الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا يرفض الجيش السوداني الجلوس للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع؟

الرئيس نيوز

فيما يبدو مؤشرًا على الأوضاع في الأرض، أعلن قائد قوات “الدعم السريع” في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، أنه مستعد لإجراء مفاوضات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان شريطة وقف إطلاق النار. 

وتبدو اللهجة مختلفة عما كان يصدر من حميدتي مؤخرًا، إذ كان يؤكد على رفضه الحوار مع البرهان، وقال مراقبون إن إصرار الجيش السوداني على عدم الحوار مع القوات المتمردة، ربما يفسر على نحوين إما أن يكون الجيش متقدم على الأرض ويرفض التراجع عما حققه. 

أو أن قيادات المجلس العسكري في الجيش هي من ترفض الحوار وتريد الاستمرار في عمليات القتال حتى الانتهاء من قوات الدعم السريع.     

وقال حميدتي، في مقابلة مع شبكة “بي بي سي”: “هناك شروط للمفاوضات. بداية، وقف إطلاق النار. ووقف الأعمال العدائية. بعد ذلك، يمكننا إجراء مفاوضات”. وأضاف: “من واجبنا تشكيل حكومة مدنية قابلة للحياة في السودان”.

وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد وافق منذ يومين، وبشكل مبدئي على لقاء حميدتي، لكنه قال أمس الجمعة لوسائل إعلام محلية إنه يرفض الجلوس مع قائد قوات “الدعم السريع”، واصفا قواته بأنها “متمردة”.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن أن تستمر الهدنة لفترة طويلة لفتح ممرات عبور آمنة، أجاب حميدتي: “لقد طالبنا بالهدنة منذ اليوم الأول للحرب. وبدأنا بفتح ممر إنساني على الفور. وفتحنا هذه الممرات داخل المناطق التي تسيطر عليها قواتنا. بدأنا بالهدنة من جانبنا”.

تواصلت المعارك أمس الجمعة في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، رغم إعلان تمديد الهدنة في النزاع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أودى بحياة مئات الأشخاص.

وارتفعت حصيلة ضحايا القتال الى قرابة 574 قتيلا مع الكشف، أمس، عن مقتل 74 شخصا في مدينة الجنينة في مطلع الأسبوع.

وقال دقلو: "لا نريد تدمير السودان"، محملا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.

وبشأن احتمال المفاوضات مع البرهان، قال دقلو: "وقف القتال. ثم يمكن أن تكون لدينا مفاوضات". وأشار إلى عدم وجود أي مشاكل شخصية مع البرهان، متهما اياه بجلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة.

وأكد دقلو أنه يسعى لتشكيل حكومة مدنية في السودان بأسرع ما يمكن. وقال إن هدفه حماية البلاد من "بقايا الحكومة التي كانت خلال الـ 30 عاما الماضية".