الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تطورات الوضع في السودان.. تصاعد الاشتباكات رغم إعلان تمديد وقف إطلاق النار 3 أيام

تصاعد الاشتباكات
تصاعد الاشتباكات المسلحة والعنف في السودان

استمرت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي ومنطقة الصحافيات وحلة حمد وشمبات ومناطق متفرقة من أم درمان، ودارت معارك بأسلحة ثقيلة في وسط الخرطوم وحلق الطيران الحربي في مناطق عدة.

وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن هناك بطء ملحوظ في بعض شبكات الإنترنت في الخرطوم معارك عنيفة في السودان رغم تمديد الهدنة الهشة الأخيرة فيما شوهد الدخان يتصاعد من عدة مواقع في الخرطوم مع احتدام القتال العنيف وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين المتحاربين، وكان تمديد الهدنة يهدف إلى وقف القتال الذي استمر أكثر من أسبوعين والذي أسفر عن مقتل المئات وتسبب في دمار واسع النطاق.

وتصاعدت السحب والغيوم السوداء فوق العاصمة الخرطوم في قتال جديد وأفادت الأمم المتحدة بوجود معارك مريرة في المناطق الحضرية في منطقة دارفور التي مزقتها الحرب على مدار سنوات متعاقبة حيث قُتل العشرات.

وذكرت وزارة الدفاع التركية أن إحدى طائرات النقل العسكرية التابعة لها تعرضت لإطلاق نار، مما يؤكد المخاطر مع تدافع الحكومات الأجنبية لإنهاء عمليات إجلاء مواطنيها.

وبدأت الاشتباكات منذ 15 أبريل بين الجيش السوداني بقيادة اللواء عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، حيث قصفت الطائرات الحربية مواقع قوات الدعم السريع في مناطق مكتظة بالسكان في الخرطوم وتبادل المقاتلون نيران المدافع الرشاشة الثقيلة واتفق الجنرالات المتنافسون على تمديد وقف إطلاق النار الذي انتهك مرارًا لثلاثة أيام أخرى بعد وساطة بقيادة الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بهدف تأمين هدنة أكثر ديمومة.

ولكن شهود عيان قالوا لوكالة “فرانس برس” إنهم سمعوا ضربات جوية ومدافع مضادة للطائرات تطلق بالقرب من قيادة الجيش في الخرطوم، حيث حُبس العديد من السكان في منازلهم بسبب انخفاض مستويات الطعام بشكل خطير.

واستنكر دقلو تحركات الجيش في مقابلة مع بي بي سي قائلًا: "البرهان ليس جديرًا بالثقة وهو خائن. هذه الحرب تدمر السودان".

وفي مقابلة مع قناة الحرة الأمريكية، قال البرهان إن "مرتزقة" يتدفقون عبر الحدود من تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر لاستغلال الفوضى ولقي ما لا يقل عن 512 شخصًا مصرعهم وأصيب 4193 آخرون في القتال، وفقًا لأرقام وزارة الصحة التي يُعتقد أنها غير كاملة.

وحذرت نقابة الأطباء السودانيين، من أن انهيار نظام الرعاية الصحية بات "وشيكًا"، حيث يواجه أكثر من 12 ألف مريض خطر الوفاة لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى غسيل الكلى المنتظم.

وقالت الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن 16 في المائة فقط من المرافق الصحية في الخرطوم لا تزال تعمل بشكل طبيعي، مما يترك الملايين دون الحصول على الرعاية الصحية.

كما انتشر القتال في أنحاء السودان، لا سيما في دارفور المضطربة منذ فترة طويلة، حيث أفاد شهود عيان بوجود نزاع ونهب وعنف متبادل.

وقالت نقابة المحامين في دارفور وهي جماعة مجتمع مدني إن مقاتلين "يطلقون صواريخ على منازل" في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور على بعد نحو 1100 كيلومتر غربي الخرطوم.

كما أفادت عن إطلاق نار من “بنادق ومدافع رشاشة وأسلحة مضادة للطائرات”. وقال أحد السكان: "لا يوجد طعام باستثناء ما يخزنه الناس في منازلهم".

وقالت نقابة المحامين إن القتال انتشر "في جميع أنحاء المدينة تقريبًا"، وحثت البرهان ودقلو على "الوقف الفوري لهذه الحرب الحمقاء التي تحصد أرواح المدنيين" وفي الأثناء، عادت القوات الألمانية إلى ألمانيا بعد الإشراف على إجلاء أكثر من 700 من الرعايا الأجانب من السودان خلال الأسبوع الماضي.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان رافينا شمداساني، إن 96 شخصا قتلوا في الجنينة منذ يوم الاثنين وأضافت شمداساني أن الأمم المتحدة "قلقة من خطر تصاعد العنف في غرب دارفور"، محذرا من أن الأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع "أثارت أعمال عنف طائفية" ولا تزال دارفور تعاني من الحرب المدمرة التي اندلعت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما سحق الرئيس المتشدد عمر البشير متمردي الأقليات العرقية من خلال إنشاء ميليشيا الجنجويد لتنفيذ الفظائع التي ارتكبت هناك، وهي القوة التي شكلت فيما بعد أساس قوات الدعم السريع التابعة لدقلو وخلّفت حملة الأرض المحروقة ما لا يقل عن 300 ألف قتيل وما يقرب من 2.5 مليون نازح، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، وشهدت اتهام البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وسط هذه الفوضى، ترددت الأنباء حول هروب عدة سجناء من السجن، بينهم مشتبهون بارتكاب جرائم حرب من نظام البشير، وعبرت الأمم المتحدة عن انزعاجها من عمليات الهروب من السجن، مشيرة إلى "احتمالات المزيد من العنف وسط مناخ عام من الإفلات من العقاب".

هل تنجح الدبلوماسية في وقف إطلاق النار؟

اعترفت الولايات المتحدة، التي كان دبلوماسيوها يتوسطون عبر الهاتف بين المتحاربين، بانتهاك الهدنة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين “إن تنفيذ وقف إطلاق النار غالبا ما يكون صعبا في البداية ولكن انتهاكات وقف إطلاق النار لا تعني فشل وقف إطلاق النار”.

وأعلنت بريطانيا أنها ستنهي رحلات الإجلاء من السودان، بعد نقل أكثر من 1500 شخص جوا هذا الأسبوع وذكر برنامج الغذاء العالمي إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه بالفعل 15 مليون شخص - ثلث السكان - إلى المساعدة لدرء المجاعة.

ووفقًا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فر أكثر من 75000 شخص من ديارهم، بينما عبر عشرات الآلاف إلى البلدان المجاورة بما في ذلك تشاد ومصر وجنوب السودان.

وحذرت وزارة خارجية جنوب السودان من أن "تداعيات الصراع باتت واضحة للعيان".