الأوسط غير صالحة للعيش خلال أشهر الصيف.‏

وحذر من أنه “منذ عامين فقط، شهد البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة دافئة على الإطلاق أعلى درجتين من ذي قبل وهذا تطور ‏يهدد جدوى الحياة في المنطقة، فنحن نقول إننا نحب أرضنا ولكن لن تكون هناك أرض نحبها إذا لم نواجه تحدي أزمة المناخ ولذلك ‏علينا التنسيق بشأن الأزمة إذا أردنا بناء المرونة اللازمة لمواجهة تغير المناخ”.

ويعتقد برومبيرج أن بإمكان إسرائيل بناء الثقة مع ‏جيرانها من خلال التعاون البيئي - وهو عنصر حاسم للسلام في نهاية المطاف ويشارك برومبرج في إدارة منظمة "إيكو بيس" ‏بمكاتبها في تل أبيب وعمان ورام الله، ويدير كل منها مدير مشارك وموظفون وتحدث جميع المديرين الثلاثة أمام الأمم المتحدة.

وفي ‏عام 2022، تلقت المنظمة منحة قدرها 3.3 مليون دولار من وزارة الخارجية الأمريكية وأسس برومبيرج منظمته منذ ما يقرب من ‏‏30 عامًا أثناء دراسته للقانون البيئي الدولي في الجامعة الأمريكية وخلال ذلك الوقت، وقعت إسرائيل اتفاقية سلام مع الأردن، وكانت ‏اتفاقيات أوسلو قيد التفاوض.‏

وأعرب برومبيرج عن قلقه من إهمال البيئة في كافة محادثات السلام، وفي كافة المشروعات مثل إنشاء 50 ألف غرفة فندقية متوقعة ‏حول البحر الميت وأراد أن يضع الاستدامة على جدول الأعمال السياسي لعملية السلام ولذلك أسس منظمته وجمع 20 ألف ‏دولار لأول اجتماع لخبراء البيئة المصريين والإسرائيليين والأردنيين والفلسطينيين، الذي انعقد في طابا في ديسمبر 1994 ومع ذلك، ‏بدأ العنف بعد عام واحد فقط، وحلت التفجيرات محل الحديث عن المباني الجديدة وانسحبت مصر.

وقال برومبيرج: "اليوم، لا يمكننا أن ندع السياسة تقف في ‏طريق حل أزمة المناخ".‏

وتمتلك المنظمة وثيقة تتبنى "تسخير الشمس والبحر لخلق مياه محلاة على مستوى المنطقة وأمن للطاقة للجميع؛ وتسلط الضوء على ‏الحاجة والفرصة لحل مخصصات المياه الطبيعية الإسرائيلية / الفلسطينية اليوم لتحقيق العدالة في المياه؛ وتقترح استثمارات ذكية ‏مناخيًا ووظائف خضراء ومشروعات للتنمية حول وادي الأردن؛ وتوصي ببرامج التوعية العامة والتعليم التي يمكن أن تشرك ‏الجمهور المعني، وخاصة الأجيال الشابة، لفهم أهمية الدبلوماسية في مجالي المياه والمناخ كأداة فعالة لحل النزاعات وبناء السلام، مع ‏تأكيد خاص على تحديات الترابط البيئي والمخاطر والفرص ورسم الطريق إلى تحقيق الحلول.‏