أمريكية تروي تفاصيل رحلة هروبها من القتال في السودان إلى مصر
أصبح تأثير ما يحدث في السودان يتجاوز الحدود بعد أن وقع آلاف الأشخاص، بمن فيهم الأمريكيون، في مرمى النيران وسط الاضطرابات التي تشهدها الساحة السودانية منذ أكتوبر 2021، والتي كانت أحدث فصولها اندلاع القتال بين الجيش وميليشيا الدعم السريع.
وأجرى موقع ABC15 الإخباري الأمريكي مقابلة مع عائلة في منطقة فالي، والتي أعربت عن القلق البالغ على أحبائهم الذين بقوا في السودان، ومنذ حوالي 10 أيام، واجهت امرأة شابة تدعى هديل من مدينة فينيكس أثناء فرارها من السودان مشاهد وأصوات انفجارات مرعبة ولا تزال عائلتها تنتظر عودة والدتها ويقال إنها ذهبت إلى السودان قبل يومين من وصول الحرب إلى العاصمة الخرطوم.
وقالت هديل: “كان من المفترض أن يكون هذا الأسبوع محوريًا بالنسبة للسودان وكان من المفترض أن يوقع الفرقاء وثيقة عودة الحكومة إلى المدنيين ولكن أحد القادة تراجع عن الاتفاق”.
وتصف هديل الوضع بأنه "صادم لأنه لم يحدث شيء مثل هذا في العاصمة الخرطوم من قبل" وزارت هي وزوجها السودان في عام 2017، ويقولان إنهما يتذكران كم كانت الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا آمنة ومسالمة.
وتأتي الصدمة التي تحدثت عنها هديل من مناظر الزجاج المهشم وقذائف المدفعية والمنازل المحترقة في أعقاب الغارات الجوية التي كشفتها الصور ومقاطع الفيديو التي أرسلتها والدتها والتي تجعل هديل وزوجها في حالة توتر لا تنقطع، وعقبت بالقول: "إنه أمر محزن حقًا أن نرى ذلك لأننا كنا هناك قبل بضع سنوات فقط عندما كان كل شيء في السودان على ما يرام أما الآن، فكما نرى كل شيء قد دمر".
وتضيف أن الأسوأ بالنسبة لها معرفتها أن خالتها وجدتها ووالدتها غادرن الولايات المتحدة إلى السودان قبل بضعة أسابيع وقد أمضت والدة هديل وجدتها أكثر من 48 ساعة الأسبوع الماضي، هربا إلى مصر وتقول هديل: "لقد استأجروا حافلة مع أصدقائهم وخرجوا.. وذهبوا بها إلى مصر" إذ تستغرق الرحلة 12 ساعة أما بالنسبة لعمة هديل، فهي لا تزال في السودان.
وأضافت هديل "إنه أمر سريالي للغاية، فلا شيء واضح سوى صوت القذائف والحرب في الشوارع، أنت تتساءل دائمًا عما إذا كان هذا يحدث بالفعل أم أن ما نراه من صنع الخيال وتشعر بالعجز نوعًا ما لأنه لا توجد طريقة واضحة لنا لمساعدتهم".
كما تواصل زوج هديل، الذي يدعى جيف وود، مع موقع ABC15 وقال: "كنا نشعر باليأس لأن وزارة الخارجية أخبرتنا، بشكل أساسي، أن نستمر في توفير مأوى آمن للأسرة".
وأعرب عن قلقه من نفاد الطعام في السودان، وتلوث المياه وإطلاق النار حول منزل عائلته، ولديه بعض الارتياح لمعرفة أن أصهاره يبدون آمنين. لكنه يريد من الولايات المتحدة أن تفعل المزيد.
وأضاف وود: "لا يزال هناك 16000 مواطن أمريكي نسمع عنهم، ومن الواضح أن شعب السودان لا يزال عالقًا في هذا الوضع المأسوي".