الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جوازت سفر خصراء تركية بحوزة عناصر داعشية.. من أين وصلتهم؟

الرئيس نيوز

فيما تعد ضربة لجهود الرئيس التركي رجب أردوغان الانتخابية، ذكرت تقارير إن السلطات التركية متورطة في منح عناصر مرتبطة بتنظيم “الدولة” جوازات سفر “خضراء”، تمنح للشخصيات الدبلوماسية وفقط، مما يعيد الأذهان إلى علاقة حكومة حزب “العدالة والتنمية”، بالجماعات المتطرفة التي تعالت مؤشراتها خلال الحرب الأهلية في سوريا.

وتورطت تركيا في دعم الجماعات المتطرفة، وتحديدًا تنظيم “جبهة النصرة” الذي غير اسمه حاليًا إلى تنظيم “جبهة فتح الشام”، وهو يتمركز حاليًا في إدلب،وقد سهلت تركيا خلال الفترة الأولى من تلك الحرب تحرك تلك الجماعات، ووفرت لهم الدعم اللوجستي المتمثل في المال والسلاح، والغطاء السياسي.كما سهلت أنقرة لهم حركة التجارة في النفط المسروق. 

ومؤخرًا أعلن الرئيس التركي أن الشرطة العسكرية التركية، بدعممن أجهزة المخاربرات التركية، تمكنت من الوصول إلى مخبأ زعيم تنظيم "الدولة” المعروف بـ"داعش" أبو حسين القريشي، وكان في إدلب، واعتبر مراقبون أن إعلان أردوغان هومحاولة تروج انتخابي له.

جوازت خضراء

وفق موقع “أحوال” المختص بالشؤون التركية، فإن ضابطا تركيا متقاعدا تعرض للإيقاف والتحقيق من عناصر من المخابرات الألمانية والأمريكية بسبب جواز السفر الأخضر الذي تمنحه السلطات التركية لموظفي الدولة والدبلوماسيين.

حسبما زعم الموقع فإن المصادر أشارت إلى أن السلطات التركية قامت في فترة ما بمنح جواز السفر الأخضر المخصص للمسؤولين الحكوميين البارزين، إلى عناصر يشتبه في أنها إرهابية من بينهم مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ولم تحدد التقارير الفترة التي منحت فيها السلطات التركية جواز السفر الأخضر ولا أسماء من حصلوا عليه ممن تلقوا تدريبات في سوريا وقاتلوا في دول أخرى.

ودأب أردوغان وحكومته خلال السنوات التي تلت اندلاع الحرب الأهلية السورية على نفي أي صلة له بجماعات إسلامية بعينها كما نفى صحة تقارير أشارت إلى تعاملات سرية مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل مساحات واسعة في العراق بما فيها محافظات نفطية. وقام بتهريب شحنات نفط إلى الأراضي التركية.  

تفاصيل الواقعة

ونقلت المواقع التركية المعارضة عن اللواء المتقاعد أوميت أوزترك قوله إنه تعرض للاستجواب من عناصر من المخابرات الألمانية والأميركية، مضيفا "أبلغوني أنه تم العثور على جوازات السفر الخضراء مع أشخاص مجهولين من أصول أوزباكية وتركمانية تلقوا تدريبات في سوريا".

وقال في تسجيل مصور من مطار ساو باولو البرازيلي "أنا لواء متقاعد وأعيش بالولايات المتحدة منذ عام 2012، حيث أعمل بالطيران. أمتلك جواز سفر أخضر وكنت استخدمه منذ عام 2022، فأنا كنت موظف بالدولة ومنحتني إياه السلطات. عندما انتهى جواز السفر توجهت لأقرب قنصلية لتجديده. كان ذلك نهاية شهر ديسمبر الماضي. أخبروني أن جواز السفر الجديد سيستغرق 3 أشهر لوروده من أنقرة وأنهم سيمنحوني جواز سفر تقليدي لاستخدامه بشكل مؤقت".

ولم يلاحظ الضابط المتقاعد الذي يسافر من دولة إلى أخرى للمشاركة في معارض للطيران بحكم تخصصه، خلال تلك الفترة أي طارئ إلى أن تم إيقافه في مطار بألمانيا التي وصلها بعد أن تم تجديد جواز سفره الأخضر للمشاركة في معرض للطيران بالمنطقة.

وقال "في مايو الماضي ذهبت للمشاركة في معرض للطيران في سويسرا. ذهبت في البداية إلى ألمانيا ومنها إلى سويسرا. عندما هبطت في ألمانيا كنت سأستخدم جواز السفر الأخضر المجدد لأول مرة، لكن عناصر الأمن بالمطار أوقفوني وقاموا باصطحابي إلى غرفة خاصة" وتم استجوابه لمدة 45 دقيقة ثم سُمح له بالمغادرة بعد أن تثبت مستجوبوه وهم من المخابرات الألمانية والأميركية من صحة بياناته خاصة أنه كان دائم التنقل للمشاركة في معارض الطيران.

ضابط طيران

وقال اللواء المتقاعد إنه أبلغ السلطات في المطار أنه اشتغل في تركيا كضابط لمدة 26 عاما وطلب منهم تفسيرا لإيقافه واستجوابه فأبلغوه بأن الأمر يتعلق بوجود جوازات السفر الخضراء بحوزة عناصر إرهابية  ممن تلقوا تدريبات في سوريا، مضيفا "لم يكنوا مواطنين أتراك وتعاملوا معي على هذا النحو لعدم وجود أي أختام بجواز سفري المجدد".

وخلص إلى القول بأن "أغلبية هؤلاء الأشخاص يعبرون إلى جورجيا. ويتوجب على وزارة الداخلية التعليق على الأمر"، متسائلا "كيف يتم منح جوازات السفر تلك إلى مقاتلي داعش وأشخاص مجهولين؟".

ولم تصدر السلطات التركية بعد تعليقا على تلك المعلومات ولم يتضح ما اذا كان الأمر يتعلق بعمليات تزوير واسعة قام بها متطرفون للفرار من سوريا مع انحسار نفوذ التنظيمات الإرهابية ومع اتجاه تركيا ذاتها إلى مصالحة مع النظام السوري واستئناف العلاقات بعد سنوات من دعم أنقرة للمعارضة السورية والجماعات المسلحة بما فيها جماعات متطرفة.

وفي السنوات الماضية واجهت المخابرات التركية اتهامات دولية بتشكيل وتسليح وتدريب مجموعات إسلامية متطرفة بينما كان الرئيس التركي وحكومته يدفعان لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي العام 2015 نشرت صحيفة 'جمهورييت' التركية صورا وتسجيل فيديو أكدت أنها لشحنات أسلحة أرسلت إلى المعارضة السورية الإسلامية المسلحة في مطلع 2014، ما يدعم اتهامات تنفيها دائما حكومة أردوغان بشدة.